إعلان
إعلان

دعوه حلماً…كتبت دلال ابراهيم

# سفير برس

إعلان

– كيف وجدت ألمانيا ؟

– ليتها بقيت حلماً .. غص بقوله هذا ليأتي بصوت مخنوق يعلوه الأسى والمرارة, بعد عودته منها وكان قد هاجر إليها في درب الجلجلة السورية .. حلمنا الذي طاردناه نأسف لتحقيقه !!!أي قسوة وواقع أليم يدفعنا للشعور بالخذلان لأن الحلم تحقق ؟؟ أيعقل أن نجد الحلم فظاً قاسياً تخيب دونه آمالنا ؟؟

عندما سأل أمرؤ القيس ياقوت, العبد لدى المهلهل في رائعة ممدوح عدوان وحاتم علي مسلسل( الزير سالم ) عن حلمه, أجابه : أحلم في زيارة الهند. ولكن ياقوت  كان حذراً جداً ولم يرضى التخلي عن حلمه في زيارة بلده الأصلي الهند , حين عرض عليه امرؤ القيس اصطحابه إليها في رحلته القادمة كونه دائم السفر والترحال بحكم تجارته, وتخلف عن الحضور في يوم الرحيل . وحين سأله أمرؤ القيس عن السبب أجابه : ” إذا حققت حلمي لن يبقى لي شيئاً ولن يكون لحياتي معنى بعد ذلك ..”

وحينما بكى الزير سالم مقتل غريمه جساس .. فقد بكى حلماً راوده سنين طويلة والآن لم يبقى لديه حلماً يطارده .

في مسرحية هالة والملك للرحابنة يدور حوار بين الملك والمتسول فيه الكثير من الحكمة ويناقش فيها الطرفان جدلية العلاقة بين الحلم والحكم من وجهة نظر رحبانية,  ينشدوا فيها كعهدهم دوماً المثالية. حيث يعرب الملك عديم الحكمة عن دهشته كيف ترفض هالة الزواج منه لتصبح الملكة متسائلاً ” حدا بيرفض يكون ملك ؟” يجيب المتسول ” أنا ” ويخبره عن السبب ” أنا شحاد المدينة برفض كون ملك .. أنا هلأ شحاد .. لكن بحلم, ولما الحلم بيتوهج بحلم صير ملك, بس الملك ما لو مستقبل .. واقف عالباب الأخير .. عا الباب المسكر .. ما بيقدر يحلم أكتر لأنو ملك .. شو بعد بيقدر يصير؟ الملك ما عاد يطلع.. ما عاد يقدر يتحرك..إذا تحرك بينزل “( يسقط ). وحين استعار الملك ثياب المتسول نطق بالحكمة .. فهل كان كرسي الحكم كالقفص حال بين الحاكم وبين الحلم ؟ وعندما يسأله حول سبب رفض الغريبة الزواج منه وبالتالي أن تصبح ملكة, يجيبه المتسول ” هالغريبة عايشة عم تحلم, ما بدا تبطل حلم “.

نعم تستهلكنا أحلامنا ولا نستطيع التخلي عنها , نستسلم بلذة إلى هدهداتها على قلوبنا المنهكة  تلمع لها أعيننا وتزداد ضربات قلوبنا حين التفكير بها. ونحن نعلم أن ما بين الحلم والواقع مساحة للحزن أو السعادة. نصم أذاننا عن صوت في داخلنا يحذرنا ينبهنا يقول لنا كفاكم حلماً ! وحين يخذلنا حلمنا نبحث لاهثين عن حل وسط بين الحلم الذي يحتضر وبين الواقع الذي يزداد بؤساً لنخفف به من أثر الارتطام. وجل ما نتمناه حين سقوط الحلم ألا ندفع الفاتورة باهظة . ولكن الخوف أن يصل بنا الحال إلى التمني ألا تتحقق أحلامنا. لأننا نكون قد غرقنا في بحرمن الخيبات

# سفير برس – دلال ابراهيم

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *