على الرصيف .. بقلم : الإعلامّي عــدي سُلــطَان
سفيربرس
سنوات في الإعلام والوظيفة العامة ..في مؤسسات عدة تولدت لدي قناعة !!
تحوّل الجري وراء المسؤوليات لتقلد المناصب والبقاء فيها أطول وقت ممكن إلى “فيروس” يسيطر على السواد الأعظم من المسؤولين اليوم حيث إن “شهوة الكرسي” باتت تقليدا مشتركا من المستوى الإداري الأعلى بمرتبة وزير إلى أدنى مسؤول؛ شاءت الأقدار أن يتبوأ رئاسة جمعية محلية أو حتى لجنة حي، لدرجة أن ثقافة التداول على السلطة وتجديد الدماء باتت “رجسا من عمل الشيطان” في قاموس أشخاص يرفعون شعار “مسؤولون إلى أجل غير مسمى”
وفي غمرة التشبث بالكرسي الذي تحوّل إلى أمر واقع، توجد بعض الاستثناءات القليلة التي باتت حالات شاذة تتكرر من حين لآخر، تاركة بصيص أمل لإمكانية تغير الذهنيات ولو بعد أمد طويل..
كل ذلك ليس مشكلة بحد ذاته ..لكن المصيبة تكمن في الحرب التي تشن على المبدعين في العمل ..ممن يستطيعون وضع بصمة يمكن أن تشكل خطراً يزحلق الجاثمين على الكرسي كصخرة هامدة ..
المبدعون يحاربون دائماً ..هذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد عندما أطلق المشروع الوطني للإصلاح الإداري ..وكنت ممن سلط الضوء على تفاصيل هذا المشروع الهام ..ودفعت من الضرائب الكثير ..ولا زلت ..
ربما أشعر بالحنق أحياناً عندما أنظر إلى الفارغات من السنابل التي تقف شامخة في مؤسساتنا وبعضهم لا يملكون شهادة الثانوية العامة ..تجدهم يجولون ويصولون ..ديدنهم التخريب والعبث وأذية الشرفاء ..
ربما يصيبنا الإحباط ..والشعور باليأس مما يحصل ..لكن انتماءنا وحبنا لبلدنا الغالي سورية لا زال يدفعنا للتشبث بقشة الأمل التي قد تنقذ الشرفاء من الغرق في مستنقع الوحل الذي تسببت به أفعال المخربين ممن يدعون مكافحة الفساد ولعل خير قول فيهم…
لا تنه عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم
ولست أدعو الله إلا أن يكون مسؤولونا على مستوى آمال قائد الوطن، وليتذكروا بأن اللحظة التي جلسوا فيها على الكرسي تقابلها لحظة العودة إلى المنزل ..هذا إن كانت تليق!..ولعل الأشد غرابة عندما يقصدهم المواطن فيعتذروا أو يردهم المنافقون أو المطبلون من حجاب السوء ..ولا يدرون أن هؤلاء هم الذين يزحلقونهم إلى الهاوية
تذكرت قول الشاعر أبو العلاء المعري ..
خفّف الوَطْءَ ما أظنّ أَدِيْمَ الـ أرض إلا من هذه الأجساد
فهل من معتبر ؟!!!
والله الهادي إلى سواء السبيل …
سفير برس ـ عدي سلطان
دمشق – 14-كانون الأول-2018
