نهاد السامرائي لسفيربرس : تحويل 70 لوحة للفنان نصير شمه إلى أزياء عالمية تُجسد نسيج ثقافات الشرق بروح عصرية
#سفيربرس _ حوار : دنيا صاحب - العراق

بخطوات واثقة، تُبدع الكاتبة ومصممة الأزياء العراقية نهاد السامرائي، بالتعاون مع الفنان والموسيقار العالمي نصير شمه في مشروع استثنائي غير مسبوق، تحوّل 70 لوحة فنية من أعماله إلى قطع أزياء فريدة تنبض بجمالية الشرق وسحره وتعكس تنوع ثقافاته في تصاميم مبتكرة تحمل روح العصر بلمسة أنثوية مبدعة تنسج خيوط الأصالة في أبهى صورها.
ولا يقتصر هذا المشروع على عالم الموضة والأزياء فحسب بل يمتد ليشمل تصميم قطع أثاث فنية ومجوهرات مستوحاة من لوحات الفنان نصير شمه في تناغم جمالي يمزج بين التراث والحداثة بانسيابية وذوق رفيع ليبتكر لغة بصرية جديدة تُجسد الهوية الثقافية الشرقية بروح معاصرة.
في هذا الحوار الحصري لسفيربرس ، تكشف نهاد السامرائي عن تفاصيل هذه التجربة متعددة الأبعاد، التي تمثل محطة مهمة في مسيرتها الفنية، كما تستعرض رؤيتها الطموحة لفتح آفاق جديدة للتواصل بين الفنون الجميلة وفن الأزياء، والثقافات المختلفة، عبر مشروع يُعيد قراءة الفن التشكيلي بوصفه تعبيرًا بصريًا حيًا ينبض بالألوان والرموز والمعاني، ويُترجم الموسيقى كنبض روحي يتجاوز الزمن، يصوغ اللحظات عبر الإيقاع والنغم، فيما يُقدم تصميم الأزياء كفن تعبيري يجمع بين الشكل والملمس والوظيفة، ليحمل رسالة ثقافية وجمالية عالمية.
§ كيف تقدمين نفسك للجمهور؟ من هي نهاد السامرائي، وكيف كانت مراحل مسيرتك المهنية؟
§ أنا نهاد واثق السامرائي، مصممة أزياء وكاتبة عراقية. درست الترجمة الفورية وتخصصت فيها في المملكة المتحدة. أنا ابنة الفنان المسرحي والمعماري الراحل واثق السامرائي، أحد روّاد الحركة المسرحية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وُلدت في 13 سبتمبر 1974 في إمارة أبوظبي.
بدأت مسيرتي المهنية في قطاع النفط، حيث عملت مع شركة أدنوك وشركة الاستثمارات البترولية الدولية (IPIC) في أبوظبي. لاحقًا، انتقلت إلى عالم تصميم الأزياء، وأسست في المملكة المتحدة دار بلاك كراون ليبل (علامة التاج الأسود) في عام 2020، التي تُعنى بتقديم تصاميم أزياء متفردة تجمع بين الأصالة والحداثة.
في عام 2024، أصدرت كتابًا بعنوان “رحلة الواثق” بجزئيه الأول والثاني، الذي يوثق سيرة والدي واثق السامرائي وتجربته الرائدة في تأسيس المسرح الإماراتي في الستينيات. جرى توقيع الكتاب في مكتبة محمد بن راشد في دبي، بحضور شخصيات ثقافية وإعلامية بارزة، من بينهم سفير جمهورية العراق في الإمارات الدكتور مظفر مصطفى الجبوري، ونائب رئيس مسرح الشباب للفنون الدكتور حبيب غلوم.
كما شاركت في إعداد كتاب “المسرح في الإمارات.. تجربة واثق السامرائي في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين”، الصادر عن الهيئة العربية للمسرح، والذي يُوثق سيرة والدي منذ وصوله إلى دبي في 22 أبريل 1963، ودوره البارز في تأسيس وتطوير الحركة المسرحية في الإمارات من خلال عروضه في إمارات الشارقة ودبي.
بهذا المسار، أحرص على توثيق إرث عائلتي الثقافي والفني، وأسعى إلى إظهار التزامي العميق بالفن والثقافة في كل من الإمارات وبلدي الأم العراق.
§ كيف تصفين تجربة التعاون مع الفنان والموسيقار نصير شمه في إعادة تعريف العلاقة بين الفن التشكيلي، والموسيقى، وتصميم الأزياء؟ وهل تعتبرين هذا المشروع بداية لمدرسة فنية جديدة في عالم تصميم الأزياء؟
§ هي تجربة فريدة تُعد الأولى من نوعها عربياً وعالمياً، حيث شهد عالم الموضة عرض أزياء غير مسبوق، يعتمد بالكامل على لوحات فنية كمصدر وحيد للإلهام والتصميم.
سبعون لوحة فنية تحولت إلى سبعين فستانًا، في احتفاء استثنائي باللون باعتباره حياةً، وحركةً، وثقافةً، العرض كان بمثابة جسر بصري يربط بين ثقافات متعددة، كالعربية والهندية واليابانية والكردية وغيرها، يتوسطها اللون كرمز إنساني وجمالي يتجاوز الحدود.
ما يميز هذه التجربة حقًا هو أنها المرة الأولى التي يُقام فيها عرض أزياء يعتمد كليًا على أعمال فنان واحد، فتحولت اللوحات إلى أقمشة تنبض بالحياة. هذا العرض لم يكن مجرد حدث للأزياء، بل ولادة وعي جديد يوسّع وظيفة اللوحة ويُعولم جمالياتها، لتصبح الأزياء وسيلة تعبير عن جوهر المرأة وإبراز قيمتها الإنسانية والثقافية.
§ ما نوع الأقمشة التي اخترتِها لتحمل طبعات ألوان وزخارف لوحات الفنان نصير شمه؟ ولماذا وقع اختياركِ على هذه الخامات بالتحديد؟
§ اخترنا بعناية أقمشة التفتا والشيفون، والحرير الطبيعي بالإضافة إلى أنواع مبتكرة من الخامات، لأنها تمتاز بمرونتها وقدرتها على إبراز التفاصيل الدقيقة للألوان والزخارف وتُضفي على التصاميم لمسة فنية تليق بقيمة الأعمال التي استلهمناها.
§ ما هي المراحل الأولى لتقديم العروض الخاصة بتصاميم الأزياء، وأين ستقدمانها؟
§ سيُقام أول حدث وعرض أزياء لمجموعة مختارة من الشخصيات العالمية في جزيرة العالم يوم 11 يونيو، يليه بعد أيام العرض الأكبر في قاعة أجندة بدبي يوم 15 يونيو، بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين الكبار من العالم العربي ودول عديدة أخرى. يُعد هذا العرض الأول من نوعه عالميًا، سواء من حيث عدد القطع المعروضة أو لكونه عرض أزياء يُقام في جزيرة.
بعد ذلك، سينتقل العرض إلى محطات عالمية، بدءًا من مدينة العلمين الساحرة، ثم إلى لندن، وباريس، وميلانو، ومتحف اللوفر في أبوظبي، إضافة إلى قطر، وطوكيو. ومن بين هذه المحطات، ستكون العراق من أهمها، حيث ستكون هذه المرة الأولى التي أزور فيها العراق وسيُقام هناك أكبر وأضخم عرض أزياء في العالم، وهو حدث استثنائي سأشارك فيه إلى جانب الموسيقار العالمي نصير شمة، في تجربة تجمع بين الفن والموسيقى والموضة في آنٍ واحد.
§ كيف ترين تأثير عرض هذه التصاميم في عواصم الموضة العالمية مثل لندن، وباريس، وميلانو، وطوكيو؟
§ أتوقع تأثيرًا إيجابيًا جدًا سواء من حيث الفكرة أو التنفيذ. المشروع يُعد سابقة في عالم الموضة، حيث يُترجم إبداع فنان واحد وهو الفنان والموسيقار نصير شمه إلى تصاميم أزياء كاملة، بشكل دقيق يعكس روحه وأفكاره. يمكنني أن أصفها بأنها ستكون بمثابة “صرخة” جديدة في عالم الموضة، خاصة عندما تأتي من شخصيتين عراقيتين، تحملان هذه الرؤية للعالم.
§ ماذا يعني لكِ تقديم أول عرض أزياء في العراق، وطنكِ الأم، برفقة الفنان نصير شمه؟
§ أنا متحمسة جدًا، لأن العودة إلى العراق وتقديم هذا المشروع العالمي يحمل بالنسبة لي معنىً خاصًا. سيكون العرض استثنائيًا بكل المقاييس في عالم صناعة الأزياء، حيث سيكون العراق، وتحديدًا عاصمته بغداد، أول بلد في العالم يستضيف عرضًا يضم 100 قطعة فنية مصممة بأسلوب عالمي، مستوحاة بالكامل من أعمال فنان واحد هو الموسيقار والفنان القدير نصير شمه، لتتحول لوحاته إلى تصاميم أزياء تنبض بالإبداع، والفن، والجمال.
بالنسبة لي، ستكون تلك اللحظة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فهي ليست مجرد مشاركة في عرض أزياء، بل رسالة تُسلط الأضواء على العراق، والفن العراقي، والثقافة العراقية، لتعيد إبرازها في المشهد العالمي بشكل يليق بتاريخ العراق وإبداعاته.
§ في ظل التطور التكنولوجي المتسارع والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، كيف ترين تأثير هذه التقنيات على فن تصميم الأزياء وابتكار الألوان وأشكال الأقمشة، وكذلك في رسم اللوحات وتأليف الألحان الموسيقية؟ وهل تعتقدين أن هذه الأدوات قد تشكّل تهديدًا للأصالة واللمسة الإنسانية التي تعبّر عن مشاعر الروح في هذه الفنون الراقية؟
§ أنا مع فكرة الاستفادة من الذكاء الصناعي، لكنني أرى أن له حدودًا معينة. الذكاء الصناعي لن يدخل بنسبة كبيرة في الأعمال الفنية، لأن الفن يتطلب دائمًا تلك اللمسة الإنسانية التي تعبر عن روح الفنان ومشاعره وأفكاره.
الذكاء البشري هو الذي يُسخّر الذكاء الصناعي لخدمة الإبداع، وليس العكس. أؤمن أن الذكاء الصناعي أداة، لكنه لا يمكن أن يحل مكان الإنسان بالكامل.
§ هل هناك مشروع مستقبلي لتوظيف لوحات الفنان نصير شمه في تصميم الأثاث؟
§ نعم، بالتأكيد! بدأنا بالفعل العمل على توظيف رسومات الفنان نصير شمه في تصميم الأثاث. أعمل حالياً على تصميم قطعة أثاث تجمع بين التراث والحداثة، إلى جانب مشروع لتصميم الأواني والخزفيات والمجوهرات. جميع هذه التصاميم مستوحاة بالكامل من أعمال الفنان نصير شمه، لتعكس روح إبداعه في أشكال فنية جديدة.
§ ما هي الرسالة الجمالية والثقافية التي تسعين لإيصالها من خلال هذا المشروع؟
§ رسالتي هي إبراز الهوية الثقافية والفنية للمرأة العربية في قالب معاصر، وإحياء التراث بروح متجددة، مع تقديم صورة متكاملة تعبر عن الحشمة، والجمال، والقيافة، والأناقة التي تحملها المرأة العربية. أسعى لأن تكون تصاميمي مرآةً لهذه القيم وأن تُمثّل المرأة العربية بكل ما تحمله من أصالة تكون تصاميمي مرآةً لهذه القيم، وتجسّد المرأة العربية بكل ما تحمله من أصالة، وعزّة، وفخر، ورفعة، وجمال.
#سفيربرس _ حوار : دنيا صاحب – العراق