إعلان
إعلان

الاكتئاب الموسمي _ بقلم : الدكتورة: غالية اسعيّد

# سفيربرس

إعلان

سماء ملبدة بالغيوم، وأوراق شجر متساقطة، وساعات نهار قصيرة يرافقها غياب شمس مبكر ….
كلها مواصفات قد تجدها في حديث بعضنا في هذه الأيام من كل سنة، تراه يصف ذاته بالملل والضيق وعدم الراحة النفسية، وقد ينهي حديثه بكلمة (ما بعرف شو عم يصير معي بس مالي رايق أبداً ومتدايق) …
دعني أساعدك عزيزي في تسمية ما تمر به في مثل هذا الوقت سنوياً، إنها الاضطرابات العاطفية الموسمية أو الاكتئاب الموسمي ف
ما هو الاكتئاب الموسمي؟
الاكتئاب الموسمي أو ما يطلق عليه أيضا الاضطراب العاطفي الموسمي Seasonal Affective Disorder، هو أحد الاضطرابات النفسية التي تحدث لبعض الناس في نفس التوقيت من العام خاصة مع تغيير الفصول الأربعة المناخية، ترافق أعراضاُ جسدية مزعجة.
لا تقتصر أنواع الاكتئاب الموسمي على فصل الخريف فقط، بل من الممكن أن يحدث في أي فصل من السنة.
أتوقع أن هناك سؤال يراودك عن أسباب الإصابة بالاكتئاب الموسمي.
قد تتساءل ما الذي يجعل أحدنا يشعر بالحزن بدخول فصل الخريف خصيصا أو أحد الفصول السنوية الأخرى، وفي الواقع دعني أخبرك أن السبب الأساسي ما زال غير معلوم إلى الآن، ولكن توجد بعض النظريات والتفسيرات التي ربما تبرر لنا هذا الأمر.
منها ارتباط الاكتئاب الموسمي بأشعة الشمس:
فأكثر مصابي هذا النوع من الاكتئاب هم الذين يسكنون في البلاد الباردة بالأساس، وحلول فصل الشتاء يعني بالنسبة لهم اختفاء أشعة الشمس وقدوم الغيوم، والذي يتبعه بالضرورة تغير في الساعة البيولوجية واضطراب دورة الاستيقاظ والنوم، وبالفعل يوجد دليل قوي على صحة هذه النظرية.
ومنها أيضاً ارتباط الاكتئاب الموسمي ببعض الناقلات العصبية في الدماغ:
تشير بعض الدراسات إلى أن نشاط النواقل العصبية يقل في الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي، ويقال إن أشعة الشمس قد تصحح ضعف نشاط النواقل العصبية عند هؤلاء الأشخاص.
وقد يكون الاختلال الهرموني ضمن قائمة
فالميلاتونين هو أحد المركبات الكيميائية في الدماغ والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاُ بنمط النوم والاستيقاظ، وعدم التعرض لأشعة الشمس يحفز إنتاج الميلاتونين الذي بدوره يؤدي إلى الإصابة ببعض الأعراض المرتبطة بحلول فصل الشتاء مثل الرغبة الدائمة في النوم.
وأما عن أعراض الاكتئاب الموسمي:
يمكنك أن تستنتج أعراض هذا النوع من الاضطرابات النفسية من مسماه، فالمصابون به يعانون أثناء اختلاف المواسم المناخية من الأعراض الشائعة والمعلومة عن الاكتئاب مثل:

الحزن الجارف.
الارتباك الشديد.
الانزعاج العصبي.
فقدان الشغف للقيام بالأنشطة اليومية.
عدم الاستمتاع بالأشياء أو الأنشطة التي اعتاد الشخص على الاستمتاع بها.
الانسحاب من بين العائلة والأصدقاء.
الشعور الدائم بالتعب والإرهاق المستمر.
اضطراب النوم.
اضطراب الشهية.
عدم القدرة على التركيز وضعف القدرات الإدراكية.
بعد ما وصلنا به من معرفة أسباب وأعراض الاكتئاب الموسمي ، أتوقع أنك في صدد السؤال عن علاج تلك الحالات وطرق التعامل معها ، من المؤكد أن العلم والطب لم يترك أي شيء ولم يحاول فهمه ومعالجته ، وقد تصدرت أكثر الدراسات النفسية إلى عدة طرق للتعامل مع هذا الاكتئاب ، من بعضها العلاج بالضوء بمحاولة تعويض نقص أشعة الشمس الغائبة ، كالجلوس والتواجد في الأماكن التي فيها المصابيح التي تعطي ضوء ساطعاُ للغاية لمدة لا تقل عن ثلاث ساعة يومياُ، ويفضل الاستمرار على العلاج الضوئي في خلال جميع شهور الشتاء على الرغم من الكثير من المرضى يتحسنون كثيراً بالعلاج الضوئي بعد أسبوعين من البدء فيه خوفاُ من عودة الأعراض المرضية مرة أخرى والانتكاس بعد التحسن .
ولا ننسى أحقية العلاج السلوكي المعرفي من قبل المختصين به لتحسين الحالة النفسية، وفي حال زيادة الأعراض وعدم القدرة على السيطرة عليها قد يضطر العلاج الدوائي إلى التدخل وطبعاُ تحت إشراف طبيب نفسي مختص به حصراً.
إليك أهم الأسئلة الشائعة التي تدور بين أذهان الكثير:
قد يتبادر إلى ذهنك العديد من الأسئلة حول الاكتئاب الموسمي وأسبابه وكيفية الوقاية منه، فعلى الرغم من أن الكثير من الناس قد ينتظرون فصل الشتاء وحلوله، إلا أنه قد يصيب آخرين باكتئاب وتغيرات مزاجية، لنستعرض سويا أبرز الأسئلة الشائعة عن الاكتئاب الموسمي:
ما هي أدوية علاج الاكتئاب الموسمي؟
قد توصف مضادات الاكتئاب خاصة مضادات امتصاص السيروتونين الانتقائية في علاج الاكتئاب الموسمي وأعراضه
ما هي مدة علاج الاكتئاب الموسمي؟
بالطبع تختلف المدة العلاجية باختلاف شدة الأعراض التي يقاسيها المريض ووجود أي اضطراب نفسي أو سلوكي آخر، ولكن في الواقع قد يأخذ العلاج بالضوء مدة تتراوح إلى أسبوعين لتحسين الأعراض التي يشعر بها المريض، ولكن يفضل الاستمرار على العلاج طيلة فصل الشتاء.
هل يمكن الوقاية من الاكتئاب الموسمي؟
بالطبع تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات وممارسة الرياضة والاشتراك في الأنشطة الاجتماعية من الممكن أن يمنعك من الإصابة بأعراض الاكتئاب الموسمي إلى حد كبير

# سفيربرس _ بقلم : الدكتورة: غالية اسعيّد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *