إعلان
إعلان

التنمر .. بقلم : ميادة سفر

# سفيربرس

إعلان

“التنمر” أو باللغة الإنكليزية “Bulling”، هو سلوك ينطوي على العنف والعدوان من قبل شخص أو عدة أشخاص، وتنتشر تلك الظاهرة بشكل أساسي بين طلاب المدارس، وينطوي هذا السلوك على مشاكل اجتماعية ونفسية يعاني منها الطرفين المتنمر والمتنمر عليه.
للتنمر عدة أنواع منها اللفظي كالسخرية والتهديد أو معايرة الشخص بملابسه وشكله وكلامه، أو الجسدي كالاعتداء بالضرب، والاجتماعي الذي يقوم على تشويه السمعة في المحيط الاجتماعي، فضلاً عن التنمر الإلكتروني من خلال نشر الإساءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تعتبر هذه الظاهرة مسؤولية تربوية في المقام الأول، ومن المهم أن تزيد الدولة من رعايتها للمدارس، من خلال رفدها بمشرفين نفسيين وتربويين، لمراقبة سلوك التلاميذ والتصرفات التي يمارسونها أو تمارس عليهن، وخلق أجواء من الثقة فيما بين المشرف والطالب، وتعزيز الثقة بالنفس لدى الأطفال الذين لديهم علامات مميزة كارتداء نظارة، أو زيادة الوزن، فضلاُ عن أن زيادة الاهتمام بالأنشطة الرياضية والفنية والثقافية وتشجيع التلاميذ للمشاركة فيها، تساهم في تفريغ التشنجات والتوترات والمشاكل النفسية المختلفة، ما ينعكس ايجاباً في التقليل من ظاهرة التنمر، إضافة لإقامة برامج وحملات توعية لكافة الفئات العمرية حول التنمر وأشكاله، وطرق التعامل معه وكيفيه الوقاية منه.
يقع على عاتق الأسرة الدور الأساسي من خلال العمل على تنشئة أطفال قادرين على التواصل مع الأخرين، ومتقبلين لأنفسهم أياً كانوا، وتنشئتهم على أنهم جديرين بالاحترام والحب، وتجنب ممارسة التعنيف المادي أو المعنوي، كلها أمور تسهم في تأمين جدار حماية نفسية وجسدية لضحايا التنمر، تمكنهم من مواجهة ما يتعرضون له، والأمر ذاته ينطبق على المتنمرين.
يشار إلى أن منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، أصدرت تقريراً تحت عنوان “ما وراء الأرقام، وضع حد للعنف المدرسي والتنمر”، في منتدى التعليم العالمي لعام 2019، جاء فيه: “أنّ العنف المدرسي والتنمر مشكلة رئيسية في جميع أنحاء العالم، تطال نحو ثلث طلاب المدارس وتؤثر على صحتهم العقلية وتحصيلهم الدراسي”، ويعتبر هذا بمثابة تنبيه لتلك الظاهرة التي تساهم عدة عوامل في انتشارها، فكان مهماً لفت النظر إليها للتوصل إلى حلول تمكن من القضاء عليها.
تجدر الإشارة أن التنمر لا يمارس فقط بين الأطفال والمراهقين وفي أروقة المدارس، بل يمكن ملاحظته بين البالغين أيضاً، فهناك التنمر الوظيفي الذي يمارس بين زملاء العمل، ومن قبل المدراء بحق الموظفين الأدنى مرتبة منهم، وغالباً ما يكون المدير الذي يمارس هذا السلوك أقل كفاءة وخبرة، أو مهووس بالسلطة والسيطرة، ويمارس بعدة أوجه كالاستخفاف بالعمل المنجز، أو التهديد بفرض العقوبات وغيرها، في هذه الحالات يجب التصدي ومواجهة المتنمر بكافة الطرق المتاحة، وعدم السكوت أو السماح بتكرارها.

#سفيربرس _ميادة سفر _الصباح العراقية 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *