إعلان
إعلان

كتبت ..فتون الصعيدي : تكريم المتفوقين الذين نالوا العلامات التامة في المدارس تقليد بدائي قديم انتهت صلاحيته في الدول المتقدمة ! …

#سفيربرس

إعلان

اشتكى بعض أولياء الأمور من الطريقة الحالية التي من خلالها يتم تكريم الطلبة والطالبات المتفوقين منهم والمتفوقات في المدارس، وعلى وجه التحديد المدارس الابتدائية وغيرها من المدارس الحكومية والخاصة.

إذ أن طبيعة وطريقة تكريم المتفوقين في المدارس في وقتنا الراهن، عادة ما تكون مفتوحة أمام الملأ، من إداريين ومعلمين وضيوف وأمام الطلبة غير المتفوقين كذلك.
عدا عن نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها…
هذا النوع من التكريم يرسل رسائل سلبية فيها مشاعر إهانة للطلبة الذين لا يستطيعون أن يكونوا في عداد المتفوقين لأسباب لا حصر لها، مما يشعرهم هذا الأمر بالغبن والدونية.

ولربما يعتبر هذا النوع من التكريم «غير مستعمل» إطلاقاً في الدول المتقدمة على صعيد المجالين التعليمي والتربوي.

نعم، من حق الطالب المتفوق أن يحصل على التكريم والتشجيع كنوع من رد الجميل له على مجهوداته التي يبذلها طيلة مشواره الدراسي، لكن اختلف في الطريقة التي يتم فيها تكريمه كما ذكرتها قبل قليل.

أخبرتنى أم طالبة متفوقة في مدرسة ابتدائية هذه الحكاية تقول: حين ذهبت المدرسة لحضور تكريم ابنتي الصغيرة في المدرسة، رأيت أن الإدارة أجلست المتفوقين وأهاليهم على الكراسي، بينما وقفوا بقية الطلاب على الحائط في مشهد بدائي مقزز ومهين للطلاب غير المتفوقين، وتساءلت، هل هذا الحفل تكريم للمتفوقين أم إهانة لغيرهم من غير المتفوقين؟

كلنا يعلم جيداً أن الكثير من الطلبة غير المتفوقين لديهم بعض المشاكل في القدرات والملكات والتحصيل العلمي، وهذا يعود لأسباب إما سايكولوجية أو حتى بيولوجية، وبعض منهم لا يستطيع أن يجاري المتفوقين لحدود قدراته في الحفظ والتذكر ، او لظروفه المرضية أو النفسية أثناء الإمتحان والبعض الآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة وبعضهم من الذين يعانون صعوبات في التعلم، وهناك الكثير منهم لديهم مشاكل أسرية عميقة جعلتهم في عالم منفصل نفسياً عن عالم الأسوياء،

أليست هذه فئات معذورة؟ أليست هذه الفئات تستحق التقدير لأنهم استطاعوا النجاح مجرد النجاح بفضل مقاومتهم كل الظروف الخاصة والنفسية والعائلية؟

نعم هناك درجات تعطى للأنشطة خلال السنة ولكن المحك الاساسي للتقييم هو الامتحان والمذاكرة عدا اننا نلحظ التمييز بين أبناء المعلمين والمعلمات والإداريين، في الحصول على العلامات التامة في النشاطات، والمقاعد الأولى في الصفوف والعرافة وامتيازات أخرى مما يحرم احياناً طلاب أفضل منهم من التفوق وتكون نسبة المتفوقين ٥ بالمية من طلاب الصف ٧٠ بالمئة منهم من أبناء هذه الفئات

إننا نهيب بوزارة التربية والتعليم إلغاء مثل هذه الحفلات الخاصة بالتفوق وبهذه الطريقة المهينة لمشاعر بقية الطلبة داخل المدارس، وأن يكون تكريمهم بشكل حضاري

إما بعيداً عن أعين الطلبة الذين لو أتيحت لهم الفرصة الكافية والظروف المواتية لكانوا في الصف الأول من صفوف المتفوقين، أو تقسيم جميع طلاب الصف إلى فئات حسب نوع التفوق وتكريم كل فئة منهم بدون تهميش وإهانة للبقية.

كمثال: فئة المتفوقين بالدرجات الامتحانية، فئة المتفوقين بالأنشطة المدرسية، فئة المتفوقين سلوكياً، فئة المتفوقين رياضياً…الخ في حفل جماعي بهيج يشارك به الجميع
واتركوا حفلات تكريم أصحاب العلامات التامة للفئات العمرية الأكبر سناً ولطلبة الجامعات

هناك ابداع وتفوق عقلي أيضاً يكون من قِبل المعنيين بتنظيم هكذا حفلات، أظهروا ابداعكم في تشجيع جميع الطلبة وبالتالي النهوض بجيل متفوق مدرسياً وأخلاقياً وحياتياً
جيل سوي نفسياً بعيد عن الأحقاد والظغائن

(ما يجمع الأطفال أكثر مما يفرقهم)

إنها مسألة أخلاقية وإنسانية وتربوية قبل أن تكون مسألة تكريم أو حتى تعليم.

#سفيربرس _ بقلم : فتون الصعيدي
باحثة وأخصائية تربوية

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *