إعلان
إعلان

أفكار مبعثرة ..بقلم : لانا هلال

#سفيربرس

إعلان

ليلةٌ طويل ..ثقيلة ..مخيفة وباردة ..
ذهب سواد الليل وحل مكانه نوراً أضاء الدنيا وأنا ما زلت مستقيظة منتظرة أن يأتي دور قلبي ..فكلّ مرة انخذلت بها حُفرت في قلبي على شكل ندبة سوداء حتى تمكن الحزن والسواد مني..
….
فوضى عارمة ..ضجيج داخلي ..أفكارٌ وأسئلة مبعثرة هنا وهناك ..كيف لهذا العقل تحمل كل هذا ..
مرّت الساعات طويلة كأنها أعوام ..تناولت عشرة أكواب من القهوة التي أكره مرارتها ..لكنني وللمرة الأولى تقبلتها ..
أظنها ليست أكثر مرارة من هذه الليلة ..
بكيت كلّي ..كأنني أذوب دفعةً واحدة ..
لم تَزُر الراحة قلبي بعد..
..قمت بتسريح شعري بعدد خصلات شعرك التي أحب ..
استذكرت ليلتنا الأولى ..مراقبة النجوم والقمر ..
أين قبّلتني ..أين كان لقاؤنا الأول ..أين وعدتني وأين ودعتني ..
كلّ هذا وهذه الليلة اللعينة لم تنتهي ..
تصفحت هاتفي ..عدد مكالماتنا هائل ..لا يُعد ..هي كثيرة ..ومؤلمة بقدر كثرتها ..القمر في الصورة الأولى التي التقطتها في مشوارنا الأول ..الصورة الأولى التي جمعتنا في ساعة متأخرة ..
أين جلسنا وعن ماذا تحدثنا ..كان السيناريو هذا يُعاد بأصغر تفاصيله ..منذ اللحظة الأولى حتى اللحظة الأخيرة ..ومع ذلك ما زال عقلي مستقيظ ..لديه مخزونٌ هائل من ذكرياتٍ جمعتنا رغم أن تعارفنا لم يصل للأربعة شهور حتى ..
وضعت هاتفي بعيداً ..وذهبت للمرآة ..
إنها الرابعة صباحاً ..يكفيني حزناً الآن ..قررت غسل وجهي والتوجه إلى النوم الذي قلت لك أنني سأفعله مرتين ..لكنني وفي هذه الليلة تحديداً لم أنم قط ..
أتصدق؟
حتى وجهي يذكرني بك ..
وما زال الإستغراب متربعٌ وسط فوضى عقلي ..
كيف تمكنت من إحتلالي في هذه المدة القصيرة؟
لم أقوى على امتلاك نفسي ..عدت للبكاء وكأن روحي تنزف ..
كم تباهيت بك؟

أصبحت الرابعة وعشر دقائق ..
ظننتها أصبحت السادسة ..
كنت أشعر في الدقيقة الواحدة أنها عام ..
أيعقل أنني أتألم في كلّ دقيقة عن عامٍ كامل؟
كنت كلما توقفت عن البكاء لحظات ..قاطعت تفكيري ذكرى بيننا ..كأنها تنادي تلك الدمعة التي قررت حبسها داخل عيني وابتلاعها ..
….
من أنا لك؟
كيف استطعت النوم؟
ألم تحزن على فراقي؟
أكان في هذه السهولة؟
لنفرض أنه نعم.. سهلاً عليك ..
ألم تعتاد وجودي كما اعتدت وجودك؟
الاعتياد أصعب من الحب يا سكرة قلبي..
بكائي الآن ليس لأنني أحبك فقط ..بل اعتدت وجودك ..
من سيرافق تفاصيل أيامي الآن؟
..
كان كلما راودني هذا السؤال أعود للبكاء وكأننا انفصلنا الآن ..
انفصلنا؟
هل انفصلت عن روحي؟
..
كيف سأمشي الطريق بعيدةً عنك؟
كيف سأعود إلى كل شيء لمسناه معاً؟
أظنك دفعتني إلى غربةٍ سأُضيع روحي فيها

أصبحت الخامسة ..
وجرح قلبي ما زال ينزف ..
ألم تفكر كم سيكون سقوطنا كارثياً بعد أن وصلنا إلى هذا العلو؟

أما الآن فالهواء خارج حدود غرفتي ..قادرٌ على إقتلاع شجرةٍ من جذورها بسهولةٍ تامة ..
لكنه لم يستطع أن ينتزعك مني ..ولم يستطع اخماد حريقي ..إنني احترق من الداخل في الكامل ..
سترافقني أنت وذكرياتك وكلماتك دائماً
……
الآن سأبدأ يومي الأول الفارغ منك ..والمليء بحزنٍ لا يمكن لعقلك أن يتخيله ..
بعد هذه الليلة ..بعد ما قمت بتوثيق هزيمتي ..💔

#سفيربرس _ بقلم  : لانا هلال

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *