إعلان
إعلان

البـــــطة الحـــــزينة ـ بقلم : ســــعاد زاهــــر

#سفيربرس

إعلان
النهر يجري بهدوء، تنمو على ضفتيه الحشائش الخضراء.. الجو الربيعي يعطي المكان جمالاً خاصاً.. استغرب الطفل الصغير “بدر” أن البطة الصغيرة تدير ظهرها لكلّ هذا الجمال، وتجلس منعزلة خلف الحشائش، تحني رأسها، حتى إنها لم تنتبه لوجوده قربها. رمى لها ببعض فتات الخبز من “سندويشة الجبنة” التي كانت بحقيبته.
حين نظرت إليه البطة بتثاقل، انتبه إلى حزنها الشديد.
سألها بدر: ألست جائعة؟ رفعت برأسها إلى الأعلى، بحركة تدل على النفي، وبدا أن حزنها يغطّي على رغبتها
بالحديث.. حاولت الانصراف بعيداً عنه.. أثار تصرفها استغراب بدر الذي ناداها: تمهلي قليلاً، وهو يريد أن يعرف حكايتها، وسرَّ حزنها، وعزلتها، ونفورها منه ومن الطعام…؟ كان بدر يسير خلفها حينما فوجئ بوالدته تهرع إليه خائفة بعد أن تأخر عن الحضور إلى المنزل، ولكنّه طلب من أمه مساعدته لمعرفة سرّ حزن البطة.. اقترحت والدته أن يأخذها معه إلى المنزل، ففرح بشدة، لكنه عندما اقترب من البطة خافت وهربت. قال لأمه: ربما هي ضائعة أو أنها فقدت أهلها، لا يجب تركها وحيدة.
خطر لوالدته فكرة وهي إحضار وعاء يتسع لها فيه بعض الماء والذرة التي يحبها البط، ونجحت الخطّة، وأصبحت البطة في غرفة الصغير بدر، مع مرورالوقت بدت تلك البطة تتآلف مع جو المنزل.
تتالت الفصول وأتى فصل الشتاء وانتبهت والدة بدر، إلى أن البطة كبرت بسرعة ولم يعد يتسع لها مكانها الصغير، وأصبحت ترفرف كثيراً بجناحيها في وعاء الماء الصغير من دون أن تتمكن من الطيران!. حين رأى بدرأن أسراب البط تجيد السباحة والطيران أكثرمن بطته، حزن وسأل والدته عن السبب فقالت له: لأنها حبيسة الجدران، انتبه إليها إنها تجيد المشي أكثر من السباحة والطيران. بعد قليل استدار بدر نحو والدته- وقد بدت الدموع في عينيه، وقال لها: لابدّ أن تبقى مع أسراب البط حتى تعيش حياتها الطبيعية.
حزن بدر على فراقها، لكنّه حين رآها تحاول تقليد البط وتسير نحو الماء سعيدة، أدرك أنه اختار لها حياة سعيدة مع سرب البط الذي استقبلها بحماسة.
#سفيربرس ــ بقلم : ســــعاد زاهــــر
إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *