كيــــف عــــدّت ياعـــيدُ ؟… بقلم: د. غيداء حمدان

لن أســـألَكَ كيف عُدتَ يا عـيـدُ… عـودُتُـكَ تَـكفي فالعَودُ حميدُ
نــقـــولُ للأحَــبـــةِ كــــلَّ عـــامٍ…. أنتم بِخيرٍ لـعـلَّ الخيرَ يزيـدُ
تُـبـاغِــتُـنـا الليـالي بِعَـطـايـاهــا…. و جُـودِهـا ألا ليتها لا تَـجـودُ
و تُـظـهـرُ لـنـا نَـواجـذَ حِـقـدِهـا…. قَـهـرٌ و ظُلـمٌ تقتيلٌ و تشريدُ
تُـلـوحُ النِســاءُ قُـبـيـلَ الغُـروبِ…… لأَطـيـافٍ تُـعـطِـرُهـا الــورودُ
تمضي بالأحمرِ القاني موشحةً…من عُمقِ حُزنٍ أخفتهُ الزّغاريدُ
يكتُـمـنَ في صُدورِهِــنَّ لوعةً……. إن يبدو نُصفُها يُذوبُ الحديدُ
وتُغلقُ القلوبُ أبوابَ سِــــرِها…على لآلئَ اسـتضافتها الـخُـدودُ
لو يدري بِعجافنا يوسف بكى….ســـبـعٌ لَـهُ ولَــنَـا اثـنـتـانِ تَـزيـدُ
من بطنِ الحوتِ قد أُخرِجَ يونسٌ… …حيتاننا ما ينتهي لها عديدُ
حــربٌ فســـادٌ وبــاءٌ ثُمَّ غــلاءٌ……. أمــواجٌ بــحـرُهـا لُجّيٌّ مديدُ
حتى أحكمتْ حـلقــاتِ لُـؤمِــها ….. ونالت منا ما تشتهي و تريدُ
فوقَ الجُرحِ بِتنا نكبــسُ المِلحَ……ليصمتَ فالصمتُ رأيٌ سـديدُ
نلبـي نـداءَ الـوطَــنِ الـعــزيـــزِ…. نــعـمـل لِيُنقَذَ الجيـلُ الجديـدُ
فـزهـرةُ اللـيـمـونِ والياسـمينِ……. نُــورُ زيتونِـنـا والقمحُ العتيـدُ
في أســفاركِ يا بلادي حُـروفٌ……وإنَّـهُـم لـلـدِّفــاعِ عنكِ جُـنـودُ
جــاءَ لنا بـقـيـصـرَ و بـأدواتِـه …أشــبـاهُ رجــالٍ زُرقٌ مَـنـاكيـدُ
راعي المجرمينَ دونالدُ ترمبُ…. غولٌ مالهُ في المكارِمِ رصيدُ
تسندُه الأعرابُ في قصورهم…. ليـوهـبَ لـهـمُ الحكمُ الـمَـديدُ
بِظلِهِ اســـتظلُّوا فهوَ حاميهم…. يحلبهم بــقــراً ســـاعةَ يُريــدُ
يُحاصِرونَنا مِثلَ الرِّيحِ العقيمِ……. هُمْ رَبُنا ونحنُ عَــادٌ و ثَمودُ؟
لـيمنعوا عنا لُــقـمــةَ الـعيــشِ…. ما أدركــوا أننا شــعبٌ عنيــدُ
والفجـرِ وليـالٍ عشــرٍ و حــقِّ…… مَنْ قـد أعـادكَ علينا يا عيـدُ
إنَّا لنا في الصبـرِ باعٌ طـويـلٌ …….. لكنـمـا لصـبرِنـا أيضاً حُـدودُ
لكن عـتـابـي إلى أبناءِ بلادي … خـلُّـوا البِنـاءَ بِبعضِه مَسـنودُ
ولنسندَ بعضنا كما هو الجِسمُ.. .. يُبقي جبينَهُ شامخاً عامودُ
مُكـوَّنٌ من مُـختلفَـةِ الـفِـقـارِ …….للإخوةِ بِـبَعضِهِم أَزرٌ شَديــدُ
لا ننحني لغير الخـالق يـومـاً……… لله فقط ركوعنا و السُــجود

#سفيربرس ـ بقلم: د. غيداء حمدان