إعلان
إعلان

“ما كلّ ما يُقال يُقصَد، وما كلّ ما يُخفى لا يُشعَر.”

#سفيربرس _ هبة دمان _فيينا

إعلان

تمتلك الأنثى بطبيعتها قدرة فريدة على قراءة ما لا يُقال، وفهم ما يختبئ خلف السطور. رادار عاطفي داخلي لا يلتقط الكلمات فقط، بل يترجم النظرات، ويتتبّع نبرة الصوت ويُنصت للصمت.

هذه المهارة لا تُعلَّم بل تنمو معها منذ الطفولة وتتشكل مع التجربة حتى تصبح جزءًا من حدسها وذكائها العاطفي.
يُخطئ البعض حين يظن أن هذه الحساسية نوع من الضعف أو العاطفية الزائدة… في الحقيقة إنها شكل من أشكال القوة، لكنها قوة ناعمة لا تفرض نفسها بل تتسلل بهدوء وتُبقي صاحبتها يقظة للمشاعر المتخفية خلف الكلمات اليومية.
أنا من هؤلاء النساء اللواتي يمتلكن هذه القدرة لا أزعم أنني أُجيد كلّ شيء لكنني كثيرًا ما أشعر بما لا يُقال وألتقط التفاصيل التي تمرّ على غيري دون ملاحظة.
تغير بسيط في ملامح وجه أحدهم، تردد خفي في صوته، أو حتى طريقة تنفسه… كلها إشارات تصل إليّ كرسائل واضحة أقرأها بقلب مفتوح، لا بنوايا مسبقة.
وهنا تكمن المفارقة… ففي الوقت الذي يراها البعض مبالغة أو تحليلًا مفرطًا أجدها أنا وسيلة للعمق ،وسيلة للّطف، وللاحتواء، ولرؤية الناس من الداخل لا من مظهرهم فقط وربما لهذا السبب، تتقن الأنثى بناء علاقات عاطفية وإنسانية متينة، لأنها تفهم قبل أن يُطلَب منها الفهم.
ومع أن بعض الرجال يشاركونها هذه المهارة، يبقى للمرأة حضورها المتفرّد، الذي يجعلها تُدرك بالعاطفة ما قد يُخفى عن أعين المنطق. هي تقرأ بمشاعرها، وتفهم بروحها، وتُحبّ دون أن تُصرّح دائمًا.

هذه القدرة ليست عبئًا كما تُصوّرها المجتمعات بل هدية تُمكّن المرأة من أن تكون أكثر قربًا، أكثر احتواءً وأكثر صدقًا في تواصلها مع من حولها.

في النهاية
يبقى قلبي مرآة صادقة تلتقط ما لا يُرى،وتُحبّ ما لا يُقال
أُصغي لما بين السطور، وأثق بحدسي، وأعيش كل لحظة بعمقها لأنني أعلم أن في هذه الحساسية جمالًا وقوة تُغني حياتي وعلاقاتي.

وهكذا … أختار أن أكون كما أنا…
قوية برقة مشاعري
وحكيمة بنقاء إحساسي
ومؤمنة دائمًا أن الأيام القادمة تحمل في طياتها ما يليق بقلوب تُحسن الفهم وتُحسن الحب.

#سفيربرس _ بقلم: هبة الله دهمان
_فيينا

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *