نيران لا تُطفأ: حين تشتعل الحروب في الأرض… والحب في القلب بقلم: هدى زوين
#سفيربرس _ بيروت

في عالمٍ يفيضُ بالضجيج، هناك نيرانٌ تعلنُ وجودها، وأخرى تختبئ في الصدور.
بين الحرب والحب، من يُطفئ من؟ ومن منهما يترك فينا رمادًا لا يُمحى؟
الحرب لا تحتاج إلى تفسير.
إنها الطلقة، الانفجار، التهجير، وصرخات الأمهات في الليل الطويل.
نيرانها واضحة… مشتعلة أمام العدسات، تُوثَّق، وتُدان، وتُنقل للعالم.
لكنها أيضًا تُحسم.
تُعلن فيها الهزيمة أو النصر، ثم تُلقى الأسلحة وتُطوى الخرائط، ويُعاد بناء ما تهدّم.
أما الحب… فهو حربٌ بلا جيش، بلا هدنة.يبدأ بهمسة، لكنه يُنهيك بصمتٍ لا يُسمع.نيرانه لا تُرى، لكنها تُحرق القلب من الداخل، وتتركه هشيمًا دون أثر.
الحب إذا خذلك، لا يُسعفك دواء ولا يُنقذك جيش.تمشي بكامل جسدك… لكنك مُنهار من الداخل.
فالحرب تقتل الأجساد… والحب يقتل الأرواح
في الحرب تُدفن الجثث.
في الحب تُدفن الأرواح وهي ما تزال تتنفس.
كم من عاشقٍ انكسر لأنه لم يجد من يحتضن حريقه؟
وكم من محاربٍ عاد من ميدان المعركة، لكنه لم ينجُ من خيانة؟
يُكرَّم شهداء المعارك.
تُقام لهم التماثيل، ويُروى عنهم في المناهج.
لكن شهداء الحب… لا يُرثَون.
يعيشون بيننا بقلوبٍ محترقة، وبسمات تُخفي رمادًا كثيرًا.
وهنا يأتي السؤال؟
من منهما أشدّ؟
الحرب معروفة النهاية… توقيع، انسحاب، سلام مؤقت.
أما الحب، فقد ينتهي بفقد، أو يستمر كجمرٍ تحت رماد الذاكرة.
فإن خُيِّرت:
هل تحتمي بخندقٍ من رصاص؟
أم تخوض حبًا لا تملك فيه درعًا ولا سلاحًا؟
نيران الحرب تطفئها اتفاقية…
لكن نيران الحب؟
لا يُطفئها سوى نسيان لا يأتي، أو موتٌ يحنو على القلب.
فاحذر…
ليست كل الحروب تُخاض بالسلاح.
بعضها يخاض بكلمة… ودمعة… ووداع.
#سفيربرس _ بيروت _ بقلم: هدى زوين
كاتبة وإعلامية