إعلان
إعلان

الناس عند ارتكاب الخطأ.. بقلم: محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

يقول صلى الله عليه وسلم: “كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون”.

ارتكاب الخطأ فعل بشري طبيعي، ولا يوجد إنسان لا يخطئ، فالخطأ دلالة على ضعف الإنسان وعدم كماله، إذ إن الكمال لله وحده. كما أن الأخطاء هي نتيجة محاولات البشر في إتمام الأعمال أو اكتشاف الأشياء أو تعلم المهارات أو حتى أثناء التعاملات اليومية مع الآخرين.

إن التجارب والخبرات السابقة أفرزت قوانين وتعليمات مكّنت الإنسان من التعلم من الخطأ كيلا يكرر ذات الخطأ مرتين، وهي نفسها التي أفرزت مقولات مثل “الشقي يتعلم من أخطائه والسعيد من يتعلم من أخطاء الآخرين”. النتيجة أن الخطأ أمر حتمي الحدوث من أجل تعلم الدروس من جهة، ومن أجل الإقرار بضعف الإنسان وعدم كماله من جهة أخرى.

الخطأ هو المعلم الأكبر للإنسان، فلولا الخطأ لما تراكمت الخبرات ولما صُقلت المهارات ولما حصل التطور البشري الهائل الذي نراه من حولنا؛ إلا أن هذا كله لا يتم إلا من خلال الإقرار بحصول الخطأ من أجل البدء بمرحلة التعديل، لأن عدم الاعتراف بوجود الخلل لا يفضي إلى خير.

ينقسم الناس عند ارتكاب الخطأ إلى أربعة أصناف:

١- الشجاع
وهو الذي يخطئ ويعترف بالخطأ ثم يعتذر ثم يبدأ بالتعديل من أجل إصلاح ما أفسده ارتكابه للخطأ، وهو شخص شجاع لأنه متصالح مع نفسه ولديه القدرة على مواجهة التبعات، كما أن هذا الموقف لا ينقص من قدره في شيء.

٢- المكابر
وهو الذي يخطئ ولا يعترف بالخطأ ولا يعتذر ولكنه يقوم بالتعديلات اللازمة نتيجة إحساسه بأنه ارتكب خطأ عليه أن يتداركه، وهذا النوع من الناس لديه كبرياء عال وأنا متضخمة ترفض الاعتراف بالنقص أو الضعف، لذا تجده يجهد نفسه في مرحلة التعديل وربما يكلفه التعديل أكثر بكثير مما لو اعترف بالخطأ.

٣- اللامبالي
وهو الذي يخطئ ويعترف بالخطأ ويعتذر ولكنه لا يقوم بالتعديل لتصحيح مساره، تماماً مثل المراهق الذي اعتاد على قول “آسف” عند حدوث الخلل ولكنه بسبب إهماله لا يقوم بالتصحيح اللازم لكي لا يقع في نفس الخطأ مرة ثانية.

٤- الجاهل
هو شخص لا يقر بخطئه نهائياً وبالتالي لا يعتذر وفي المحصلة لا يقوم بأي تعديلات من شأنها تحسين حياته وعلاقاته، فهو لا يرى أنه يخطئ أبداً؛ وإذا كان ذلك مقروناً بالعناد يصبح الأمر أكثر تعقيداً، لأنه سيبدأ بسوق الأعذار الواهية والمسوغات التي يحاول إقناع الآخرين بها بأنه ليس من ارتكب الخطأ.

لا أذيع سراً إذا قلت بأننا جميعاً مررنا بهذه المراحل، إذ لا يمكن أن نكون من الفئة الأولى (شجعاناً) طوال الوقت، ولكن يمكننا أن نقول بأننا جميعاً ذاهبون نحو التحلي بصفات الشجعان ونسعى إلى ذلك ما استطعنا إليه سبيلاً.

تصالح مع ذاتك وتقبّل فكرة أنك إنسان بخطئ ويصيب واعمل على التصحيح الدائم والتحسين المستمر، تصل إلى مستوى رفيع من النضج الوجداني.

#سفيربرس _ بقلم  : محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#الخطأ_طبع_بشري

https://vt.tiktok.com/ZS895WTbB/

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *