سَلَامَاً دِمَشقُ ..بقلم : د. منصور جاسم الشاميي
#سفيربرس _ الإمارات العربية المتحدة

طُرُقَاتُ دِمشْقَ
مَلَائِكُ حَنونةٌ تَسِيرُ تَبْحَثُ عَنْ قُلُوبِ الرَّاحِلِينَ/
البَاكِيْنَ/
ذَهَبتُمْ بَاكِرَاً
هلْ تَسْمَعُون؟
تَعَالُوا؛ يا رَاحَةَ اليَدِ مِنْ كُلِّ وَدَاعٍ صَوْبَ عَرَبيٍّ عَذبٍ صَامِتٍ عَابِرٍ يَهِيْمُ بَينَ أُغْنِيَاتِهِ
بَيْنَ بُيُوتِكُمْ يَسْتَرْجِعُ ظِلَالَهُ/
ويَرْفَعُ اللَيْلُ عَالِيَاً
لِرَفِيْقَةِ الوَقتِ الدَّقِيقِ/
الفَاتِنَةِ اللامِعَةِ العَطُوف/
تُطِيْلُ المُكُوثَ على الشُّرُفَاتِ المُتعَبةِ/ تَرْنُو إلى الطَّريقِ المَفْقُودِ/
سَاهِرةً كَشَجَرَةٍ/
تَجْمَعُ الفُصُولَ والشَّظَايَا/ تَنتَظِرُ عِندَ أَخْشَابِ الشِّتَاءِ المُحْترِقَةِ/ تَرسُمُ خَارِطَةَ الرِّيحِ/ تَقيْسُ المَسَافَاتِ بَالحُبِّ والمَاءِ/ تُخبّئُ الرَّايَاتِ فِي جُذُوعِ الأَشْجَارِ/ تَضَعُ التَّفَاصِيلَ/
فَيْضُ الأحِبَّةِ قَادِمٌ، _
لا تَقْلَقُوا !
هَكَذَا، تَقُولُ؛
تَتَذكَّرُ الأَمَلَ العَرَبيَّ حِينَ يَفْتُكُ بالرَّمَادِ/
تُحسِنُ الفَرحَ بين الصَّواعقِ/
رُجِّيْ يا دمشقُ الكونَ الغَاضبَ/
رُجِّيْ الوُجودَ المائلَ/
يا بلاداً من نَوافذَ تعزِفُ الكَمانَ/
تَحمِلِينَ مَفاتِيحَ العَالَمِ وَلديْكِ سِرُّ الأشْيَاءِ/
لَم تَكُونِي يَومَاً لا مُبالِيَة
أو شَوَّهَكِ الغِيابُ
أنا الُمندهِشُ مِن فُؤادِكِ الحَزِينِ المَشْدُودِ على الجِرَاحِ/
كيْفَ يَفْرَحُ أكْثَر مِنَّا
يَنْدَى/
يتَعطَّرُ/
ويَطوي العَذابَ/
يُعطي الشَّهدَ واليَقطِينَ
إلى الحدِّ الذي ظَنَنَّا
أنَّ الأنبياء صفَّاً صَفَّاً/
تقَاطَرُوا مِن كُلّ سَمَاءٍ وغَيمٍ وَحَدْبٍ/ يَتهامسُونَ/
عن رَسْمُكِ الفتح
ورباطكِ السكون/
عَبَرُوا
صَلُّوا
صَامُوا
وسَكَبُوا شَوْقَاً/
لَمْ يَرْحَلُوا، هَذه المرَّة،
عندَ كلّ زاويةٍ نَبيٌّ
وعندَ كلّ بستانٍ شاعرٌ
والأرضُ الوادعةُ تشتعلُ/
والعَتباتُ مشاعِر
والدُّنيا واقفةٌ/
والتُّراب جمرٌ
والدَّم يتراكضُ/
مرَّت عرباتُك بالحبّ مُحملةً، كجميلةٍ تتعاهدُ وِشاحَها، من يجرُؤ على النَّظر غيرُ فَارس السُّطوعُ الشَفيفُ المغْسُولُ بالرَّحماتِ، يحمِلُ دَمَهُ، والقَصيدَ/
سُرعان ما تقدَّم بين الطّينِ والأحجارِ والأمطارِ/
إِعصارٌ/
جاءكِ صُبحاً
دخلكِ ظهراً
نادمكِ عصراً
يا زاخِرَةً بالعَصرِ التَّليدِ/
لمنْ هَذا القمرُ يُضِيءُ عِندَ منارتِكِ الشَّرقيَّةِ
الأفقُ مبتسمٌ
والشُّمُوعُ مُطفأةٌ
والحِجْرةُ السَّماويَّةُ محتفيَةٌ/
والسَّلالِمُ منصوبةٌ/
والفضاءُ مسلَّحٌ
والقوس مشدودٌ في الذُّرا العالية/
والنَّصرُ ماءٌ منهمرٌ/ من جسدكِ البقاءُ/
أين يومُكِ الأوَّلُ حتى يكون لك يومٌ أخيرُ/
يا دمشقُ
لا آَخِرَ لكِ/
سلامٌ عليكِ.
# سفيربرس بقلم: د. منصور جاسم الشامسي
شاعر
الإمارات العربية المتحدة