كتبت لينا هويان الحسن : صباحات شهية

الحياة: لذة، اشتهاء، عشق، أكل، التهام، قهوة، نافذة مفتوحة على كل الاحتمالات، باب “لعوب” موارب، صوت فيروز، طعام دون دايت، زيت زيتون، خبز، بطاطا مقلية، ضحك، كنافة، الحياة أن تكون دسمة كسمن عربي، الحياة أن لا تصادق أحدا يحتفظ بالميزان أسفل سريره، الحياة أن تصاحب من يتذكرون الأشياء الجميلة التي قدمتها لهم الحياة، اولئك الذين يرقصون ويضحكون ويسبحون، ويمزحون ويأكلون بشهية عالية.. يشاكسون. .
ويطربون لأم كلثوم وهي تصدح بأغنية “الحب كلّه”، الأحرار الشجعان الذين يتبعون شغفهم ويستمعون لأصوات قلوبهم، الذين يدللونك إلى حد إفسادك، لن تكون “مطمئن القلب” بينما أنت محاط بالقلقين المتذمرين المتعفنين، يمكنك أن تعيش في “جنّة” من خلقك أنت اذا ما انتقيت الصحبة السليمة، نعم، نعم الحياة هي أن ترمي التلفزيون خارج بيتك وتتجاهل نشرات الأخبار التي تلفق الأخبار أكثر مما تنقلها، نعم هنالك موت ودبابات وغازات سامة، وقنابل ذرية، وموت نووي، وسجون، وموت معنوي، والعالم سوق نخاسة مفتوح. . و يارب سترك، المهم: اهرب، اقفز صوب الضفة الآمنة، وكن المحظوظ الذي نجا لأنه أحبّ نفسه، كلما زاد حبك لذاتك أحبّك الآخرون.
اذا لم يبزغ ذلك الصبح الذي تعرف فيه أن “الرضا” هو ذكاء وفنّ ولغة وأرض صلبة، فأنت نائم، نائم، نائم. .

‏⁧#سفيربرس _ بقلم: الروائية لينا هويان الحسن⁩