إعلان
إعلان

مهرجان ليالي قلعة حلب :تفادى الأخطاء التي حصلت في الحفلات السابقة، وأسعار تشجيعيّة .

سفيربرس - بيانكا ماضّية

إعلان

بعد تحرير مدينة حلب، انتعشت قلعتها بالحفلات التي غابت عنها سنين طويلة، ومازال أبناء حلب في شوق للكثير من الفن الذي لم يغب عنهم، وهم في أحلك الظروف والأوقات، إذ لايستطيع الحلبي أن يعيش دون أن يطرب روحه بالفن والغناء الأصيلين، حتى وإن كان يرزح تحت نيران الحرب..

اليوم موعدنا في قلعة حلب مع مجموعة من مطربي حلب الذين تفخر بهم سورية، وبمواقفهم المشرّفة قبل الحرب وخلالها، يستضيفهم مهرجان ليالي قلعة حلب الذي تقيمه جمعية جذور لذوي الاحتياجات الخاصة، ومركزها دمشق، وذلك عبر ليال ثلاث، بدأت الليلة الأولى يوم 13/9 بإطلالة الفنانين صفوان العابد، وفارس أحمر، ورنا معوض. واستكملت الليلة الثانية 15/ 9 بالفنانين ريان، ومحمد خير جراح، وعبود برمدا. وتنتهي بالليلة الثالثة مساء 17/ 9 بالفنانين ميادة بسيليس، والمايسترو سمير كويفاتي.

ويخال البعض أن إقامة مهرجان كبير كهذا يستطيع مشرفه العام الحصول على التراخيص بسهولة ويسر، غير أن البيروقراطية التي نعاني منها بشكل عام، تحول أحياناً دون أن تتم الأمور بالشكل المطلوب، ولكن بالصبر واحتمال الصعاب يستطيع مشرفو المهرجانات تفادي الصعوبات وتجاوزها إذ أن حب الوطن والسعي إلى إنعاشه من أولى اهتماماتهم في كل مايقدمونه له أكان قبل الحرب أم خلالها.

ومن اللافت للنظر في هذا المهرجان أن أسعار البطاقات هي أسعار شعبية لتمكين أغلب الناس من الحضور، فسعر بطاقة المهرجان هي أقل سعر بطاقة حتى الآن على صعيد كل الحفلات التي قدمت في المدينة وعلى مسرح قلعتها.. مع العلم بأن الفنانين المشاركين قد تقاضوا أجوراً رمزية إذ أن ريع هذا المهرجان يعود لذوي الاحتياجات الخاصة في جمعية جذور.

وللوقوف على تفاصيل أخرى حول هذا المهرجان التقينا المشرف العام للمهرجان ومديره السيد سمير مصطفى الذي أشار إلى أن فكرة المهرجان جاءت بعد العديد من التجارب التي نفذت في قلعة حلب بعد تحرير المدينة، وبعد دراسة متأنية بتفاصيل الهفوات والأخطاء التي حصلت من خلال المهرجان والحفلات السابقة، فقررت أن أطرح فكرة إقامة مهرجان ليالي قلعة حلب واستضافة أهم الفنانين الحلبيين، والذين صمدوا في مدينتهم طيلة السنوات العجاف التي مرت بهم؛ تكريما لهم ولجهودهم الكبيرة وتصميمهم على تقديم الفن الحلبي الأصيل .

وحين سؤاله عن سبب اختيار هؤلاء الفنانين قال: جاءت استضافة الفنان ريان تكريماً له على مغامرته بحياته من أجل إحياء حفلاته في حلب حين كانت القذائف تتساقط كالمطر على المدينة، في الوقت الذي أحجم فيه أغلب الفنانين، وبعضهم سوريون، عن القدوم إلى حلب لمخاوفهم الكثيرة.واستضفنا الفنان عبود برمدا لمناسبة عودته إلى حضن مدينته وأهله بعد أن أثبت نفسه كفنان مجتهد ومتميز في برنامج ذافويس والذي سطع نجمه فيه.

واستضفنا النجم الكبير محمد خير جراح الذي شرب من تراث حلب وحكاياتها وآهات ناسها، ليقدم أجمل لوحات المونولوج الشعبي وبعرض راقص جميل ومتميز.

أما أيقونة الغناء السوري السيدة والنجمة الكبيرة ميادة بسيليس يرافقها شريكها بالنجاح وشريك عمرها الموسيقار سمير كويفاتي، فصوتها لم يهدأ صوتها طوال الحرب، غنت لسورية ولمدينتها حلب التي نهلت منها طقوساً فنية جميلة ومذهلة، أطربت كل من سمعها ونطقت بآهات من عمق أحاسيس الناس.

أما عن فعاليات المهرجان الثقافية بالإضافة إلى الليالي الغنائية، فأشار السيد مصطفى إلى أن أولها مشروع (سوسيت) وهو كافتيريا يعمل على تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال دمجهم بالمجتمع، وجاءت الفكرة بإضافة مرحلة مهمة، وهي زجهم في سوق العمل من خلال مشاركتهم بالتنظيم ضمن الحفلات.

وهناك معرض عن مبادرة الحفاظ على الهوية البصرية للمجتمع السوري، ويتضمن صور لعائلات من المجتمع السوري من عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي ويظهر مدى التحضر في المجتمع السوري.

ويختتم بندوة موسيقية بعنوان ألوان الطرب في حلب يديرها الأستاذ عبد الحليم حريري، ويؤدي الأمثلة الغنائية الفنان عمر سرميني على مسرح نقابة الفنانين بحلب.

إن مهرجان ليالي قلعة حلب بدورته الأولى لهو أيقونة من أيقونات الفن الحلبي بامتياز وقد حرصنا فيه على إرضاء الأذواق كلها. المهرجان من تنظيم جمعية جذور لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومتلازمة داون، ومقرها دمشق، ولدى هذه الجمعية مشروع نشر نشاطاتها على كامل الأراضي السورية، ولن تبقى محصورة بدمشق.

أخيراً نتمنى لأهل حلب ليالي طربية أصيلة يستمتعون فيها بأصوات من أحبّوهم من الفنانين الذين لم يدخروا يوماً جهداً في سبيل رفعة هذا الفن، وإمتاع الجهور المتلقي.

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *