المُدلَّلون والمُهمَّشون.وحكومة آخر النهار.. بقلم: محمد فياض
#سفيربرس

بُحَّ صوتنا.ونحن نزعق في صحراء طناشكم أن ثمة فرق كبير بين معدل النمو الإقتصادي.ومعدل التنمية الإقتصادية. لعشرات السنين مضت ونظام الحكم في بلادي لايقيم وزناً لعقولنا ويصمم على وصمِنا بفاقدي الأهلية وفي أحسن تقدير بناقصيها.
نعرف أن النبش في الجراح ربما يزيدنا وجعاً ..ونزفاً.لكننا نثق في قدرة شعبنا على الصمود والتحدي.
نعرف ويعرف النظام أن حالة من الرضا تكفي لتحصين السلام الإجتماعي في مواجهة الإجراءات الشاملة العنيفة باتت والعدم سواء.ويخطيء من يعتقد أن شعبنا العظيم قانع وقابل ومتلقي بلطف لما يحدث معه كل صباح..لكن حقيقة الأمر تدعونا جميعاً إلى مراجعة ملف يناير 77 و 2011 ويونية 67 و 2013 . لاتنفع قاعدة ( السكوت علامة الرضا) .وقد لطمت أجهزة الاستخبارات العالمية خدودها وهي تنتظر خروج هذا الشعب لجهة تحقيق الغايات الكبرى للأجنبي..وقد راهنوا على النتيجة _ التي لم تحدث _ وقد وضعوا لها كل الأسباب التي تحمل إليها..حتى أعلنوا في عواصمهم موت المصريين وهم _ أعداؤنا _ قد أفسدوا بنيتنا البنيوية في التعليم والصحة والزراعة والصناعة لهدف وضع مصر في الزاوية.لكن الشعب العظيم ودونما أي حسابات يخرج منطلقاً من الراكم الوعيوي الحضاري..وليس من الراكم الثقافي.
ومنذ فجر التاريخ لايوجد ترمومتر يقيس درجة غليان وقنوط الشعوب ضد حكامها.تتعمد الأنظمة إخراجه من الحسابات..نعتقد جميعاً ونحن ننظر هناك إلى بنك النقد الدولي وروشتة العلاج _ التدمير الشامل _ التي يقدمها شرطاً لطلب الدولة الحصول على القروض..متناسين أن البنك الدولي والصندوق يقايض السياسة بالنقود. وأن السيد جوزيف ستجلتز وهو أحد أهم المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض وقد عمل لسنوات في مجلس صندوق النقد وانتهى إلى أن القروض المشروطة بالاجراءات الإقتصادية مدمرة وتدفع الدول إلى إنتاج التخلف والإنهيارات المجتمعية وقد سرد الكثير من الوقائع التي تؤيد إستنتاجاته في كتابه ( ضحايا العولمة) .وتبارك الحكومات روشتة إسقاط مجتمعاتها في الهوة السحيقة الفاصلة بين رجال المال والجسد الشعبي في الوطن..وهنا لا أقصد وطناً بإسمه..بل كل بلادنا.لايقلق الحكومات ناتج تدمير وتخريب مقدرات الشعوب التي تولت في غفلة من الزمن..أي زمن..مباشرة قواعد البطش تحت عناوين ممارسة السلطة.والأخيرة باسم الشعوب..لطالما تكسب الأنظمة رضا الفريقين في البيت الأبيض.. الجمهوري والديموقراطي بالقدر الداعم للبقاء في السلطة.ولاتنسى أنظمة الحكم أن تبشّر شعوبها كل صباح أننا قطعنا شوطاً في المأسوف عليها الديموقراطية_الديموقراطية ليست أشواط.إما هي وإما دونها _ وأن نسبة النمو الإقتصادي التي تحققت اليوم في خمسة دقائق قد فشلت في الدنو منها كافة الأنظمة التي تعاقبت على سدّات الحكم في بلادنا.ولايهم أبواق تلك الأنظمة أن تدّخر أي قدرٍ من الإحترام للعقول المزدحمة بها عواصمنا وأقاليمنا الكبرى والصغرى فتطربنا قبل الأكل وبعد الأكل بقصائد الفصل الأخير من العبقرية الكونية التي تقود مصالح الشعوب وتسهر على التخطيط الإستراتيجي والتنفيذ الجبري بنعومة الحرير لكل مصالح الشعوب العربية ولامانع من حشر مفردات الأمن القومي العربي والأمن الإقليمي وربما الأمن العالمي أيضاً..وأن الرئيس أو الملك أو السلطان..وولاة العهود يرهقون أنفسهم من أجل تحسين مستوى الرفاهية للشعب..الهاجع والناجع والنايم على صرصور ودنه ..ولاتنسى أبواق إعلام المجاهدين في قصور الحكم والممالك أن تعاير شعوبها وتدعوهم التهجد ٱناء الليل وأطراف النهار _ وتبوس إيديها وش وضهر _ أن ثلة من الملائكة الأبرار وقد قبلوا تحمُّل المسؤولية عنا..
مغالطات كثيرة مؤجَّل دائما منذ عشرات السنين فتح ملفاتها بجرأة والتعامل الوطني معها..
ففي تاريخنا المتخم بالإنتصارات والإنكسارات مرت على بلداننا تجربة الناصرية.والتي في حقيقتها لم تكن من إبداعات عبد الناصر بقدر ما كانت إنصياعاً رسمياً وإستجابةً من جمال عبد الناصر لعبقرية المكان ووعي الإمساك بمفاتيح القوة الكامنة والمتفجرة عنفواناً والهادرة بشلالاتها في الإقتصاد والسياسة وكافة عناصر التربة المصرية ونداءاتها المدوية الجاذبة.وصيانة وعيها بجرأة وشجاعة الإستعداد لدفع الإستحقاقات المطلوبة..حتى جاءت سياسة الكامب وتوابعها على كل مفردات بلادنا من الإستسلام. الخضوع والخنوع للأجنبي.والذي غيّر وطوّر هو الٱخر من أدواته مستفيداً من مصر عندما تمارس دورها المنوط بها وتتحمل مسؤولياتها.
بسبب غياب الديمقراطية في بلداننا يحدث مايحدث..تتغير المفاهيم والمصطلحات.تتصارع التشابكات الفاسدة في بلداننا لجر المجتمعات إلى مستنقعات التشرزم
لإنتاج المزيد من الثالوث القاتل. الفقر والمرض والجهل .
يقلقني جدآ رؤية أفراد من شعبنا العربي في مصر يمارس بسياط الجهل..بوعي أو بدون.جلد شعبنا الطيب الذي تضج مضاجعه قسوة الإحتياج لعلبة الدواء أو تكاليف المعيشة الصعبة.وهذه الأفراد تُصدّر لمصر الأبية خناقات اللحاق بحجز فيلات بمبالغ وصلت إلى 115 مليون جنيه.
كنت أعتقد أن ثمة مراجعة لدى رأس النظام سوف تحدث.أو أن إجراءاً حكومياً سوف يكون..أيها السادة لاتعايرون المصريين بفقرهم.وليخرج أطهركم ليعلن على رؤوس الأشهاد طرائقه في جمع هذه الثروة الفاحشة المؤذية إجتماعاً.لنصفق له.
لاتقلقني النتائج التي وصلنا إليها..ولا الشخوص أو حتى الأسماء التي حاذت ثروة الشعب.لسبب أن مصر قادرة على هضم كل ذلك مع الوقت وإن خرجت ثرواتها وتم تهريبها فمصرنا عبقرية في إعادة دورة الإنتاج في أزمنة أخرى لشخوص مغايرة تنتصر للكفاية والعدل.
لكن مايقلقني هي النظرة الدونية للشعوب.لا في مصر وحسب بل في بلادنا كلها.لاتقيم الأنظمة الحاكمة..الرؤساء والملوك والأمراء والسلاطين ثمة وزن للشعوب..لا في النظم الإستبدادية أو المدعية ديمقراطياً ودون أن تضع مذكرة واحدة بدفاعها أمام الشعب السيد والقاضي في مظلمته.
ويزعجنا أن الحكام لايُغيّرون من طريقتهم الخاصة بالتعامل مع الشعوب..لاتقيم لهم وزناً في أي وقت ويصممون على الخروج أمام الشعب في المناسبات وما أكثرها ليمسحون قبح سياساتهم بمنشفة الديموقراطية ذات مساء..
ويزعجنا وينبغي أن يزعج الحكام معنا أن أنظمة الحكم تتذكر فجأة وبدهشة أن هناك شعب ويجب أن نستدعيه ببسالة ليمارس ديموقراطية الخمس دقائق في الإنتخابات العامة..ثم ليذهب الشعب إلى جحيم الحكام وشرازم السماسرة وتجار الوطنية وحتى تأتي الإنتخابات التالية.
تمارس الحكومات البطش والتنكيل بمقدرات شعوبها والإستعلاء والتجبر عليهم خمس سنوات إلا خمس دقائق..لترى الشعوب حكومة حريرية لطيفة تغدق من سعتها على الشعب كراتين المواد التموينية..ويتم إعلان النتيجة في مراسم العرس الوطني والقومي..وينفض المولد.. تمارس الحكومات كل صنوف التعذيب الإجتماعي والإقتصادي طول اليوم..وتتذكر فجأة أن الشعب هو السيد..في ٱخر النهار.
# سفيربرس _بقلم: محمد فياض