إعلان
إعلان

تحت سابع أرضٍ “للنسيان”..! بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

أي الأشياء يُفترض نسيانها.. وأي منها وجب تذكّرها باستمرار..؟
بالنسبة للأحداث الأخيرة (كوارث الطبيعة)، وأفعال بعض المحيطين وربما المقرّبين، أرادت نسيانها..
بل طمرها تحت سابع أرض للنسيان.. وكل ما نتج عنها من أحاسيس وآلام لم يسبق لها اختبارها..
بذات الوقت لا بأس من عيش واختبار الوجع الناتج عن الخذلان..
فكل التجارب السلبية بما تولّده من مشاعر، تمنحها قدرةً أعلى على تثمين ما يقابلها من أشياء جميلة وإيجابية.
من عادتها حذف كل مرارة تصدر عن الآخر والتغافل عن بشاعة أفعاله..
تطردها من ذاكرتها.. ليس لأي شيء سوى رغبتها الاحتفاظ بالقدرة على التوازن.. والانسجام مع جمالياتٍ، بعفوية، تلتقطها عيناها وقلبها.
يبدو أنها ترغب بمخالفة قاعدة سقراط (المعرفة تذكّر والجهل نسيان)..
بالنسبة لها، بما يخصّ بعض الأحداث والأشخاص يغدو النسيان منتهى الذكاء..
وصفة النسيان الساحرة، تطبّقها وكأنما تولّد لديها ذاكرةً جديدةً مهيأة لاستقبال تفاصيل، أشياء، وأفعال قادمة تريدها مليئةً بعيش الحقيقي والأصيل..
فلا وقتَ لعيش الوهمي والزائف.. وبالتالي لا وقتَ لتذكّر أشلائه ..
لوهلة.. يخطر لها أن قوة النسيان لدينا تأتي من أن البعض لم يكن وجوده سوى امتدادٍ للوهم..
هل سرعة النسيان لدينا تأتي من أن ما عشناه كان وهماً..؟
لطالما آمنت أن الحقيقي والأصيل يبقى متجذراً داخلنا.. يحيا بألف شكل، وينبت على ألف هيئة.. وبالتالي وعلى طريقة بول ريكور في كتابه (الذاكرة، التاريخ، النسيان) وجب الفصل بين الذاكرة والخيال.
كانت مفرطةً في التذكّر والآن هي مفرطةٌ في النسيان..
لا تريد فائضاً من ذاكرة.. بل فائضاً من نسيان.. مرافقاً لها كيفما كانت وأينما حلّت..
ودائماً تريده عميقاً ومضادّاً لكل أنواع الذكريات العالقة في قعر وعيها.. عميقاً حسب وصف ريكور (النسيان العميق الذي أسمّيه النسيان عن طريق محو الآثار) وهو ما مارسته وتمارسه حذفاً لكل مشاغبات ذاكرتها الشقية..

# سفيربرس _ بقلم  : لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *