في الطريق إلى طليطلة..حكاية لقاء مع الراحل عبد الرزاق عبد الواحد. بقلم : زياد ميمان
#سفيربرس

طلبت أن أجري لقاء مع الشاعر العراقي الكبير الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، عندما كان في دمشق ولما وافق على اللقاء لم تسعني الفرحة وخاصة أن اللقاء سيكون عن تجربته الشعرية والحياتية، اتصلت به كثيراً وساعدني بذلك الشاعر العراقي عمر عناز كونه كان سكرتير التحرير في وكالة أنباء الشعر، لم أوفق في وقت سابق ولم أحصل منه على موعد مؤكد لهذه المقابلة، التي كنت أعتبرها فريدة بالنسبة لي كصحفي يدخل غمار تجربة شعرية لشاعر فذ كهذا الرجل.
فقد كان كثير السفر، لكن لدمشق عنده مكانة خاصة ومنزلة مرموقة فلا يلبث أن يسافر حتى يعود إليها فلا يريد أن يتركها .
تمكنت أخيراً بعد طول انتظار أن أحظى بموعد ثابت فكان يوم الأربعاء الموافق ل 14 يناير 2009 ، توجهت من مقر سكني بريف دمشق من مدينة قارة وهي على بعد 100 كم عن دمشق وفي خلدي الكثير من الأفكار والكثير من الأسئلة لهذا الشاعر الكبير، وصلت إلى المكان الذي حدده لي، فقد اختاره بنفسه إنه مقهى طليلطة في منطقة المالكي بدمشق القريب من حديقة الجاحظ، انتظرته على باب المقهى الذي كان يعج المقهى بالرواد وأكثرهم من الأدباء والكتاب مشهورين وغيرهم، دخلت في رهبة وقلق كيف سأبدأ حديثي معه، كيف سأكسر الجليد بيني وبينه، وانا انتظر لاحت لي سمرته وبياض شعره يدخل من الباب، هب بعض الشعراء الشباب للسلام عليه، سلم عليهم بكل رحابة صدر وابتسامة لطيفة، واقتربت منه وعرفته عن نفسي، قال لي أهلاً بك تفضل ماذا تشرب، ونادى النادل وطلب لنا القهوة، عرفته بنفسي وعملي وسر كثيراً عندما علم بوجود وكالة للشعر، فقال ياه كم نحن بحاجة لإعلام متخصص في الأدب والشعر، بادرني الحديث هل أسئلتك طويلة قلت ولكنها متوقفة على قدر إجابات حضرتك، فبينما أحضر أوراقي وجهاز التسجيل عندي وهو يسلم برفع يده يميناً ويساراً على مرتادي المقهى وكأنهم أسرة واحدة الكل يعرفه والكل يرد على سلامه بحرارة
هذا مقهى طليطلة قال وأرتاده كثيراً لذلك تجد الكثير من زواره يعرفونني، فدمشق غالية علي وأنا قلت فيها قصيدة شكراً دمشق ربما سمعتها مني سابقاً.. أجل أجل سمعتها في مهرجان تكريمي أقيم لك مؤخراً ضمن فعالية دمشق عاصمة الثقافة العربية.
دمشق كانت تعج بالأمسيات والفعاليات والمهرجانات، قال نعم هذا صحيح فهي مدينة صاخبة أدبياً وثقافياً.
كان في خلدي وهو يتحدث عن دمشق الشاعر الكبير نزار قباني فكان صديقه وعاشا في بغداد فترة من الزمن فقلت في نفسي أي زمن عشته يا عبد الواحد وقد عشت أيام الزمن الجميل مع نزار والسياب وغيرهم، وها أنت اليوم في دمشق تعيش المنفى وتعيش مهرجاناتها وفعالياتها.. لقد قاطع أفكاري بسؤاله متى نبدأ صديقي قلت له بأي وقت تشاء، فقال فلنبد إذن..
#سفيربرس _ بقلم : زياد ميمان