إعلان
إعلان

غرام و حرب و طعام _ بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

سألتني الصحفية الفنلندية تيوركا فيتش عن أهم ما يميز العلاقات الغرامية عبر التاريخ..؟ و هل الحب هو ذاته لم يتغير ؟ .
بالتأكيد الحب يتغير و يتفاعل مع الزمن الذي وجد فيه و المكان.. فمثلاً كان الغرام على أيام الإحتلال العثماني لبلاد الشام ممزوجاً و مصبوغاً بالجوع أو الشبع، و كان هناك العاشق الفقير و العاشق الغني و إبن الباشا و إبنة السايس . و إذا عدنا إلى الوراء أكثر لوجدنا أن الحب و الغرام أيام سيطرة الصليبيين على المشرق أكثر ندرة نتيجة انشغال البشر بالحياة أو الموت.
مع مرور الزمن اتخذ الحب أشكالاً عديدة و بات أكثر اتساعاً و تنوعاً، لا بل أكثر عمقاً، حيث بدأت فكرة الغرام عن بعد، كأن تعشقي مطربك المفضل، و البعض وصل به الأمر إلى الإنتحار.
و مع تغير الظروف أكثر بات الحب ينطبق على الجماد أو الحيوانات و غيرها من الأشياء التي أتت بالحداثة، و أنا شخصياً أعشق بعض أنواع الأطعمة كالأرز بالدجاج و اللحوم الباردة و الجبن، و قد أصاب بالإكتئاب إذا ما تم حرماني منها.. أليس هذا حب؟
_ نعم بكل تأكيد ..أجابت _ ضحكت الصحفية_ .
تأكدي سيدتي أن فكرة الحب وحدها غير كافية .. فالحب الذي لا يقترن بالفن يكون أعرجاً .. انظري إلى عنتر و عبلا و قيس و ليلى… هؤلاء جعلوا من فنهم طريقاً الى علاقاتهم الغرامية، فالشعر الذي كان ينظم هو صورة ذاك الحب العظيم و أحد أسباب بقائه خالداً إلى يومنا هذا. و كل قصص العشق الجافة و الغير مقترنة بتفنن العاشق و المعشوق هي مجرد عاطفة محدودة النتائج جاءت لسد حاجة معينة.
_ على هذا يمكننا ان نتوقع تطور الحب ليكون بين الأعداء كذلك؟ سأَلَت الصحفية.

نعم لمَ لا … لكن المسألة هنا مختلفة قليلاً .. فالحب هنا سيكون للعداء و ليس للأعداء.. ان نعشق حالة العداء لنكسب المعركة و ليس لكسب الخصم … و التفنن في العداء هو ما يفضي إلى حالة عداء مثالية يراد منها إنهاء الطرف الٱخر..
و كما تعلمين … “الحب يصنع المعجزات.”

#سفيربرس  _ بقلم : المثنى علوش 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *