آيَةُ الطُّوفان : الفصل الأول.. بقلم : د. منصور جاسم الشامسي
# سفيربرس _ الإمارات العربية المتحدة
دُلَّني – يا أيُّها الشَّاعِرُ
على “الحَياةِ الحَقّةِ”
وتَرابُطِ الأَرْواحِ /
تَنْظيمِ القَلْبِ
وشَكْلِ الأَفْراحِ /
وآيةِ الطُّوفانِ
المُثْقَلِ بالبُرْتُقالِ،
والزَّعْتَرِ والزَّيْتونِ،
والقُدْسِ، والأَقاحْ /
آيَةُ طوفانِ قُدْسِها/
حانَتْ ساعَةُ ظهُورِها، لا تَبوحُ بِسِرِّها،
فَسِرُّ الغَرامِ عَميقٌ لا يُباحْ/
كَغادَةٍ كاعِبٍ هَيْفاءَ تَكْتُمُ هَواها، فَغالَبَتْها دُموعٌ سَواجِمُ،
والهَوى يُرى فَضّاحْ/
فَسِرتُ في دِماء العاشِقينَ، بَشَوْقي اللّازمِ، أَبْحَثُ عَنْ نَزْفِها
أُواصِلُ الغُدُوَّ بالرَّواحْ /
فَوَجَدْتُها سُكَّراً مُذاباً في كأسٍ عالِيَةٍ حَصْباء
تَرْشَحُ دَماً وسِلاحْ /
فَكَتَمْتُ سِرَّها الآخَرَ، لا ذَنْبَ لي، سِوى خَوْفي عَلَيْها،
حتّى خالَفَني الصَّباحْ/
فَباحَ عَنْ غَرامِها الأعْلى، كما تَحَدَّثَ مِنْ قَبْلُ أَهْلُ الغَرامِ،
عَنْ هُيامِهِمُ الأَصْفى، وباحوا /
فَظَهَرَتْ آياتُ ثَوْرَتِها الكُبْرى
كآياتِ موسى ذابَتْ بِها الأَفْراحْ/
فَتَنادَوْا مُصَبِّحينَ أَهْلَها
حيَّ على مِسْكِ العَمَل، حَيَّ على الفَلاحْ/
فَأَسْفَرَ النَّهارُ عَنْ صُبْح وَجْهِها
حينَ تَناسَلَ عَنْهُ الوِشاحْ/
وسارَتْ بآياتِ طوفانِها غُصونٌ مُغَرِّدَةٌ وجَداوِلُ زاخِرَةٌ
وتَغَنَّتْ بها الدُّنْيا والبِطاحْ/
# سفيربرس _ بقلم : د. منصور جاسم الشامسي _ الإمارات العربية المتحدة