إعلان
إعلان

قَدْ أَثْخَنَتْ بِسِهامِها الأَنْباءُ!..شعر: محمد شريم

#سفيربرس _ فلسطين

إعلان

قَدْ أَثْخَنَتْ بِسِهَامِها الأَنْباءُوَ

تَجَسَّدَتْ مَعَ نَعْيِكَ الأَرْزاءُ

وَالعَيْنُ قَدْ غَرِقَتْ بِفَيْضِ دُمُوعِها
فَطَغَى عَلَيْها بِالدُّمُوعِ غِشَاءُ

حَتّى غَدَتْ عِنْدَ النَّعِيِّ بِظُلْمَةٍ
مَعَ أَنَّ وَقْتَ النَّاعِياتِ ضَحَاءُ

وَلَكَمْ تَفَادَيْتُ النَّحِيْبَ تَصَبُّراً
لَكِنَّ صَمْتَ الصَّابِرِيْنَ بُكاءُ!

فَسَمِعْتُ مِنْ قَلْبي الحَزِيْنِ وَجِيْبَهُ
وَتَرَدَّدَتْ في صَدْرِيَ الأَصْداءُ

فَوَجِيْبُ قَلْبِ مُحَزَّنٍ كَنَحِيْبِهُ
فَكِلاهُما فِي الفَاقِدِيْنَ سَواءُ!

أَوَّاهُ كَيْفَ الطِّبُّ يَخْذُلُ أَهْلَهُ
إِذْ لا يُفِيْدُكَ بَلْسَمٌ وَدَواءُ!

فَوَجَدْتَهُ المِخْلافَ لَمّا عُزْتَهُ
لا يُرْتَجَى مِنْ راحَتَيْهِ وَفاءُ

وكَأَنَّ رِجْلَكَ لَمْ تَجُلْ بِرِكابِهِ
وَكَأَنَّهُ عِنْدَ الرَّجاءِ هُراءُ

مَاذا يُفِيْدُ الطِّبُّ – وَهْوَ ضَرُوْرَةٌ –
إِنْ حَانَ مِنْ قَدَرِ الإِلهِ قَضاءُ؟!

مَا أَعْدَلَ اللهَ العَظِيْمَ بِحُكْمِهِ!
فَالمَوْتُ حُكْمٌ لَيْسَ فِيْهِ مِراءُ!

لَمّا تَسَاوى الخَلْقُ فِيْ مِيْزانِهِ
وِبِشَأْنِه قَدْ حُيِّدَ الشُّفَعاءُ

لا فَرْقَ بَيْنَ مُطَبِّبٍ وَمُطَبَّبٍ
إِنْ حَانَ مَوتٌ نَافِذٌ وَثواءُ

فَإِذا رِياحُ الموتِ يَوْماً أَقْبَلَتْ
فَكِلاهُما في الذَّارياتِ هَباءُ

كَمْ مَرَّةٍ أَخْلى القُصُورَ بُناتُها!
لَمْ تُغْنِ عَنْهُمْ ثَرْوَةٌ وَثَراءُ

وَلَرُبّما عَمَرَتْ خِيامٌ حِقْبَةً
وَبِظِلِّها قَدْ عُمِّرَ الفُقَراءُ

أَوَلَمْ تَرَ الرَّجُلَ المُعَافى داعِياً
يَسمو إلى ذي العرش منه نداءُ

مُتَضَرِّعاً لِشِفاءِ خِلٍّ مُنْهَكٍ
لِيَزولَ عَنْهُ مِنَ السُّقامِ بَلاءُ

لَكِنَّها الأَقْدارَ تَفْعَلُ فِعْلَها
وَلها إِذا حُمَّ القَضاءُ مَضاءُ

فَتُباغِتَ الدّاعِي بِسَهْمِ مَنِيَّةٍ
وَيُجابُ مِنْ أَجْلِ السَّقِيْمِ دُعاءُ

هِيَ سُنَّةُ اللهِ العَلِيِّ بِخَلْقِهِ
سَيْفُ المَنِيَّةِ لَيْسَ مِنْهُ نَجاءُ

لا تَخْدَعَنَّكَ يابْنَ آدَمَ قُوّةٌ
أَو غَايَةٌ تَسْعَى لَها وثَنَاءُ

فَجَمِيْعُنا نَطْفو بِنَهْرِ طُمُوحِنا
لَكِنَّنا في شَاطِئَيْهِ غُثاءُ!

وَلَعَلَّ مَا يُبْقِي الفَقِيْدَ مُخَلَّداً
وَلَه بِذِهْنِ الحَاضِريْنَ بَقاءُ

هُوَ مَوْقِفٌ سَامٍ، وَوَمْضَةُ فِكْرَةٍ،
وَنَقاوَةٌ فِي سِرِّهِ وَصَفاءُ

وَلَبَاقَةٌ ظَهَرَتْ، وحُسْنُ تَأَدُّبٍ،
وَتَسامُحٌ يُلْفَى بِهِ، وَسَخاءُ

وَإِغَاثَةُ المَلْهوفِ سَاعَةَ يَأْسِهِ
إِنْ يَخْبُ في صَدْرِ اليَؤُوسِ رَجاءُ

وَأَراكَ أَنْتَ جَمَعْتَ هَذا كُلَّهُ
مَا شَابَ فِعْلَكَ يا “رِياضُ” رِياءُ

فحُبِيْتَ مِنْ فَضْلِ الإِلهِ بِنِعْمَةٍ
جُعِلَتْ بِحُبِّ النَّاسِ، وَهْوَ غَنَاءُ

وَمَنِ الجَدِيرُ بِحُبِّهِمْ فَوْقَ الَّذي
يَدْعُو لَهُ الضُّعَفَاءُ والسُّقَمَاءُ؟

مِنْ كُلِّ مَكْروبٍ يُكابِدُ شِدَّةً
وَبِهِ مِنَ العِلَلِ الجِسامِ عَناءُ

لَمَّا إِلَيْهِ مَدَدْتَ كَفَّكَ حَانِياً
لِيُغادِرَ الجِسْمَ العَلِيْلَ الدّاءُ

فَالكَفُّ إِنْ حَنَّتْ تَبَيَّنَ فِعْلُها
وَشَفَى المَرِيْضَ حَنانُها وأَداءُ

لَيْسَ الشِّفاءُ رَهِيْنَ أَدْوِيَةٍ فَقَطْ
فَمِنَ الأَكُفِّ إِذا حَنَنَّ شِفَاءُ

وَلَرُبَّما يَكْفِي العَلِيْلَ تَلَطُّفٌ
فَاللُّطْفُ إِنْ عَزَّ الدَّواءُ دَواءُ

فَعَلَيْكَ مِنْ إِنْعامِ رَبِّكَ خَيْرُه
مَا أَمْعَنَتْ في نَدْبِكَ البُؤَسَاءُ

مَنْ جُبْتَ أَطرافَ البِلادِ تَطَوُّعاً
لِتَعُوْدَهُمْ وَبِنَاظِرَيْكَ إِخاءُ

وَجَميْعُ مَنْ أَحْسَنْتَ في إِعْطائِهمْ

مَا شِئْتَ مِنْ خَيْرِ العِلاجِ وَشَاؤوا

فَارْحَمْ بِفَضْلِكَ يا رَحِيْمُ فَقِيْدَنا
أَنْتَ القَوِيُّ وكُلُّنا الضُّعَفاءُ

واغْفِرْ لَهُ إِنْ كَانَ يَوْماً مخطئاً
فابْنُ الرِّجالِ بِطَبْعِهِ خَطَّاءُ

وامْنُنْ عَلَيْهِ، وَزِدْهُ في إِحْسانِهِ
حُسْناً فَأَنْتَ المُحْسِنُ المِعْطاءُ

#سفيربرس _ شعر _ محمد شريم
* نظم الشاعر هذه القصيدة في رثاء ابن أخيه، رجل المجتمع المعروف، المناضل الوطني الطبيب د. رياض شريم طيب الله ثراه.

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *