إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر: كتابان أو زمنان…؟!

#سفير برس

إعلان

الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
فيما مضى لو أنهم خيروني بين أي كتاب إلكتروني أو ورقي، لاخترت بالتأكيد الأخير…!
لم يكن يغريني أكثر من كتاب ورقي لكاتب مبدع، كهدية في شتى المناسبات، وحين خسرت كل كتبي أو الأصح كل مكتبتي الورقية في منزلي، قبل أكثر من اثنتي عشرة سنة، حينها شعرت بضياع تام.
لم أتخل عن عادتي وحين كان يعجبني أي كتاب حتى لو قرأته إلكترونياً، أقتنيه ورقياً، إلا أن طبيعة الحياة التي اختلفت لدينا عن كل البشر، وكثرة التنقلات بين البيوت البديلة، وضعتني أمام معاناة نقل كل تلك الكتب، عدا عن المساحة التي تحتلها، عدا عن ارتفاع ثمنها، مع كل التغيرات الاقتصادية التي عشناها، والتي انعكست على صناعة الكتاب.
منذ سنوات عدة، تخليت طواعية عن عادة القراءة ورقياً، ربما هي خيانة فكرية لأن الكتاب الورقي رافقني في أشد الأوقات حرجاً، أبعدني عن صخب الأزمات كان ملجأي الآمن جعلني أحافظ على توازني الفكري والروحي….
مع ظرف يشبه ظرفنا يبدو اقتناء الكتاب الورقي ميزة، لكن لا يمكن لنا الانطلاق من معاناتنا للتقييم فما يلائمنا حالياً قد يبدو مثار استغراب في بلدان أخرى لاهم لها سوى تنمية الجانب التكنولوجي حتى إننا حين نزورها، ننسى الورق كلياً، وحين يتم التعاطي معه فمن باب التراث أو التوثيق أو كحالة متحفية….
نحن المتأرجحين بين الكتاب الورقي والإلكتروني، لانزال عالقين بين زمنين، فلم ننصرف كلياً باتجاه الشاشات، ولم نتخل عن الورقي الذي عايشناه بشغف لا ينتهي…
ولكن مع نشأة جيل كامل على الأدوات التكنولوجية، هل سيبقى الكتاب الورقي في مأمن…؟
أم أن الإلكتروني سوف يزيحه بعناد…؟
حتى وإن كانت بوادر نصرة الإلكتروني تتبدى، إلا أننا لا نستطيع الجزم بقضاء أحدهما على الآخر، لربما بقيا يتنافسان تارة ويتفقان تارة، ونحن نحتار بينهما…!

#سفير برس- سعاد زاهر

إعلان
إعلان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *