إعلان
إعلان

“نورس برّو-دون كيشوت سورية” يبدع خارج السرب في “حمراء” دمشق ..

#سفيربرس _ هزار حمدا 

إعلان

ظننا يوماً بأن الحصار المفروض على البلاد سيحرمنا من مشاهدة فرق الباليه الكلاسيكية و فرق الرقص المعاصر العالمية ، والتي كانت تأتينا بإنتاجاتها الفنية ، حتى قدّم لنا المصمم و المخرج نورس برّو من خلال فرقته “سورية للمسرح الراقص” عمل “آفروديت” على خشبة مسرح الحمراء بدمشق ، فوضعنا أمام وجبة حب كلاسيكية دسمة و نحن بقمة إفتقارنا و جوعنا للحب ، كما تقول السيدة “هنادي” والتي كانت بين الحضور ..

العمل الذي أنتجته وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقى ، بحث في هواجس الحب ، في قصصٍ رويت لنا سابقاً كأساطير ، وذلك من خلال ما قرآناه وشاهدناه ، فجمع “برّو” على الخشبة بين السينما والتمثيل و الرقص في خلال ساعة و خمسة عشر دقيقة من الزمن وعلى مدار يومين متتاليين ، مونولوج كاتبٍ يبحث عن قصة حب تصير أسطورة ، الى أن اكتشف بأن تلك القصص ، مأساتها ونهاياتها التراجيدية هي ما جعل منها أسطورة …
فشاهدنا في تنوع اللوحات ضمن الحبكة الواحدة رقص الباليه الكلاسيكي و الرقص المعاصر ورقص السماح و حتى الجاز ، في إعداد موسيقي منوع حسب بيئة كل لوحة مقدمة فسمعنا ، و في لمسة مميزة في الإضاءة ذات تأثير واضح ..

“جورج” من الحضور و هو طالب في كلية الآداب قال بأن العمل اختار العودة الى جوهر الفن في التقديم ، من خلال اللجوء الى قصة جديدة ومختلفة بعيداً عن الجو العام السائد في ما يقدم من أعمال وخصوصاً في سنوات الحرب … ويحسب لمديرية المسارح والموسيقى تبنيها هكذا نوع من الأعمال فقد مل الجمهور من لوحات التراث و “يا قضامة مغبرة” حسب تعبيره ، وكنّا نتمنى بأن تكون أيام العرض أطول حتى يتاح للآخرين مشاهدته …

شارك في العمل مجموعة من الراقصين والراقصات وهم : ايشاك هاشم – أحمد مصطفى – محمد عبد الله – محمد حسن – محمد مصطفى – دارين صبيح – نازك العلي – ناي سلطان و جودي عبد الحي ..
ومن الممثلين الشباب : زينب عيد – حسن كرابيج و عبد الحفيظ حاج موسى ..
فتوزعت عليهم أدوار “جاك و روز-بيتهوفن واليز- شهرزاد وشهريار-كوازيمودو وازميرالدا-شاه جان و ممتاز محل-آنتوني وكليوباترا-قيس وليلى” ما بين الرقص و التمثيل ..

مخرج و مصمم العمل “نورس برّو” قال لسفير برس :

سفيربرس _نورس برو

“العمل هو التجربة المسرحية الثالثة عشرة لي وللفرقة على صعيد التصميم والإخراج منذ تأسيسها وحتى اليوم ، و وزارة الثقافة – مديرية المسارح و الموسيقى داعم دائم لأي فكرة خلاقة ، فكان هذا العمل على خشبة مسرح الحمراء …
“برّو” رأى بأن الإنجاز الشخصي الذي يحسب له في هذا الآطار ليس ظهور العمل ونجاحه فقط و إنما تقديم مجموعة جديدة من الراقصين والراقصات الى الحالة الإبداعية السورية ، نصفهم وقف للمرة الأولى على المسرح بعد تدريب و جهد متواصلين ، من خلال دروس مستمرة في المسرح و الأداء والتكنيك و الكلاسيك …”

فرقة “سورية للمسرح الراقص” تبلغ من العمر تسع سنوات حتى الآن ، تقدم أعمالاً على مستوى جيلي الكبار و الأطفال ، تهتم بالمضمون الفكري والفلسفي المعاصر أولاً في أعمالها كما فعلت في “نوستالجيا” و “خلق” و غيرها من الأعمال …
لتشكل حالة منفردة بذاتها ومعاصرة في الوسط السوري الراقص الذي يعج بفرق الفلكلور و الموروث الشعبي ، هذه الحالة كانت هويتها منذ البداية ومسارها الثابت البعيد عن الشق التجاري ، جعلتها تمثل سورية المتحضرة خارجاً أمام الآخر موصلة رسالة مفادها بأن الحرب التي مرت على البلاد ، لم ولن تبعد سورية عن عجلة الحضارة …
فهنيئاُ لنا بهذه الفرقة و مديرها و بجيل من الشباب نستأمن مستقبل المسرح في هذه البلاد بين إيديهم ..

#سفيربرس _ هزار حمدا 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *