إعلان
إعلان

العزلة الاجتماعية.. _ بقلم:  د. غالية اسعيد

#سفيربرس

إعلان

مشاعر مختلطة ما بين القبول والالقبول، أحاسيس صامتة ال مخرجات لديها سوى الصمت ومحاوالت الحث على االبتعاد وترك كل ما حولك، قد تختلف
تسمية هذه الحاالت من مكان إلى آخر ومن مجتمع إلى غيره فهناك من يطلق على أجوائه الراحة النفسية، ومن يسميها هداوة البال، ومن تسارع إلى
تسميتها بالغنيمة مقتضياً بمقولة البعد عن الناس غنيمة …
في تسميتهم األخيرة أظن ان فيها من الصحة والقوة الكثير، والعمل بها في فترة واآلخرة ال يضر أبداً على العكس قد تكون الفاصل المنشط في مسير
حياتنا.
ولكن تدق نواقيس الخطر وتأتيك الخطورة عندما يكون البعد والعزلة قد أصبحا أساس حياتنا، وأصبحنا أشخاص ال تعرف النور وال تستطيع التعامل أبداً مع
أي أحد خارج البيت، هنا لم تعد هذه الوصفة غنيمة أبداً، بل أصبحت نقمة مرعبة قد تفتح لنا بوابة مخيفة من المطبات النفسية والمعاناة منها، أحدثك اآلن
ياعزيزي عن العزلة االجتماعية وأتوقع أن الكثير منا قد مر بها في فترة من فترات حياته أو هو ضحية لشباكها اآلن، فما هي العزلة االجتماعية وكيف تبدأ
وما هو الفرق بينها وبين الوحدة رافقني لنتعرف أكثر …
تعرفت العزلة االجتماعية: على أنها تجربة شعورية سيئة مرافقة لمشاعر غير راضية بغياب العالقات االجتماعية وعدم القدرة على التواصل مع اآلخرين،
وهي تختلف عن الشعور بالوحدة، فالعزلة االجتماعية تشير إلى قلة أو ندرة االتصاالت االجتماعية التي يتمتع بها المرء، وافتقاره إلى مهارات التواصل مع
اآلخرين، وتكوين صداقات جديدة.
بينما الوحدة هي ذلك الشعور المؤلم الذي يغمر اإلنسان الذي يبتعد عن اآلخرين، وينعزل عنهم وليس بالضرورة أن تشعر بالوحدة بسبب العزلة
االجتماعية، فهناك كثيرون يشعرون بالوحدة رغم تواجدهم بين اآلخرين.
قد يختار بعض األشخاص العزلة واالبتعاد عن اآلخرين، فهم يفضلون قضاء الوقت بمفردهم، لكن هناك من فرضت عليهم العزلة إثر وفاة أحد المقربين، أو
االنتقال بعيداً عن األهل واألصدقاء، وهؤالء األشخاص هم أكثر عرضة للشعور بالوحدة واأللم النفسي.
ليست العزلة االجتماعية حالة مرضية بحد ذاتها، ولكنها قد تكون أحد األعراض التي تشير إلى اإلصابة بأحد األمراض العقلية، مثل: االكتئاب، أو القلق
االجتماعي، أو الرهاب.
وأظهرت دراسة أميركية جديدة أن العزلة وال سيما لدى كبار السن مضرة بالصحة، وقد تزيد احتمال الوفاة المبكرة بنسبة 14 بالمئة وأشارت نتائجها إلى
أن مخاطر العزلة االجتماعية معروفة منذ فترة طويلة، إال أن انعكاساتها الجسدية المضرة لم تكشفت حتى اآلن، بحسب ما أوضح الباحثون.
وكشف الباحثون آليات تأثير هذه الظاهرة على مستوى الخاليا، بعد دراسة أداء بعض جينات خاليا النظام المناعي التي تحمي الجسم من البكتيريا
والفيروسات، حيث حددوا وجود رابط بين العزلة وازدياد الجينات المسؤولة عن اإلصابة بااللتهابات، فضال عن تراجع في الدور الذي يلعبه الجسم في
محاربة الفيروسات، ومن ثم تسمح العزلة بتوقف نشاط هذه الجينات المختلفة لمدة عام.
ويبدو أن ثمة رابطاً مباشراً بين أداء هذه الجينات التي تحفز الكريات البيضاء والعزلة، ما يجعل األشخاص الذين يعيشون في عزلة يعانون من نظام مناعي
أضعف ويصابون بأمراض أكثر من األشخاص اآلخرين.
وقال د. جون كاسيوبو، عالم النفس بجامعة شيكاغو، وأحد المشاركين في الدراسة إنه تبين أن أخطار العزلة على الصحة ليست أقل من أخطار التدخين،
فتأثير العزلة يشبه تأثير تدخين 15 سيجارة في اليوم. وضرر العزلة يساوي الضرر الناجم عن تعاطي الكحوليات بشكل يومي.
وتشير اإلحصائيات إلى أن ما يقرب من 16 بالمئة من البشر يصابون في فترة من فترات حياتهم بالعزلة واالكتئاب المرضي. وهو ما يمكن ترجمته إلى
عشرات الماليين من البشر المصابين بالعزلة، حيث تصل النسبة في الواليات المتحدة إلى 5.6 بالمئة من النساء، و3.3 بالمئة من الرجال، وفي كندا هناك
5 بالمئة من السكان يعانون من العزلة واالكتئاب المرضي. وفي بريطانيا يصاب شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص بالعزلة في مرحلة ما من حياته،
بينما تتراجع النسبة إلى أقل من 2 بالمئة في الدول العربية.
من المهم جداً ذكر أسباب العزلة االجتماعية ولماذا أوصلتنا إلى هنا، فمن أهم أسبابها
 اإلعاقة الجسدية والشعور بالخجل من المظهر الخارجي وبعض المشكالت الصحية مثل: اضطرابات األكل.
 البطالة، والشعور بعدم تقدير الذات.
 الفجيعة لوفاة أحد المقربين.
 االنتقال بعيداً عن األهل واألصدقاء.
 العنف المنزلي.
 الظروف االقتصادية.
 انتشار األوبئة.

#سفيربرس _ بقلم:  د. غالية اسعيد 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *