الكتاب الأصفر حول الشرق الأوسط _ بقلم : د. شاهر إسماعيل الشاهر
أصدر معهد بحوث غرب آسيا وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، وهو أحد المؤسسات البحثية المرموقة في الصين، بالتعاون مع دار وثائق العلوم الاجتماعية للنشر والتوزيع، في الرابع والعشرون من الشهر الجاري في بكين، “الكتاب الأصفر حول الشرق الأوسط: تنمية الشرق الأوسط (2018-2019)”.
وأشار الكتاب الأصفر إلى أن منطقة الشرق الأوسط تدخل حالياً “مرحلة الخليج”: من ناحية، تعمل دول الخليج برئاسة المملكة العربية السعودية على إحداث ثورة في الشؤون الداخلية والدبلوماسية، حيث تلعب دول الخليج بنشاط دور قادة إقليميين جدد وتحاول إعادة تشكيل الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى، يظل الوضع في منطقة الخليج متوتراً، وأصبحت قضايا الأمن الإقليمي أكثر بروزاً مع استئناف القضية النووية الإيرانية باعتبارها القضية الأساسية، وأصبحت حرب الخليج أو سلامة الملاحة في الخليج محور اهتمام المجتمع الدولي.
ونوه الكتاب بالوضع المحطم الذي تواجهه منطقة الخليج العربي بعد أن كانت منطقة مستقرة لفترة طويلة من الزمن: ورأى أن منطقة الخليج تعيش احتمالات حدوث أزمة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وخطر نشوب صراعات إقليمية بسبب القضية النووية الإيرانية، والتوسع في الحرب اليمنية، وتكثيف سباق التسلح، والانقسام داخل دول مجلس التعاون الخليجي، التمزق بالتطرف والطائفية.
كما توجه سياسة إدارة ترامب في الخليج والشرق الأوسط نحو المصلحة الذاتية الأمريكية، ظهور وفراغ السلطة وما يترتب على ذلك من منافسة جيوسياسية شرسة، وقد تلقي هذه السلسلة من العوامل بظلالها على أمن واستقرار الخليج.
وأضاف الكتاب الأصفر أن “القضية الإيرانية أساسية لأمن الخليج وتطوره، وكانت القضية السورية قد حلت محل تركيز جديد في المنطقة. كما أن سياسة ” الضغط الشديد” التي انتهجتها الولايات المتحدة على إيران واستمرار تدهور العلاقات السعودية ـ الإيرانية كان لها تأثير سلبي خطير على الأمن الإقليمي.
وبالرغم من أن اندلاع الحرب بين إيران والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل ليس من المرجح جداً، غير أن هذا الخطر لا يمكن استبعاده. وسيؤدي ذلك إلى ظهور سلسلة من التحديات الحادة للتنمية الإقليمية وسلامة الملاحة والإمداد الثابت بالنفط الدولي.”
وخلص التقرير الى أنه في ظل الوضع الراهن، من المهم والملح جداً لكل الأطراف المعنية ممارسة ضبط النفس، وتعزيز الحوار، وحل النزاعات الإقليمية من خلال المفاوضات. وفي الوقت نفسه، ومع كسر النظام الأمني القديم وموازين القوى في منطقة الخليج، ينبغي النظر في وضع آليات أمنية إقليمية جديدة على جدول الأعمال.
#سفيربرس _ بقلم : د. شاهر إسماعيل الشاهر
بروفيسور في كلية الدراسات الدولية- الصين
