إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر : رد التحية

#سفير برس

إعلان

هذه المرة لم يعقب الكارثة صمت…!

بل اختفى الهدوء المتوقع بعد زلزال ضرب سورية بقسوة، لم يخفف وقعها سوى شهود إنسانيين لبوا النداء مباشرة، وانهالت المساعدات المتنوعة لتكتسح مشهد الخراب.

كأن الآلام الفردية انصهرت لتتسرب أملاً يخفف من وقع المأساة، شباب كبروا خلال السنوات الأخيرة وعاشوا ضمن أجواء صعبة…من مثلهم قادر على الشعور بألم الآخرين…؟

خلال وقت قصير توحدت الجهود وحاولت ترميم جراح المنكوبين، التخفيف عنهم، تلبية مطالبهم…

المشهد المطل على الخراب في بلدنا، قابله مشهد إنساني لا مثيل له، انزلاقنا من الحرب باتجاه كارثة طبيعية غير مصدقين حتى هذه اللحظات أننا عشناها، جعل الألم صاعقاً…

ما السر الذي جعلنا نعاني كل هذا الألم المعجون بدماء لا تنسى…؟

للحظات اجتاحنا شعور الأسى…

إلا أن كل تلك الأصوات الإنسانية التي انتفضت معاً، لتلبي نداءات المنكوبين، تحتار في كيفية إنقاذهم وتخفيف أوجاعهم، هي لهفة السوريين التي لم تخبو رغم كل المصاعب والمحن التي مرت عليهم طوال أكثر من اثني عشر عاماً.

الإنسانية التي طغت على المحنة تنوعت عطاياها، كأن الزلزال أتى ليزيل كل ما عانيناه سابقاً، ناقلاً إيانا إلى وجع أعمق وحد السوريين جميعاً، ليثبت السوريون أنه مهما تعاظمت المصائب عليهم إلا أن قلوبهم سرعان ما تغتسل لتنقض على وجع الآخر تحاصره…

لكن هل نكتفي بتكاتف الأهالي …؟

وهل بإمكانهم وحدهم إزالة كل هذه الأنقاض، ومعاينة المنكوبين…

لا شك أنها أولى الخطوات وأهمها، ولكن ألا يفترض بالجهات الرسمية رد التحية أيضاً، بتوحيد الجهود الرسمية مع المجتمعية في سبيل إنقاذ ضحايا الزلزال بشكل فعلي..

إن لم نفعل، فإن كل تلك الجهود الإنسانية تبق مجرد حالة آنية، بعدها يترك المنكوبين لقدرهم…!

#سفير برس-  بقلم : سعاد زاهر.

الملحق الثقافي – صحيفة الثورة 

 

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *