كتب سامر طرقجي : خيبة أمل السودانيين بعد خيانتهم من طرف عبد الله حمدوك بتوطؤ مع البرهان

في ظل الأزمة الخانقة التي يشهدها السودان من ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص القدرة الشرائية للمواطن السوداني وتدهور الأوضاع الصحية في البلاد، الأمر الذي أدي إلي غليان في أوساط الشعب السوداني الذي خرج في مظاهرات حاشدة مطالبين الحكومة بتحسين ظروف عيشهم، إلا أن المسؤول الأول للحكومة رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان يحيك لمؤامرة علي الشعب السوداني وبتواطؤ من الرجل الذي لطالما وضعوا ثقتهم به عبد الله حمدوك، ويتم هذا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
الزيارة التي قام بها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وصفت بأنها زيارة رسمية وتهدف إلي مناقشة الوضع الإقتصادي في السودان وإيجاد الحلول المناسبة للأزمة الراهنة، ولكن يجب التذكير بأنه يحدث هذا في الوقت الذي يتواجد فيه عبد الله حمدوك في نفس المكان وهو ما علقت عليه بعض الصحف حول وجود مبادرة إماراتية مصرية سعودية لحل الأزمة السودانية وهي تعيين عبد الله حمدوك كرئيس لمجلس سيادي جديد وعبد الفتاح البرهان كرئيس للأمن والدفاع، ولكن لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت البرهان لإعادة عبد الله حمدوك إلي الواجهة السياسية علينا الرجوع إلي نتائج عزل المكون المدني عبد الله حمدوك من منصبه 25 من أكتوبر الماضي والذي اعتبرته بعض الدول انقلابا علي الحكم المدني وانفرادا بالحكم من قبل الجيش وهو ما أدي إلي قطع إمداد السودان بالدعم المالي الدولي الذي طالما حظي به في فترة وجود عبد الله حمدوك كرئيس للوزراء، إذ بات من الواضح أمام البرهان أن عودة عبد الله حمدوك أمر حتمي وضروري لعودة الدعم الدولي للسودان.
ولإقناع عبد الله حمدوك بهذا المطلب الملح من طرف عبد الفتاح البرهان تم إغراءه بعرض أسال لعابه وهو التصرف في أموال الدعم الدولي وفي مقدمته الإماراتي الذي وعد به ولي عهد ابو ظبي في ما يخدم المصلحة الشخصية للطرفين أي عبد الله حمدوك والبرهان ورمي قشور هذا الدعم علي بعض الإصلاحات التي تفيد الشعب السوداني الأبي الذي يعيش ماساة مخلفات الفساد التي انتشرت في حكومة حمدوك سابقا والتي تنتشر إلي وقتنا الراهن. إذن فالدوافع تمضي في اتجاه حماية المصالح أكثر من كونها بحث وسائل إخراج السودانيين من ازمتهم السياسية والاقتصادية.

# سفيربرس _ بقلم  : سامر طرقجي