قهوتي في منزل الشاعر الكبير سليمان العيسى بقلم : زياد ميمان

لم تسعني الفرحة عندما وافق الشاعر الكبير سليمان العيسى رحمه الله على استقبالي في بيته في مشروع دمر غربي دمشق فقد كان هو لقائي الاول به وكان ذلك في خريف ٢٠٠٩
وصلت للمكان الذي يوجد فيه المنزل حسبما أعطتني عنوانه الدكتورة ملكة أبيض زوجة الشاعر الراحل
دخلت المنزل وانا أحس برهبة أمام قامة شعرية وأدبية كبيرة لم أتوقع يوما من الأيام أنني سأكون ضيفه في منزله وأجري معه حوارا استمر طويلا ، لم يكن يستطيع التحدث كثيرا بسبب المرض وهكذا أخبرتني الدكتورة ملكة ، ولكني كنت أرغب في الخوض في بحر هذا الرجل الذي ناهز عمره التسعين عاما في ذلك الوقت الذي يكتنز الكثير من البوح.
هو في داخله يريد التحدث عن كل شيء عن الشعر عن الحياة عن سفراته ومناسبات كتابته للقصائد وغيرها وهكذا…. ولكن المرض يمنعه من ذلك وانا أسجل كل كلمة يتفوه بها
وفي هذه الأثناء جاءت الدكتورة ملكة وقطعت حديثنا باستئذان وتحدثت معه أن أسطوانة الغاز قد انتهت ولا يمكن صنع القهوة للضيف سمعت الحديث وقلت لا داعي للقهوة لكنها أصرت على ذلك وقالت له سأتصل بجارنا في المحل حتى يأتي ويبدل لنا الأسطوانة.
قلت لها هل عندكم اسطوانة غاز مملوءة قالت نعم وهل عندكم مفتاح للغاز قالت بلا فقلت لها أنا أبدلها وقمت وأبدلتها وصنعت هي القهوة بينما ظهرت على وجه شاعرنا الكبير ابتسامة لطيفة شكرني بعدها على ما قمت به ولكن كانت مكافأتي أن طال الحديث بيننا أكثر وأهداني بعض كتبه موقعا بيده وكاتبا بخط مرتجف الاهداء والتوقيع.
لقد كان لذلك التوقيع وقع خاص في نفسي وخاصة أنه شاعر الأجيال العربية من المحيط إلى الخليج
ولم تنقطع زياراتي له في بيته كلما سنحت لي الفرصة وكل مرة تشكرني زوجته وتذكرني بما قمت به من أجل القهوة.

#سفيربرس _ بقلم : زياد ميمان