إعلان
إعلان

الشاعر فرحان الخطيب لسفيربرس : المبدع يقع في مطب الحيرة عندما يتجاهله النقاد

#سفيربرس _ حاوره ..زياد ميمان

إعلان

أن تجمع بين الشعر ومنحى اخر في الحياة وتبدع فأنت مخلص للقصيدة ومحب للحياة بكلها، هكذا يتجلى الأمر لدى مدير المركز الثقافي في أشرفية صحنايا بسوريا الشاعر فرحان الخطيب الذي التقته سفير برس للسفر معه في تفصيلات القصيدة وشوؤن العمل الثقافي، وكان هذا الحوار..

* نلاحظ الآن غياب لجمهور المراكز الثقافية في حين كانت سابقاً تكتظ بالحضور لأي نشاط كان.. كيف تفسر هذا الأمر؟
** الأمر واضح وجلي للمتابع للمراكز الثقافية من حيث عدد الحضور, المركز الثقافي سابقاً ربما كان المكان شبه الوحيد الذي يلتقي فيه المبدع بالملتقي ليحدث الحراك الثقافي بين سماع وحوار ودفء بالعلاقة, أما الآن فإن وجود وسائل الاتصال المتطورة والتي غزت كل بيت/ فضائيات, انترنيت, خليوي/ أبعدت الكثير من الناس عن الحضور ومشقة المسافات, وأضيف أن بعض المحاضرين والشعراء والأدباء لهم دور في ذلك كأن تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه.
* بعض الشعراء يتخذون من المراكز الثقافية منبراً لهم في حين تكون شهادات النقاد بتجربتهم أنها غير ناضجة فكيف يسمح لهم في ان يكونوا على تلك المنابر؟
** نهاية الجواب الأول هي المفتاح للجواب على هذا السؤال, ولأنني أدير مركزاً ثقافياً في أشرفية صحنايا أرى لزاماً علي أن أوضح الأمر, فبعض الشعراء طرحت أسماؤهم لدينا واستضفناهم مرَّة ولن نكرر الأمر لما سمعنا, والبعض الآخر نحن نلح عليهم مرة تلو المرة من أجل القدوم إلى المركز, ولكن هناك بعض الاستثناءات أو سمها التجريب لمن لم يسمح لهم بالصعود إلى المنبر, أي منبر ثقافي, أتعامل أنا مع هذه الحالة بأني أشجع وإذا لم أفعل وغيري لم يفعل فمن أي مكان يستطيع هذا المبتدئ أن ينطلق, وبناء عليه فقد قدم مركزنا الكثير من الشعراء والقاصين المبتدئين وأصبحوا فيما بعد أسماء معروفة في الوسط الأدبي, ومن يقرؤني الآن سيعرف نفسه, على كل حال يبقى المركز الثقافي منبراً جميلاً يحفل بالمبدعين ويقدمهم إلى رواده.
* انت شاعر ومكلف بإدارة مركز ثقافي.. كيف يمكن أن تستفيد من تجربتك الشعرية في تفعيل هذا المركز؟وماهو أهم نشاط قمت فيه في المركز ولاقى اعجاب الجمهور؟
** العمل في حقل الاختصاص نفسه أمر مهم ومحفز وفيه كثير من الجوانب الإيجابية, فـأنا شاعر ورئيس للمركز الثقافي, هذا يعني أن صلتي بالكثير من الشعراء والأدباء واضحة وعلى دراية شبه تامة بنتاجهم الشعري, والقصصي والنقدي والفكري وهذا ما يسمح لي بالانتقاء والاصطفاء والمقدرة أيضاً على التجريب باستضافة المواهب, حيث يمكننا كشف الدرجة المناسبة لهذه الموهبة, لذلك نقيم أحياناً المسابقات الأدبية /قصة ـ شعر ـ رسم/ حفلات موسيقية, في المركز, نستضيف أدباء يكتبون للأطفال ونستضيف الأطفال ليستمعوا لهم, إذن مركزنا متعدد النشاطات الأدبية, الفكرية.. العلمية.. الفلكية.. الاجتماعية, والشعبية أيضاً, وأذكر أن مركزنا لا يتسع عندما يقام نشاط غنائي شعبي, كالعزف على آلة الرباب بروح الشباب, أو رائد الفضاء محمد فارس, أو حضور نتائج مسابقة ما..
* قال البعض أن اتحاد الكتاب العرب لم يعد له الدور الكبير في التأثير كما كان سابقاً.. كيف يمكن اعادة هذا الدور إلى تلك المؤسسة التي تنتمي إليها الكثير من الشخصيات الأدبية والفكرية؟
** اتحاد الكتاب العرب مؤسسة فكرية أدبية اسمها يدل عليها, وعندما أسس الاتحاد على يد نخبة من المبدعين عام 1969 تميز بالحضور والإغناء وتفعيل الحركة الثقافية, ولا زال الاتحاد يبذل جهداً في كل الفروع في المحافظات لكي يستعيد هذا الدور من خلال إقامة نشاطاته الدورية ولكل الجمعيات الموجودة فيه, ولكن الحالة الثقافية بشكل عام كما بدأنا الحديث عن المراكز الثقافية تنطبق بالقول على الاتحاد, فأنا عضو في الاتحاد ولكني كغيري لا أجد الوقت الكافي لمتابعة كل نشاطات الاتحاد أو حضور اجتماعاته بشكل دوري على الرغم من أن وجود الأديب فيه يمنحه الثقة بنفسه وبقدرته إلى التواصل مع الآخرين في كل مكان يوجد فيه, مستنداً على هذه المكانة التي يحتلها, وأنا هنا أذكر أن ليست مهمة عضو الاتحاد فقط في نشاطات الاتحاد المحددة له, بل فيما ينقله من ثقافة وإبداع وحضور في بيته وفي قريته وفي مدينته فهو مركز للاتحاد في أي موقع يكون فيه يجب أن يكون المثل الأعلى في الثقافة والحوار والأخلاق والمعرفة.
* تقام العديد من المسابقات الأدبية في سورية.. ما تقييمك لهذه المسابقات؟
** المسابقات الأدبية لا تصنع أديباً, والأديب لا يخرج من عنق زجاجة المسابقات الأدبية, ولكن من المهم بمكان أن تكون موجودة هذه المسابقات, فهي تمنح الأديب حافزاً للتواصل والتنافس وأيضاً إيجاد المكافأة وخاصة إذا كانت مجزية, فمعظم أدبائنا كما تعلم.. وأنا أعلم.. ومن وجهة نظري أن المسابقات الأدبية لها طعم معنوي أيضاً في حال الفوز والتكريم والعرفان من قبل الغير بالنتاج المبدع.
* لكل شاعر لحظات الهام وشاعرية كيف تأتيه هذه اللحظات وهل انت من يبحث عن القصيدة أم هي؟
** الحالتان صحيحتان, فأنا في لحظة ما اصطدم بالحالة, بالفكرة, فأذهب وأعمل في مخبري الشعري, لأنتج من مواده المخزونة في ذاكرتي ما يناسب اللحظة التي أود أن أكتب عنها مناسبة.. رثاء.. تكريم..إلخ, أما في لحظة أخرى أنا من ترفرف حوله الفكرة, القصيدة, وليس بإمكاني حينها إلا أن أكتب, ويأتي بعد ذلك التشذيب والتهذيب, وهنا تكون الشاعرية برأيي أقوى وأجمل..
* الشعر ديوان العرب فهل بقي الشعر كذلك؟ وكيف تراه الآن؟
** الشعر ديوان العرب, فهو سجل أحداثها وأنسابها, وفخرها وجودها, وليس من فن في هذه الصحراء المترامية الأطراف مثل هذا الفن المتألق المترافق بالأحاسيس والمشاعر والذود عن حياض القبيلة, والإعلام المتميز في حالات الخلاف والتناحر, أما الآن فالشعر تعبير عن الذات والوجدان والألم, أي أنه البوح الجميل يفضي به صاحبه بكل جوارحه ولكن ربما لا يكون إلا آخر الواصلين, بل ربما آخر الدواوين..

* قال أحد الشعراء إن الشعر يمكن أن يُعلَّم ويُدرَّس وليس للموهبة علاقة بذلك؟ كيف تقرأ هذه المقولة؟
** لو كان الأمر كذلك لكان كل مدرسي اللغة العربية والنقاد شعراء.. دلني على من قال ذلك لأشدَّهُ من أذنه.
* متى قلت أول قصيدة وما كانت مناسبتها؟
** في مطلع المرحلة الثانوية كتبت القصيدة التي تسمى قصيدة وأثبتها في مجموعتي الأولى (نواقيس الضحى) وهي بعنوان (ذاكرة لاجئ) وهذا الخطاب العروبي الذي نشأنا عليه في بيوتنا ومدارسنا أوحى لي بأني رأيت فلسطينياً وروى لي كيف خرج من دياره.. وبعد ست مجموعات شعرية لا زلنا في نفس الموضوع الأساس لأن آخر قصيدة لي هي (وللقدس فتاها).
* هل يمكن أن تقيّم لي وضع النقد الأدبي والشعري بشكل خاص الآن ؟ وماذا تقول للنقاد؟
** يتحدثون كثيراً عن النقد وعن عدم مواكبته للحركة الإبداعية, وأنا أرى أن النقد موازٍ تماماً بل ويتقدم كثيراً من الأحيان على الحالة الإبداعية, لأن المدارس النقدية العالمية, والمناهج النقدية, والتطبيقات النقدية, وحركة الترجمة من كل لغات العالم يسيرة وتتم في مؤسساتنا الثقافية / وزارة الثقافة, اتحاد الكتاب, ودور النشر الكثيرة والمتعددة/.. نستدل من ذلك أن المبدع الحق تطاله أقلام النقاد وتبحث عنه وتكتب عما يبدعه, ولكن المبدع يقع في مطب الحيرة عندما يتجاهله النقاد, أو عندما يقسو عليه النقد, فيبدأ بالهموم ويصف النقد بأنه غير موضوعي, والنقاد بدورهم يؤخذ عليهم أنهم منحازون أحياناً أو لا يبحثون إلا في الفاخر من الإبداع ليسجلوا سبقاً نقدياً تثير الأسئلة والزوابع حولها.. لا إبداع بلا نقد ولا نقد بلا إبداع, والجيد في الأمر أن يكون الأديب ناقداً لنفسه قبل كل شيء ويستفيد بما يأخذه من النقاد لخدمة نصه.. نصه وفقط.
* ماهو مشروعك الأدبي القادم؟
** أحاول أن أكتب الشعر.

الشاعر فرحان الخطيب في سطور 👉
– شاعر عربي ، السويداء ، سورية مواليد 1960 .
– إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق .
– دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق .
– عضو اتحاد الكتاب العرب ، جمعية الشعر .
– عضو مجلس إدارة صندوق التقاعد في اتحاد الكتاب العرب ، 2015 – 2020 .
– عضو هيئة فرع السويداء لاتحاد الكتاب العرب 2021 – …
– عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين .
– رئيس مركز ثقافي أشرفية صحنايا ، ريف دمشق 1998 – 2012 .
– رئيس مجلس إدارة ملتقى أدباء الشام . ( وزارة الثقافة )
– عضو جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث .
– عضو جمعية الثقافة والإبداع .
– مشارك في العديد من المهرجانات والأمسيات الشعرية .
– محاضر في المراكز الثقافية .
– ترجمت بعض قصائدة إلى الفارسية والإيطالية والبرتغالية .
– دقق وقدّم عدة كتب تاريخية منها :
– المجاهد أبو علي قسام الحناوي ، تأليف زيد النجم .
– فارس الكرم حمزة درويش ، تأليف نجم درويش .
– ذاكرة الثورة المجاهد متعب الجباعي 1920 – 1939 ، تأليف سميح الجباعي .
– حاورته صحف ومجلات سورية وكويتية وعراقية وأردنية ولبنانية وعمانية ويونانية .
– صدر له :
– نواقيس الضحى ، شعر .
– ظل في الصحراء ، شعر .
– نبض خارج الجسد ، شعر .
– مرّ الهوى ، شعر .
– تعال ياقمر ، شعر للأطفال .
– أتيتُ إليّ ، شعر .
– بوح ليس إلّا ، شعر .
– فيض قلب ، شعر .
قيد الطبع :
– أغنيات سيف وجولي ، شعر للأطفال .
– دفاتر اللهفة ، شعر .
حصل على عدة جوائز منها :
– جائزة الزباء ، شعر .
– جائزة القدس ، شعر .
– جائزة رجالات الثورة السورية الكبرى ، دراسة .

#سفيربرس _ حاوره ..زياد ميمان

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *