الأسبوع الأدبي في حلة ورقية جديدة بعد انحسار عصر الكورونا…
#سفيربرس _ ماجدة البدر

صدر العدد الجديد/1720/ من جريدة الأسبوع الأدبي، وهي جريدة تعنى بشؤون الأدب والفكر، يصدرها اتحاد الكتاب العرب في سورية، وهو العدد الثالث الَّذي يصدر ورقياً وإلكترونياً في آن معاً، بعد أن كانت تصدر إلكترونياً فقط، لوحة الغلاف للفنانة التشكيلية سلوى الصغير، كتب افتتاحية العدد (د.محمد الحوراني، رئيس اتحاد الكتاب العرب).
وهي تحمل عنوان: [المثقف الفاعل وإرادة الحياة]، تحدث فيها عن المثقف الَّذي عاش هامشياً باختياره أو رغماً عنه، فالمجتمع كان يدرك تماماً أن ثمَّة حالة (فصام النكد) بين (المثقف والجمهور)، وليكون المثقف عضواً فاعلاً في مجتمعه، عليه أن يقود قضية إصلاح المجتمع أولاً، قبل أن يكون شغوفاً بنفسه، مولعاً بإعجاب الناس به مع حرصه على هذا الإعجاب، وتلمسه في كل رأي، وبحثه عنه في كل مجلس، وبرأيه (لا وجود لحرب عسكرية، دون أن تكون مسبوقة بمعارك فكرية أكثر ضراوة من السلاح، ولا يمكن لأمة أن تنهزم في المعارك الحربية إلا عندما تهزم ثقافياً، فتأتي الهزيمة العسكرية كرصاصة الرحمة على الشعوب المهزومة… فأي أمة تفرط في ثقافتها وقيمها ومثلها تغدو أمة غير جديرة بالحياة…
ويقدم لنا التاريخ أمثلة على هزيمة عدة دول عسكرياً، مثل اليابان وفيتنام… والتي استطاعت النهوض بقوة وفاعلية لأنَّ ثقافتها كانت متماسكة بل نجحت في تحويل الهزيمة إلى نصر معرفي وثقافي وقيمي وأن تصبح في مصاف الدول ذات الإرادة الصلبة…
وإننا الآن بأمس الحاجة لتفعيل الثقافة المتأتية من الأفكار الأصيلة المتنوعة، والمتجددة، وهذا لا يتم إلا من خلال التشاركية بعيداً عن الفردية التي من شأنها أن تقود إلى الانطفاء فتتنوع الأفكار وتعدد الآراء من شأنه أن يقود إلى منجز فكري وثقافي ثر ويسهم في بناء الدولة وخدمة المجتمع…
يجب أن يبتعد المثقف عن النرجسية، ويتماهى مع الجماهير لتنشأ علاقة فاعلة بين الجمهور والنخب الثقافية…
تضمنت صفحة (قضايا وآراء)- مقالتان:[الأدب والحرب – للأرقم الزعبي] تحدث الأرقم عن دور الادباء الذين فضحوا أهداف الحرب الظالمة المفروضة على سورية، وتمجيد بطولات جيشها وصمود شعبها والأهم الثبات والتمسك بروحالهوية الوطنية الجامعة، في كل بيت سوري أو زاوية، أو حديقة معلم أثري ، وحكاية ورواية تحلم بأدب يوثق حال السوريين في الداخل، أدب مثقل بدافع وطني أخلاقي جمالي مبتدأه وحبره دم السوري على السوري حرام…
*[حول القراءة واستدامة المعرفة] تحدث د.صلاح عزام عن غزارة النشر وانحسار القراءة.. وتراجع مستوى المواد المكتوبة عن السابق، وأصبحت دور النشر تنشر كتباً ضعيفة في مستواها العام أو في قيمتها المعرفية والإبداعية أو ابتغاءً للربح والمنتج الجيد لا يجد سوقاً جيدة مما أدى إلى عزوف المجتمع عن القراءة….
ولحل هذا الإشكال ينبغي مراجعة مناهج التعليم التي تعتمد على التلقين وتنتج متعلماً يحمل شهادات بلا ثقافة وبلا معارف عميقة خارج دائرة تخصصه الضيقة يضاف إلى ذلك انتشار الكتاب الإلكتروني وارتفاع في أسعار أدوات الطباعة (ورق، حبر، جمارك، ضرائب، نقل، شحن…)، وفي النهاية، يبقى الكتاب أساس تقدم الشعوب والحضارات الإنسانية.. ويجب تحفيز الأجيال الجديدة الشابة على المطالعة باعتبار أن القراءة أداة فعالة لاستدامة المعرفة وصقلها وتطويرها..
وفي باب قراءات: كتب د.عبد الله الشاهرـ مدير التحرير عن [الثقافة العربية وتحديات المستقبل]، والتي تشكل صداً أمام تحديات الواقع والغزو الثقافي الخارجي متسائلاً هل الثقافة العربية قادرة على تحقيق هذا الدور المأمول منها في الوقت الَّذي يطمح فيه الغرب في ظل ما يدعى بالعولمة أن يطبع العالم بطابعه الخاص ونحن أمام عصر تتهاوى به النظم والأفكار وتتقادم فيه الأشياء وهي في أوجد جدتها وهو عصر مفتوح تتآلف فيه الأشياء مع أضدادها… وتصبح المعرفة قوة ونحن في حاجة إلى مؤسسات لا تحتكر الثقافة بل تشيعها وتؤازرها وتستفيد من ثقافة الغير لتجديد فكرنا الثقافي وشحذ رسائلنا الثقافية وتقوية دروعنا ضد غزو الثقافات الوافدة..
وتحدثت ميرفت علي عن [ثقافة الجسد]، فلجسدنا حقوق لا ينبغي التفريط فيها أبسطها الحفاظ على سلامته وتنمية ثقافته واطلاعه يجب التشجيع على ممارسة الرياضة إلى جانب الآداب والفنون..
أما الزاوية اللغوية التي يكتبها أ.معاوية كوجان، فقد أفردها لبيان الاستعمالات اللغوية الخاطئة لـ [سوى ، إلا، عدا]، مصوباً إياها، كاستخدام أداة الاستثناء (سوى) مكان إلا في قولهم:[لم يصب سوى بجروح بسيطة]، وأداة الاستثناء [عدا] هذه الأداة التي وشيفتها الإخراج والإنقاص حيث يستعملها الناس في عكس معناها اللغوي: [يحمل شهادات علمية كثيرة عدا عشرات الأوسمة]، والصواب: أن تقول [بالإضافة إلى عشرات الأوسمة].
*استعرضت خديجة حسن السيرة الذاتية للكاتب [حسان الجودي] الَّذي ولد في مدينة حمص، سنة 1961، ومن دواوينه: [صباح الجنة، مساء الحب، حصاد الماء، قصائد لغيره، ذاكرة الغياب، ميثولوجيا الأيام.. وغيرها]، وله مجموعات قصصية للأطفال: [صانعة الأحلام، كيف تصبح عالماً؟!]..
*أما د.عبد الفتاح محمد: في [جمالية الاستعطاف في قصيدة – مضناك جفاه مرقده]، والتي عارضها العديد من الشعراء، منهم زكي قنصل، أحمد شوقي وغيره.. يرى أنَّ هذه القصيدة من عيون الشعر العربي، اجتمع فيها [عبقرية اللغة، نبض القلب، جمال الإيقاع، حسن السبك، وسلاسة العبارة]، وهي تنتمي لفن الاستعطاف، وهو فرع من الغزل الرقيق وله عوالمه المختلفة..
*أما داود أبو شقرا – أمين التحرير – يرى أنَّ أبلغ بيت قيل في الغزل في العصر الحديث هو بيت الشاعر السوداني [إدريس جمّاع] – الَّذي عاش بين عامي[1922-1980] وهو:
والسيف في الغمد لا تخشى مضاربه
وسيف عينيك في الحالين بتَّارُ
وهو قائل الأبيات الشهيرة:
إنَّ حظي كدقيق / فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاةٍ / يوم ريح اجمعوه
عظم الأمر عليهم / قلتُ يا قوم اتركوه
إنَّ من أشقاه ربي / كيف أنتم تسعدوه
*[ثنائية العلم والشعر ] لـ د.سمر ديوب
إنَّ العالم والشاعر يشتركان في إيضاح سر الوجود والكون، فيصل العلماء بالخيال والتصور إلى المعرفة، يحتاج العلم إلى الخيال المبدع كما يحتاج الصرامة العلمية، والنص سواء أكان أدبياً أم غير أدبي يحتوي على بنية متكاملة من العلاقات والدلالات ووحدات داخلية تختلف عن وحدات اللغة المفردة..
فإذا كان العلم والأدب متضادين فإنَّ المتضادات تتكامل، فإذا وجد طرف من طرفي ثنائية العلم والأدب الضدية فإنَّ الطرف الآخر موجود حتماً..
*وفي صفحة قضايا وآراء [الكتابة بالطاقة البديلة للغة الأم ] للشاعر الفيلسوف عبد النور الهنداوي، يقول: إن الشاعر أسعد الجبوري يكتب بالطاقة البديلة للغة قبل أنيموت بلحظات // منذ أن عرفته وهو ينسج سراويل خشبية لهياكلنا العظمية // مع أننا نسينا أن نموت في لغته البديلة..
ما المشكلة إذا أخطأنا في الحياة؟! / أحياناً يكون الخطأ جميلاً / وفاتناً / وشهيراً..
في قصائده // يدخل الواحد في الحياة / عارياً / تماماً ليظل مدوياً / نكاية بالذين يريدون أكل عقولنا بلغتهم الخشبية المزمنة///
هو الَّذي أضرم النار في وجوهنا من أجل الفن / الفن بكليته وطاقته الفلسفية / والأيديولوجية، ومن بعد صنع حواراً من بقايانا // علماً أن أصابع يديه تصدعت بين يدي اللغة..
ماذا لو أرغمنا اللغة على أخذ أقراص مهدئة أمام عينيها؟!// كي تذهب برؤوس مطأطئة إلى المستقبل…
يعني أن أسعد الجبوري رسم مخططاً لنستظل به// كي لا يصبح التفسير للشعر هو العار/ لئلا تقتحمنا الكراهية / والخوف والنبوءات..
هو البستاني العارف الحديقة الأبد ولوحده الزمن يعاد إلى الوراء..
أسعد الجبوري لديه آلية لضبط المجهول // مجهول اللغة / كي لا تظل هذه اللغة مؤامرة ضد الحياة..
نحن نغتسل أمام الخزف// وهو يغتسل أمامنا باللغة..
*وليدة عنتابي، و [غياب الرحمة وطغيان الظلم في مجموعة (أحرف العلة) للأديب رسلان عودة..وهي مجموعة تقع في (150) صفحة من القطع الوسط، تضم (14) قصة مشغولة بخيوط الوجع في غياب الوجدان وطغيان التعدين.. قصص أشبه بلوحات قدت من جحيم المعاناة ورسمت بريشة الحسبان دقة واقتصاداً في تكثيف يشير ويوحي أكثر مما ينبئ ويخبر فتلامس في النفس جراحاً تستعصي على الاندمال، وتترك في القلب غصة مستديمة، إنها حكايات الواقع المر في كل كان ومكان.
وفي باب الإبداع (الشعر والقصة) تضمن مجموعة من النصوص
*الأرض بعض ظلي لـ رنا محمود – منها نقتبس:
أنا امرأة بلون الغياب
أورثت المسافات حلماً
ومنحتُ الأرض ظلي
أنا ذي الزباء.. عشتار .. بلقيس وكل الكون رهن إشارتي..
ربما هناك
ارقصي
ارقصي أيتها الوردة واملئي الدنيا صدى
ارقصي كوني نجمة في حدائق السماء
قصائدك بهمسات الصباح
كي تستيقظ الأزهار نشوى
* أما مي طه ذات السبعة عشر ربيعاً والتي كتبت [إصدارٌ جديد من المسرحية] منها نقتبس:
أكبر مثلما تنمو الرغبة بقبلة ، أحياناً ببطء، أفضل أن أبقى طفلة من العيار الثقيل ، مصرةً أن أتسع.. لا كي أصير بطلة بل كي أعود بطلة.
مثل الوردة، أنا أيضاً لي أكثر من رأس
أكتب رسائل للفراشات التي علّمتني كيف أسلم أجنحتي للريح،
مثل الحب أتجاوز ألم نبلي، لتؤلمني رفاعةٌ خفيّة في النبل ذاته..
تتعاظم في رغبة القفز من الطابق الثلاثين كي يتلوّن هذا العالم المقطوف باللون الأحمر
ويصبح شبيهاً تماماً بالتفاحة التي أريد أن أهديك…
*[الرز بفول وقطرات الدم] للقاصة نبوغ محمد أسعد: في هذه القصة تصف القاصة قدوم الأغراب ومعهم فئة من أبناء القرية مدججين بالسلاح، واقتربوا منه والشرر يتطاير من عيونهم التيتشابه عيون الذئاب وهي تفكر بالغدر، وطلبوا منه مغادرة أرضه، فرفض لأنها أرض أجداده وأولاده من بعده.. ولكنهم أصروا على طلبهم وهددوه بقتل أولاده الخونة، وبعد حوار طويل معهم منه نقتبس:[هذه ثورة ونحن قادتها وسوف ننتصر عليكم وعلى أسيادكم أعداء الوطن.. ضحك أبو عدنان بسخرية: قائلاً: ثورة ضد من؟! كفاكم سخرية واستهبال نحن من قام بالثورة الحقيقية، عندما وقفنا في وجه المستعمر التركي والفرنسي والعثماني وغيره… الثورة هي صورة إبراهيم هنانو، مصطفى حاج حسين،صالح العلي، يوسف العظمة، أحمد عرابي، سلطان الأطرش، وسواهم.. ممن قدموا أرواحهم قرباناً على مذبح الوطن.. فأطلقوا عليه النار وزوجته وأردوه قتيلاً.. ودفن معزوجته في أرضهما، وأقسم ولده الضابط أن ينتقم لهما ولكل شهداء الوطن، وإلى اليوم مازال عدنان يحارب أعداء الوطن هو وإخوته،، وصار البستان ينبت في كل ربيع شقائق النعمان..
*هو أبي لـ رجاء علي.
تاريخُ أبي يمتلئُ بالقصص يرويها لكل زائر وصديق كلهامن بطولته، حصلت معه وهو يتنقل في أرجاء الوطن أثناء عمله موظفاً في وزارة الداخلية..
أما في باب الشعر:
(أنت آذار – سليمان السلمان منها نقتبس:
(أنت آذار/ عيدك اليوم في شهي الزهور
أنت يا امرأة الخلق والحسن أجمل الدنيا في مدى الأيام. دوري نحو السعادة]
*الرجل الَّذي أحب – كنينة دياب:
منها نقتبس:[الرجل الَّذي أحب أريده مجنوناً/ يجبو الطرقات الوعرة يبحث عني/ يعشق رائحة جلدي/ قبل عطري… الرجلالذي أحب لا يفقه أي لغة إلا لغة العشق ولغة عيني..].
*يا حادي الروح – أميمة إبراهيم:
منها نقتبس: [عرج على شوق سقته مزنة الدمع/ وما اكتفى / حتى تبرعم زيزفونه / وأثمر].
*مزامير الأثير – لـ هيلانة عطا الله:
منها نقتبس:[في صبحي الأخير/ خلوا هسيس دموعكم فرحاً – يمرُّ على رموش بصيرتي/ كي يرتوي منها الهجير بخلية العقل النجيب فما رأى غير الجفاف هنا ].
*مريم التي؟!.. مليكة فراشات الماء – للشاعر الكبير محمود حامد
مهداة إلى الأمهات : منها نقتبس:[ف عيدك العربي يا ست الصبايا نشكر الرب الَّذي أوحاك في التنزيل، صاغ الحياة بشكل أنثى آه ما أبهاهُ من تشكيل].
*قصة – مقتطفات من النفاق – الحظ ابتسم لي أخيراً – لـ باسل المزعل
منهانقتبس: [غداً سيكون اليوم الأول له في العمل بعد الانتهاء من دوام وظيفته في وزارة الزراعة – لو كان راتبي يكفي.. اللعنة على هذه الأزمة.. اللعنة على التجار الفجار.. على الحصار]…
*مجموعة من النصوص القصيرة للقاص [محمد قشمر]
منها نقتبس:
خشية..
نظراً لإصابتها المؤكدة، وأخذاً بالإجراءات الطبية الوقائية: فقد ارتدت الكرة الأرضية كمامة خشية انتقال إصابتها إلى الكواكب المجاورة..
*قراءات:
**صعوداً على دراج الأمنيات، قراءة في ديوان (ورق لا يحترق – للشاعرة حنان مراد] كتبها أ.فرحان الخطيب
ورق لا يحترق – وهو عنوان مجمعة شعرية يشي برغبة شفيفة لديمومة الكلمة التي تهجر الاحتراق مشتهية الخلود الحياتي الَّذي نعيش ، حباً وعشقاً وشغفاً بالوجود، فكلمة الاحتراق هنا تعاند معناها العدمي إلى معنى التوهج باستعمال الشاعرة أداة النفي / لا / حيث أكدت بها ليس فقط عدم الاحتراق بل أرادت للورق الحامل للكلمة البقاء والخلود..
تضمن باب قراءات مقالاتان:
*مسرحية وقت مستقطع: للناقد والقاص: محمد الحفري :
هي وقت مستقطع من عمر الزمن تتساقط فيه أوراق شجرة الواقع متعبة، مثقلة بشرورها وأوزارها فمع كل ورقة حكاية تلخص مآلات الشر المنتصر آنياً على نقيضه، ولكن لابدَّ للخير من صحوة تنهضه من كبوته ليعود لواقع ألقه، تلك هي كلمات سهيل عقلة مخرج مسرحية وقت مستقطع لمؤلفها المسرحي والناقد جوان جان ، حيث تتعرى شخصية بطله وتنكشف مع تتالي وتتابع عرضه المسرحي القائم على وجود افتراضي للمكان الَّذي تندفع إليه شخصية الرجلالأول لتلتقي هناك بالرجلا لثاني ويبدأ بينهما البوح ومن ثم المكاشفة التي تظهر حقيقة داخلهما المغطى بقشور من الكذب والزيف والخداع..
ولعل المخرج قد تقصد الاعتماد على ديكور بسيط وهو مقعد خشبي في حديقة عامة، وبالقرب منه ثقالة تشبه الميزان استخدمت لمرات قليلة كحيلة من أجل تصعيد الحدث وتنميته.
*الثلاثية الخالدة.. في شعر أبي القاسم الشابي لـ رحيم هادي الشمخي
هو الشاعر أبو القاسم الشابي أشبع شعره نقداً وتحليلاً ودراسات، وبحوث أكاديمية، صاحب قصيدة:
[إذا الشعب يوماً أراد الحياة – فلابدَّ أن يستجيب القدر].
أما المرأة والرمز، هي رمز الرموز ونقطة تزاوج المقاييس والأبعاد، يحمله الشاعر إذ يحدث عنها إلى عوالم زاخرة بالمواصفات الجمالية المخملية ، فينتابه خدر لذيذ ويسترخي منه الوجدان.وتتجاوز اللفظة المنسابة عتبات الحسن والغزل والصورة الأنثوية والعرض الدنيوي لتحمله إلى عبق سرمدي مثل: [يابنة النور إنني وحدي من رأى فيك روعة المعبود/ فالإله العظيم يرجم العبد إذا كان في جلال السجود].
*وأينع الشعري في نبضي في فعالية فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.
*قضايا وآراء تضمنت [الرؤية بين الرواية والسينما – من الكاتب إلى المخرج إشكالية في تصوير الجوهر، والصورة المعبر الوحيد ]. لـ رشا الصالح:
عرضت فيها رؤيتها الفنية عن العلاقة بين الرواية والسينما، اللتان تعملان منذ نشأتهما على اختزال الحالات والرؤى والمواقف التي تعبر عن حياة الفرد والمجتمع، كل على طريقته، من خلال العمل على تحريك عجلة المشهد الثقافي والمضي به تلقائياً لتغير مثالي في كينونة المجتمع الفكرية ومن ثم الاجتماعية.
والسؤال الَّذي يطرح نفسه الآن في ظل هذا التدفق البصري في عالم تسوده الشاشات هل بقي للرواية قارئين؟
وهل سنتحول يوماً إلى تحويل كافة الروايات إلى أعمال سنيمائية قد تكون احترافية قد تذكرنا بالرواية ذاتها، وخاصة أننا نعيش في مجتمعات لا تقرأ بل تشاهد فحسب؟…
*حامد حسن .. شاعراً ومفكراً
في رؤية فكرية نقدية جديدة
لـ د.توفيق أحمد – رئيس التحرير..
حيث تمر ذكرى وفاته، فيفوح عبق شعره، حامد حسن، الَّذي لم يتقن الفلسفة والتصوف، كعلمين وكنزي معرفة بل عاشهما حالات استجلاء ووجد ومكاشفة، فكان شاعر اللفظة الجمالية الخاصة به مثلما كان شاعر المعنى المفصل على قد الألفاظ التي خلقت له وخلق لها استمطاراًمن مخيلة الشاعر التي كانت تتماوج كبحر طرطوس وتتأنق مغموسة بالتيه كجبالها التي يتعانق فيها لهاث الغيم الشرود واخضرارُ الأيك الكثيف..
في شعر حامد حسن صوفية وعفوية وشفافية وتأنق شاهدي على ذلك ديواناه “عبق، وأضاميم الأصيل”، والأعمال الشعرية الكاملة التي شقت طريقها إلى النور منذ حوالي ثلاثين عاماً، لم يصدر الجزء الثاني منها. ولعل أهم ما يتفرد به حامد حسن هو هندسته لقصيدة الرثاؤ التي تجعل الدنيا تبكي مع الشاعر، وهو يصدر أناته كما يقول الشاعر الدكتور الراحل رضا رجب في مقدمته التي وضعها لأشعار المراثي التي نظمها الشاعر وجاءت في مجلدين في إطار مشروع نشر أعماله الكاملة.
يدهش المرء وهو يقلب صفحات هذا العمل ببراعة حامد حسن المفكر وقراءاته العميقة وغوصه إلى الأعماق وتقديم الدرر التي تشرف كل جيد تُطوقه.
رحل عنا حامد حسن تاركاً العبق والأضاميم وكتب الفلسفة والمسرحيات الشعرية وغيرها…
من مؤلفاته:
(ثورة العاطفة، المهوى السحيق، في سبيل الحقيقة والتاريخ، عبق، أفراح الريف، الريف الثائر، أضاميم الأصيل، الخنساء، المكزون السنجاري، صالح العلي ثائراً وشاعراً، الشعر بنية وتشريحاً، كتاب وجهاً لوجه أمام التاريخ، وغيرها وغيرها..)
وفي الختام: تحية مغتسلة بعبق الشاعر أختم بها كما بدأت ملوحاً بيدين مرتعشتين إلى ذلك العلم الشامخ الشاعر والمفكر حامد حسن.
#سفيربرس _ ماجدة البدر