إعلان
إعلان

كـــــــنت في تدمــــر ـ بقلم : سعــــاد زاهــــر

#سفيربرس

إعلان
ربما أكثر من عشرين عاماً، قطعنا مسافة طويلة باتجاه مدينة تدمر، حينها لم تكن متعة الرحلة الطويلة تأتي سوى من رفقة إعلاميين كانوا قد سبقوني إلى المغامرة قبل عدة سنوات، كأنها حلم مضى، تذكرته حين دخلت حديقة المتحف الوطني في دمشق والتقطت مشاهداتي بعضاً من تلك الذكريات المرتبطة بآثار بلدنا.
في رحلتنا إلى تدمر يومها دخلنا الفندق الوحيد حينها، حيث تفترض جدرانه لوحات عن أعمدة تدمر وآثارها تحتل الجدران الضخمة، بمجرد خروجك من غرف الفندق تواجهك كل تلك الجدران التي يحتل كل جزء منها لوحة مصورة لأثر تدمري.
ولكن المفاجأة تأتيك حين تخرج من المكان الإسمنتي متجهاً نحو حقيقة غير قابلة للجدل، هنا أعمدة تدمر، ومعابدها، ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
في تلك الرحلات إلى الآثار تشعر أنك مجرد كومبارس يمشي في ممر تاريخي بلا نهاية موغل في عمقه وغرابته، يمهد لك معرفة لا تنسى عبر سراديب فتحت مغارة ” علي بابا” ولكنها من نوع خاص تفتح على ” لؤلؤة الصحراء” المشهورة بتماثيلها النصفية التدمرية المنحوتة بشكل فريد، لنرى وجوه الأشخاص الذين عاشوا منذ آلاف السنين.
حين انطلقنا صباحاً نحو شارع الرواق الكبير مشينا حوالي (1.2) كيلومتر لنرى على جانبيه عجائب معمارية تمثلت بتلك الأعمدة المدهشة الغارقة في طولها، ونحن نقطع المسافة نتعايش عن قرب مع ثقافة تدمر الفريدة، حيث تلك الأعمدة والتماثيل المزروعة في كل مكان، بنيت قبل آلاف السنين وتحديداً تاريخ تدمر يعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد كما تذكر كتب التاريخ ومعارفها، حضارة بقيت كي تحثنا على التشبث بها والبناء عليها كأنها تقول لنا: الحضارة هنا لا بداية ولانهاية لها.
#سفيربرس ـ بقلم : سعــــاد زاهــــر
إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *