إعلان
إعلان

“الإعلاميون في الظل… حين تصبح الشهادة عارًا والصورة جواز عبور”.. بقلم: هدى زوين

#سفيربرس _ بيروت

إعلان

في عالم عربي يعجّ بالتناقضات، يعيش خريجو كليات الإعلام كغرباء في وطنٍ يفترض أن يحتفي بهم.

سنوات من الدراسة، من التعب، من التمرين على الإلقاء، إعداد التقارير، كتابة الخبر والتحقيق، التمرّس على فن الحوار، والتمسك بأخلاقيات المهنة… كلّ ذلك يُرمى جانبًا أمام واقع مؤلم: لا مكان لكم هنا!
أصبح الطريق إلى الشاشة لا يمر عبر الجامعة، بل عبر عدد المتابعين، ومقاس الجسد، ومهارة الماكياج، وأحيانًا عبر “واسطة” أو “قهوة ع الماشي” في صالة مدير البرامج!
أين ذهبت الكفاءة؟ أين ذهبت المهنة؟ أين ذهب الإعلام؟
قنوات ومحطات، بعضها تحمل شعارات وطنية وثقافية، تستقبل من لا يفقه أبجديات اللغة ولا يمتلك حسًا مهنيًا، وترفض خريجًا يملك مشروعًا إعلاميًا حقيقيًا.
يتخرج الطالب، ويعود إلى منزله حاملًا شهادة يُقال عنها “مرموقة”، لكن لا وظيفة، لا فرصة، لا حتى مقابلة.
يُطلب منه “خبرة” قبل أن يُمنح أول خطوة!
وكأن الشهادة لم تكن سوى عبءٍ ثقيل أو ذكرى مؤلمة.
وفي الوقت نفسه، نرى على الشاشات من يتلعثم بالحروف، من يُضحك الجمهور لا بخفة دمه، بل بثقل منطقه، من يطرح أسئلة سطحية، ويتحدث بثقة قاتلة في فراغ المعنى.
لماذا؟
لأن الشكل صار أهم من المضمون، والضجيج أهم من المحتوى، و”الترند” أهم من الصدق.
الإعلام الذي يُفترض أن يكون ضمير الناس، صار لعبة في يد من لا يملك ضميرًا مهنيًا.
خريجو الإعلام يُعانون بصمت، بلا نقابة تدافع، ولا مؤسسة تحمي، ولا مجتمع يُنصف.
تراهم في المكاتب الإدارية، أو عاطلين على الأرصفة، أو محبطين يسألون أنفسهم: لماذا درسنا؟ لمن اجتهدنا؟ وأين ذهب الإعلام الحقيقي؟

الجواب موجع…
الإعلام سُرِق، تم اختطافه من أصحاب الفكر، وسُلّم إلى أصحاب الواجهة.
لكن الأمل لا يُطفأ.
فصوت الحقيقة، وإن خُنق اليوم، لا بد أن يعلو غدًا.

رسالتي اليوم لكل مسؤول، لكل مدير محطة، لكل معنيّ بمستقبل المهنة:
أنصفوا أصحاب الشهادات، لا تبيعوا المهنة لمن لا يعرف قيمتها.
فالوطن لا يُبنى بالتصنّع، بل بالكلمة الحقيقية، والصورة الصادقة، والرسالة التي تُقال من القلب والعقل معًا..

#سفيربرس _ بيروت _ بقلم  :هدى زوين 
كاتبة وإعلامية

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *