كيف نحقق النجاح في الحياة وكيف تكون شخصُ مؤثر في العائلة ؟. بقلم : غادة النحلاوّي

يولدُالمرء في هذه الحياة ،وهو مزود بمجموعة من الرغباتِ،والدوافع إلا أنَّ ظروف المجتمع تحول بينه وبين تحقيق الكثير منها،
يزدادُ الصراع عند الفرد ..عندما يشعرْ أنه غير طبيعي ،ولا ينسجمْ مع الجو الأسروي في البيت،ولاينسجم مع غيره خارجاً!!
فعندما يكبر الإبن ويريدُ أن يعمل ويحقق ذاتهُ ينظرُ إلى عائلتهِ أولاً،فبعضْ الأفراد قد يصيبهم الإحباط لرؤية الأب يعملُ عملاً بسيطاً ،فيتولدُ في داخلهِ حب الكسلْ والخمول ..وعدم معاركة الحياة للوصول إلى مستوى أفضل.
السؤال يطرح نفسهُ هل كل أبٍ فقير يتعين على أولادهِ أن يسيروا على نفسِ الطريق ؟!
وهل الأب الجاهل يتعين على أولاده أن يكونوا غير متعلمين ؟!!
وهل يجبُ علينا أن نحمل صور آبائنا على أكتافنا لنلصقها في دفاترِمستقبلنا كماهي دون التغيير أو الحد منها؟!!
للإجابةِ عن هذه الأسئلة يحضرني قول الشاعرالعربي:
إن الفتى من يقول هاأنا ذا
ليس الفتى من يقول كانَ أبي
ومن العظماء والمشاهير الذين صنعوا عظمتهم بأيديهم ونسجتْ لهم أعمالهم الشهرة أفضل مصداق لقول الشاعر
فقد ولدَ شكسبير من أبٍ جزار مفلسٍ وأم جاهلة لاتعرف القراءة والكتابة ،وبيتهوفن كانَ إبناً لأبٍ سكير وأم مسرفة ،
وشوبير ولدَ من أبٍ فلاح فقير وأم تخدمُ في البيوت وأكبر مثال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي بدأ حياته راعياً للغنم .
هذه نماذج مختصرة لأناس عصاميين اعتمدوا على أنفسهم وشقوا طريقهم بأنفسهم،ولم يعتمدوا على مركز ٍ اجتماعي أو مستوى اقتصادي ويمكن لكل فردٍ منا أن يتخذ منهم القدوة،والمثل العليا ،
فالإنسان كثيراً ما يتعلمُ من الفشل ،أكثر ممايتعلمُ من الصوابِ وإنّ الزمن لايتوقف عند حد معين بل يتغير ويتطور ،وبتطوره نطورُ أنفسنا وثقافتنا وحاضرنا ،ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
ونجاح الفرد باعتمادهُ على نفسهِ لا على الغير ..وسبيل الوصول إلى الهدف والنجاح ..هو العمل الدؤوب والإستمرار في تحقيق رغباته
وأختم كلامي بقول للدكتور أحمد الخشاب:
إنَّ إعداد الشباب العربي يتطلبُ مخططاً علمياً يرتكز على أسسٍ تربوية وقيم إجتماعية منبثقة من طبيعة الضرورة الحياتية لأبناء هذا الجيل .

سفيربرس ـ غادة النحلاوّي ـ واشنطن