عشاقٌ “أذكياء”..!! _ بقلم : لميس علي
#سفير_برس
لديها عادة النفور من الأشياء التي تأتي في إطار “كليشيه”..
في توقيت.. وزمنٍ معروف مسبقاً.
لا يلفتها ما تلتفت إليه الجموع.. ولا يعجبها تهافت لا مبرر له..
ولهذا هي لا تستذكر ولا تحتفل بكل ما يأتي في يوم محدّد، وفي مناسبة منتظرة.
ويبدو لها “التحضير” لمناسبات (روتينية) سبباً وجيهاً لإحساس الاستخفاف بها حدّ الإغفال والتجاهل..
فأيّ تميّز وأيّ خصوصية حين نُقبل إلى الأشياء بتوقيتٍ يُقبل فيه الجميع ويدركه..؟
كانت خرقت أيام الدراسة الجامعية مع صديقتها “الأنتيم” معنى الاحتفال ذي الصبغة العشقية للحبّ.
اعتادتا الخروج يوم “الفالنتاين” للاحتفال بحبّ الصداقة التي جمعتهما ولا تزال.. فتذهبان إلى مطعمهما المحبّب، تمضيان الكثير من الوقت..
تتشاركان الأسرار.. الأفكار.. والثرثرات اللطيفة الممزوجة بضحكات تعلن أن لا هموم قادرة على تخطّي قرار اجتماعهما في (عيد الحبّ) الذي بقي طقساً يجمعهما لسنوات.
أما الآن.. مضى طقسهما المشترك وبقيت منه ذكرياته وكذلك الصداقة التي يتوهج حبّها بينهما في مناسبات مفاجئة ولأسبابٍ غير متوقعة.
لطالما كانت علاقات الصداقة لديها توازي بقدسيتها علاقات الحبّ “العشق”..
من منهما الأكثر ديمومةً..؟
الاستسهال والاستخفاف اللذان يتعامل بهما البعض مع مفهوم الحبّ في وقتنا الراهن، يُعيد تذكيرها دائماً بذاك النوع من العلاقات التي أطلق عليها عالم الاجتماع “زيجموند باومن” بعلاقات الجيب العِلوي.. بعض المتهافتين لطلب هذا النوع من الحبّ يزيد من هشاشته وحالة الاستهلاك التي تتلبّسه.
لم تقتنع يوماً بهذا النوع من الحبّ الذي يحمله لنا تطبيق ذكي على أجهزتنا اللوحية، لأن فيه طعم الاستعجال والاستمتاع اللحظي والفوري..
ولطالما ذكّرها بذاك الهوس الذي وقع في شركه بطل فيلم (Her)، مغرماً بالصوت الأنثوي لتطبيق ذكي قام بشرائه.
الحبّ أكثر رحابةً وقدسيةً من تلك الهلوسات التي تُسوّق لنا وتأتينا مخزّنة على هيئة عواطف معلّبة ومشاعر مؤقتة..
هل يفترض أن نطلق توصيف (الذكي) على هذا النوع من الحبّ انسجاماً مع توصيفات تكنولوجيا العصر الحالي والذكاء الاصطناعي..؟
وبالتالي هناك عشاق “أذكياء” هواة هذا النمط الآني للمشاعر..
لكن.. أي ذكاء هو ذاك الذي يقزّم معنى الحبّ ويقلّص مساحة الشعور فيه.. ويجعله مقيداً.. سجيناً.. ورهينَ كبسة زر..؟!
وأيّ نوع من العشاق أولئك المتعطشين لمتعة وهمية لا تزيدهم إلا ضياعاً..؟!
#سفير_برس _ بقلم : لميس علي