إعلان
إعلان

كتب الدكتور عدي سلطان : بين النقد والإساءة

#سفيربرس

إعلان

تعج صفحات التواصل الاجتماعي هذه الأيام بالكثير من النقد الموجه للعمل الحكومي، وقد ازداد هذا النقد من قبل الكثير من الشرائح الاجتماعية التي تضم اقتصاديين وإعلاميين وموظفين وأصحاب الأعمال… إلخ.
إذا نظرنا إلى هذا النقد من زاوية إيجابية، فإنه يندرج تحت حق المواطن في النقد البناء والمشاركة في اتخاذ القرار في إطار التعاون مع الدولة ومؤسساتها في تحسين فاعلية هذا القرارات، خاصة المتعلقة بالشق الخدمي والمعيشي.
لكن المشكلة تكمن في استغلال هذا النقد من قبل أصحاب النيات الخبيثة، من خلال “دس السم في العسل” واللعب على مشاعر المواطنين بهدف الإساءة إلى الدولة ومؤسساتها، وكأن القرارات المتخذة من قبل المؤسسات الحكومية، لا تتسم بالعقلانية أو الدقة أو المنطق، حتى تحولت صفحات الفيس بوك إلى “منصات للتهكم”، وكل يوم “سيرة شكل”.
نعلم جميعاً بأن الظروف الاقتصادية اليوم تتسم بالصعوبة الشديدة، كما ان سلعا وخدمات أساسية كالخبز والسكر والرز والأدوية ومصادر الطاقة تعاني من اختناقات واضحة، ولذلك كان لا بد من قرارات استراتيجية اتخذتها الحكومة للحد من هذه الاختناقات، ولها وجهة نظرها في هذا الموضوع، ومن غير المبرر أبداً أن نتهم الأداء الحكومي بالتقصير بالمطلق، لأن ذلك يعتبر من قبيل السذاجة أو الإساءة بشكل مباشر أو غير مباشر لمؤسسات الدولة وإعطاء الفرصة لأعداء الوطن.
ما أريد أن أصل إليه، هو أن للدولة ومؤسساتها والفريق الحكومي اعتبارات دقيقة في القرارات التي تتخذها في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكل شيء، ويجب أن نتفهم ذلك كمواطنين، ومن المؤكد ان هذه الاعتبارات في النهاية هي لصالح المواطن، ولا ننسى إن الاقتصاد السوري قد تعرض لصدمات كبيرة خلال عشر سنوات من حرب ظالمة متعددة الوجوه. وبفعل تبعات الحرب والعقوبات الظالمة أضحى الكثير من السوريين تحت خط الفقر، واختلفت ظروف الحياة، فالحرب لها دورها القذر، ولا يعني أننا ننكر دور الفساد وبعض القرارات غير المدروسة التي لا تشكل”قاعدة”.
ختاما أقول: إن لكل مرحلة ظروفها وقراراتها الاقتصادية، ولا يجب بأي حال من الأحوال أن نقف دوما في موقف سلبي تجاه القرارات الحكومية، لأن هذه السلبية التي تحولت لعادة غير محببة ستدعم مواقف المأجورين والخونة الذين يريدون النيل من هيبة الدولة.
لنشارك في اتخاذ القرار عبر تقديم الحلول والمقترحات الاقتصادية، والعمل والإنتاج، ولا ننسى الدور الإعلامي في تقديم هذه الحلول، وبدلا من الجدال العقيم على صفحات التواصل الاجتماعي، علينا ان نكون أعضاء فاعلين في دعم القرار، من خلال النقد البناء والحلول الصحيحة، ولكل منا دوره، فالوطن يستحق منا الكثير، ولنكن على مستوى التحديات.

#سفيربرس _ بقلم  : د. عدي سلطان
إعلامي وباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية
دمشق 17-8-2021

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *