الشاعر نزار قباني.. صرخة في عالم الشعر العربي
#سفير_برس _ألوان عبد الهادي
قدمت شركة الغانم للسينما في سينما الكندي فيلم قمر دمشق تكريما للشاعر الراحل نزار قباني كما قال مدير الشركة ياسر الغانم الشاعر نزار قباني من أشهر شعراء القرن العشرين في الوطن العربي وهو شاعر عروبي كبير لذا اطلقت الشركة الفيلم والذي سيعرض السبت القادم في مهرجان شرم الشيخ للسينما وفي مهرجانات سورية وعربية وأكد كاتب السيناريو والمخرج نضال سعد الدين قوشحة أن الفيلم الوثائقي هو أقرب الى الحقيقية وبعيد عن الدراما لأنه يتناول الشاعر مباشرة عن طريق شاهد او صورة او مؤرخ وهو الأقرب للناس. وأحبه وهو شيء بسيط أقدمه لهذا الشاعر العروبي العظيم الذي يستحق أكثر من ذلك كما نوٌه بالشكر الى أستاذيه المخرج محمد ملص والمخرج سمير ذكرى بكل تواضع اللذان حضرا الفيلم.
صرخة مدوية اخترقت جدران البيت الدمشقي الذي اختاره المخرج ليكون فضاء لفيلمه. الذي تكررت فيه هذه الصرخات وهو بيت الشاعر في مئذنة الشحم الذي ولد فيه الشاعر وكانت هذه الصرخات هي صرخات ولادة جديدة للشعر العربي الجديد بالهام من الشاعر نزار قباني الذي خلق حركة شعرية حديثة ومجددة للأدب العربي في القرن العشرين فكان مدرسة شعرية نزارية جديدة واستحوز الفيلم بوقته المحدود جوانب نيرة في حياة نزار الشعرية من خلال زوايا ثلاث قدمت مشاهدات وقراءات نقدية وتأريخ لقصائده المغناة
الناحية الاولى .. قدم الدكتور محمد رضوان الداية في النقد والأدب جوانب مهمة في شعر نزار وتطوير الحركة الشعرية بلغة بليغة مطواعة تناسب الجميع الذي تميز بها فأسس مدرسة شعرية حاكت لغة العصر بالتجديد والتحديث في أسلوب وشكل وفحوى الشعر العربي بلغته الواضحة والشيقة التي شغف بها قلوب عامة الناس والذي اقترب منهم بشعره الغنائي وتميزه حتى سمي شاعر المرأة وكانت اولى دواوينه” قالت لي السمراء ” عام ١٩٤٤ و” طفولة نهد ” عام ١٩٤٥ الذي احدث ضجة عارمة في وجه نزار .. وكان تعلقه بأخته وصال و أمه عارما فكتب ديوانه الرسم بالكلمات وكان هدفه الأساسي خلق واقع مغاير يشبه جماله الداخلي محاولا تعميمه بكل ما أوتي من قوة. رغم الهجمات الكثيفة عليه ورفضه بالمطلق إلا أنه ازداد حماساً واندفاعاً ليصل رسالته الأدبية الانسانية للجميع.
الناحية الثانية .. الدكتور والناقد التشكيلي سعد القاسم الذي تحدث عن التشكيل في شعر نزار الذي يعتبر قصائده لوحات بصرية أدخلت التجديد في أسلوب الشعر وشكله بحركة لونية معاصرة.
اما الناحية الثالثة .. فقدم لها الباحث الموسيقي أحمد بوبس بأهم القصائد التي تناولها كبار الملحنين العرب و من عمالقة الغناء العربي من سوريا نجيب السراج واغنية لاتسألني كيف كان حبنا .. ومن مصر محمد عبد الوهاب والسنباطي ومحمد الموجي ومحمد سلطان وام كلثوم بأغنية ” اصبح الآن عندي بندقية” الحان محمد عبد الوهاب وأغنية” عندي خطاب عاجل إليك ” رثاء للزعيم جمال عبد الناصر ألحان السنباطي
وأغاني عديدة لنجاة الصغيرة منها أيظن وأسألك الرحيل وماذا أقول ومتى ستعرف كم أهواك جميعها ألحان محمد عبد الوهاب ورسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان وهي آخر أغنية للعندليب عبد الحليم حافظ على المسرح ألحان محمد الموجي
وفايزة أحمد في أغنية ” رسالة من إمرأة ” الحان محمد سلطان وفي لبنان غناء فيروز وألحان الأخوين الرحباني في وشاية وموال دمشقي وأغنية لاتسألوني مااسمه حبيبي الحان عاصي الرحباني وماجدة الرومي في العديد من الاغاني منها بيروت ست الدنيا الحان جمال سلامة وكلمات وجريدة وغيرها
وفي العراق كاظم الساهر الذي غنى عدد كبير من قصائد نزار تجاوزت العشرين فقد كانت تربطه به علاقة صداقة. من ابرز أغانيه” زيديني عشقا وقولي أحبك ” الذ٩ي ساهم بشكل كبير على نشر قصائد نزار وقال الباحث احمد بوبس فقد اضاف نزار الى كاظم شهرة كبيرة وأيضا كاظم اطلق شعر الى كل محبيه فقد أضاف كل منهما الى الأخر والفنانة لطيفة التونسية وغيرها
والأدبية مانيا سويد صاحبة دار سويد قدمت كتابها اصدار دار سويد تكريما للشاعر في ذكراه المئوية بعنوان ” قيثارة دمشق” وقدمت مقاطع من الأغاني الفنانة غادة عمر.
فيلم قمر دمشق يعكس الحالة المنيرة في شعر نزار الذي أفرد له الخلود صفحاته السرمدية ليكون عنوان الشاعر الذي يدخل البهجة والسرور الى قلوب قرائه. إنه الصرخة المدوية التي انطلقت من ساحة بيت الشاعر نزار والبحرة المتميزة بالورود الدمشقية والياسمين الذي يطفو على سطح الماء المتدفق من نافورتها كان يتراقص طرباً مع أنفاس صباح التغيير الذي ألقاه نزار على دروب الأيام.
#سفيربرس _ بقلم : ألوان عبد الهادي