إعلان
إعلان

الإعلامية فريهان طايع … تكتب في عالم تعلم الأنانية

#سفيربرس ـ تونس

إعلان

أن تغسل قلبك أفضل من أن تحسد الناس على ما هم عليه، يكفي من الأنانية وحب الذات والنظر للآخر على أنه عدو لدود فقط لأنه متميز وناجح هل تريد أن يكون فاشل لكي يعجبك أم تريد أن يكون متدمر كي ترضى وتشعر بقيمتك. كم الأعين صارت فيها غشاوة وكم تشتعل القلوب بنار الحسد والحقد والغيرة، عندما تحسد فتأكد بكونك فاشل بكونك قد فشلت أن تكون عنوان لمعنى القيم الجميلة فأنت لديك الكثير من الوقت الذي لا تستثمره فيما ينفعك بل تضيعه هباءا في العد لذلك وذلك عوضا أن تحقق نفسك في عالم الوجود وتكتشف معنى وجودك الإنساني.

لا وما يدهشني أنهم ينتظرون من الغير أن يخبرونهم بكل تفاصيل حياتهم لإرضاء فضولهم ومن لا يفعل هكذا يصبح غامض. هل الغير مجبور أن يخبرك بتفاصيل حياته وأنت ما شأنك به شأنك وعليك بنفسك، يتساءلون لماذا ننطوى الانطواء أفضل بكثير من أن تكون مع أناس يستنزفون طاقتك فلم لا تستثمر طاقتك لنفسك عوضا أن تستنزف طاقتك فلا يمكنك بعد ذلك تجديدها من جديد في عالم تعلم النرجسية بمفهومهم لا يعترفون غير بالأنا الأعلى.

لمَ هو نجح وأنا لا، لماذا هي تزوجت وأنا لا، لماذا هو سافر وأنا لم أسافر، لماذا هو لديه عائلة تحبه وأنا لا، لماذا هو وجد الحب وأنا لا. إلى متى سوف نستمر بالمقارنات إلى متى نتنافس مع الغير في حياتهم.

هي أقدار من عند الله هي أرزاق من عند الله قد تكون لديك صحة وغيرك يعاني وأنت تظنه سعيد وهو يناظل من أجل أن يحقق ذاته وأنت تنظر إليه ولا تفعل شئ كي تتقدم، قد تكون تلك الفتاة التي تحسدينها على زوجها الثري تعاني وراء بابها المغلق وراء سوء معاملته لها، قد تحسده لأنه ناجح لكن نجاحه قد سرق منه راحة البال فهو يناظل ويتألم كل يوم وأنت لا تعلم فقط تكتفي بالحقد عليه عوضا أن تشجعه، ثم نتساءل لماذا زاد الفشل وقل النجاح لأننا لم نتعلم أن ندعم الناجح بل ندمره حتى يصبح فاشل.

الناجح يا أخي ويا أختى كرس وقته وجهده وطاقته لكي يصل وتعثر وتعثر وتعثر من ثم نجح، الناجح هو من كرس وقته على حساب صحته وراحة باله وليست ضربة حظ، الحظ لا يعترف بالكسلى، الحظ يعترف بالمناظلين فيقدم لهم الفرص لأنهم قد سعوا للحصول والوصول. يكفي من الحسد والحقد على الناس حتى الأنبياء لم يسلموا منه فسيدنا يوسف قد حسدوه إخوته عندما سمعوه يتكلم مع أباه يعقوب على الشمس والكواكب التى رآها تسجد له فمكروا له مكر ومن ثم حسدوه لأنه أصبح عزيز حتى أن الناس قالوا هو ليس ابن ملوك لكي يكون عزيز علينا لكنه نجح وأنقذهم مما كان ينتظرهم من الجوع والفقر.

لماذا نحسد، لماذا لا نحب الخير، هل الدنيا لنا وملك لنا كي نغار عليها ونتلاهف ورائها مثل ضعفاء النفوس. الذي نجح هو يستحق احترامك وتقديرك وتشجيعك وليس حقدك، هو سيسمو بمجتمعك، هو مهندس سوف يبدع لك ولناس هو محامي سوف يدافع عن الأبرياء في وطنك هو قاضي سوف يحكم بالعدل هو أستاذ سوف يرتقى بالأجيال، هو ثري سوف يساعد الفقراء هي زوجة سعيدة وزوجها محترم سوف تربي أجيال تنفع مجتمعك فيما بعد، هو قد نجح بعد تعب وجهد هو يدعوك لتبذل جهدك لتكون مثله هو طالب العلم من يحبه الله، هو قد نجح في تربية أبناءه لا تفكر أنه لو فشل سوف تكون أنت أفضل لأن أبناءك أفضل فكر في المجتمع كيف سيكون.

إن من الإسلام أن تحب لأخاك ما تحبه لنفسك، يكفينا من المسابقات أنت لست نسخة من أحد كل شخص له كيان مستقل وقد تنجح في مجال مختلف فقط ارضى بما كتبه الله لك وتأكد أن القناعة كنز لا يفنى ويكفي من كلمة لم هو وليس أنا لم أنت لا تفكر في ذاتك، ابحث عنها فستجدها أضئ شمعة كي تنير قلبك واغسل قلبك وروحك من الحسد والحقد، وتذكر دائما قوله تعالى: “أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا”، أنت لم تخلق لتركض وراء الدنيا والدنيا ليست لك وكم من ملوك زال ملكهم فلا تتحسر ولا تحسد بل يكفيك أن تكون نافع ولك بصمة وأن تعيش على مبادئك وأن تجتنب الحرام أكثر مما استطعت وأن تحارب نفسك عن حب الدنيا بل جاهدها على حب الله والعالم الآخر.

وعينك اجعلها ترى ما في يديها لترضى وإذا ما أردت أن تقارن ولم تستطع إلا أن تقارن فقارن نفسك ممن هو في نعم أقل منك من المحرومين والمساكين ومن الذين لم يكملوا تعليمهم لأنهم لا يملكون مال ومن الذين لا يملكون الصحة ومن الذين لا يملكون لا الطعام ولا الثياب ولا المساكن، فأنت يا أخي ويا أختى في نعمة لا تعرف قيمتها وأما بنعمة ربك فحدث.

الله يعلم لكل شخص ما هو أفضل له فيفضل بعضهم على بعض لحكمة يعلمها هو، فيوسف عليه السلام مثلا فضله الله لأنه صبور وعفو فهو ينسى كل ما يفعلونه الناس فهو حكيم ورصين ويسعى دائما لينسى ويتقدم، فهل شخص آخر بإمكانه أن يتحمل السجن لسنوات وهو برئ ويخرج منه لكي ينفع الناس ولا يحقد شخص آخر مكانه كان سيتدمر ويسعى لإيذاء الناس فانظروا هنا كم تحمل يوسف ليحظى بالمكانة التى حظي بها في الدنيا والآخرة وعلى نياتكم ترزقون.

الناس لا ينظرون لكل هذا ولا ينظرون إلا لنتيجة دون أن ينظروا للمراحل التى سبقت ودون أن يفعلوا شئ منتظرين أن تمطر السماء لهم مطر لكنها لن تمطر لهم لأن في الأرض واجبنا أن نسعى وأن نغسل قلوبنا جيدا وأن نرضى ونقتنع مما نحن عليه وأن نحارب أنفسنا لنتقدم وليس أن نحارب الآخرين وندمرهم، فعندما تسعد من أجل الآخرين وتساعدهم فتأكد أن الله سيبارك لك ويضاعف لك.

فهي قد تزوجت ألف مبارك لها هو قد نجح فهو يستحق وقد ناضل ليصل هو ثري فليبارك الله، فلنتعلم دائما هذه الثقافة لنرتقى بمجتمعاتنا لأن نجاح فرد هو نجاح المجتمع وفشله هو فشل المجتمع بأكمله.

#سفيربرس ـ بقلم : فريهان طايع ـ تونس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *