إعلان
إعلان

لا تكن عشوائيًا” لإسماعيل تمر .. حين يتحوّل الغضب إلى وعي على الورق الآن في سوريا بعد أقل من سنة على صدوره

#سفيربرس _ بقلم: هبة فرحات

إعلان

في زمنٍ تتسارع فيه الرسائل القصيرة وتختفي المعاني خلف الصور، يقرّر إسماعيل تمر أن يفعل شيئًا مختلفًا: أن يكتب.

بعنوان مباشر وصادم في بساطته، اصدر تمر كتابه الأول: “لا تكن عشوائيًا”، ليقدّم من خلاله تجربة فكرية مدهشة لمن اعتادوا عليه كمغنٍ للراب أكثر من كونه كاتبًا. لكنه هنا لا يسلّمنا أغنية… بل فكرة. لا يرفع الصوت… بل يخفض الإيقاع ليجعل القارئ يسمع نفسه.

من الراب إلى الكتاب: هل تغيّرت النبرة أم الوسيلة؟

تمر، الذي عُرف في مشهد الراب السوري بنبرته الغاضبة وموضوعاته الاجتماعية الحادة، ينتقل في هذا الكتاب من الصوت العالي إلى الكتابة المتأنية. لكن شيئًا لم يتغير: الرغبة العميقة في فهم الواقع وكسره. فبدلًا من أن يصطدم بالحياة، قرّر أن يواجهها عبر الكلمات.

الكتاب يبدو كـ مذكّرات روحية معاصرة، بلغة بسيطة ومباشرة، موجهة للشباب الذين تعبوا من نصائح الكبار ومن شعارات التنمية البشرية الجاهزة.

ماذا يقول “لا تكن عشوائيًا”؟

في أكثر من 200 صفحة، يخوض تمر حوارًا داخليًا مع الذات، يتناول فيها محاور متعددة:

كيف نبني عادات يومية غير عشوائية؟

متى نختار الوحدة؟ ومتى نهرب منها؟

ما معنى النجاح؟ وهل يشبه النجاح ما نراه على السوشال ميديا؟

كيف نكفّ عن التكرار ونبدأ بالاختيار؟

لا يدّعي تمر تقديم إجابات نهائية، بل يقدّم لغة قريبة من القارئ، بل أحيانًا كأنها رسالة من صديق أرهقته العشوائية وقرر أن يقول: كفى.

الكتاب في سوريا: بين الحضور المنتظَر والاستقبال الواعي

في خطوة طال انتظارها، أصبح كتاب “لا تكن عشوائيًا” متوفرًا في سوريا، بعد أن شق طريقه في عدد من الدول العربية. وصول الكتاب إلى دمشق، حلب، حمص، واللاذقية لم يكن مجرد توزيع تقليدي، بل لحظة عاطفية لجمهور تمر المحلي.

هؤلاء الذين رافقوه عبر الأغاني والتجارب، وجدوا أنفسهم فجأة أمام وجه آخر له: وجه الكاتب، لا الفنان فقط.

الكتاب يُباع حاليًا عبر مكتبات مختارة وموزعين محليين، ويلقى رواجًا كبيرًا بين فئة الشباب الباحثين عن صوت يشبههم، لكنه لا يعلو فوقهم.

العشوائية ليست قدَرًا

“لا تكن عشوائيًا” ليس كتابًا يُنهي فوضى القارئ، لكنه بالتأكيد يجعله يراها بوضوح أكبر. وإسماعيل تمر، رغم كل الخلفيات الموسيقية والثقافية التي جاء منها، ينجح في تقديم نص معاصر، صادق، وأقرب للحياة من كثير من الكتب “المنمّقة”.

ربما لهذا السبب يقرأه الكثيرون اليوم ليس فقط ككتاب، بل كدعوة للاستيقاظ.

#سفيربرس _ بقلم: الصحفية هبة فرحات

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *