كتبت د. إلهام محمد التهامي جُرحٌ في الروح.. نبضٌ ينادي

ظلامُ الليلِ.. حزينٌ كحزنِ قلبٍ جريحٍ يبكي في خفوتٍ. صمتٌ ثقيلٌ يخفي وراءهُ آهاتٍ تتصاعدُ مع بخورِ الشجنِ ونواح الفُؤاد.

تلكَ هيَ آلامُ القلوبِ المجروحةِ.. تنزفُ دموعاً ساخنةً على جراحَ لا تندملُ. فالروحُ إذا ما أُصيبتْ.. فالألمُ يمتدُّ ليصلَ إلى أعماقِ الوجدان.

ما أكثَرَ ما يُجرحُ القلبَ وتتمزّقُ الروحُ .. قسوةُ الأحبةِ وَخُذلانُ الأصدقاءِ وَبُعدُ الأهلِ وَوحشةُ الغُربةِ. لحظاتٌ عابرةٌ تَمُرُّ كالسِّهامِ تُخلِّفُ وراءَها جُروحاً نازفةً لا تَلتئِمُ.

في تلكَ السّاعةِ يبدأ الطريقُ مُظلماً ووعراً.. تبكي العينُ وينوحُ القلبُ، ويتألمُ الجسدُ تحتَ وِطأةِ الأسىٰ وَالألمِ. يَكتَسي الوجهُ بِرداءٍ من الكآبَةِ وَيَفقَدُ مَلامِحُه بهجةَ السُّرورِ وَالضِّحكات.

وفي ساعاتِ الوحشة.. عندما يَنبعِثُ الجُرحُ مُتألمًا مِنْ جديدٍ.. تصبحُ الدُّنيا ضيّقَةً ومُظلمَةً، وتتمَنّى الروحُ لَوْ تَنطفئُ أنفاسُها وَتَتوقّفُ دموعُها قَبلَ أنْ تَتَحوَّلَ إلى آهاتٍ حَزينة.

هكذا.. رحلةُ الألم طويلةٌ ووعرةٌ، وَالطريقُ مُظلمٌ كثيرًا. لكن.. بينَ كُلِّ نَبضَتي ألمٍ تَكمُنُ بَينَ طِيَّاتِها بَذورُ الأمَلِ تُنَادي.

فَالجُرحُ وَإنْ كانَ مُوجعًا.. إلّا أنَّ بُكاءَ العينِ رَسالةٌ تَتَوسَّلُ بِمُساعَدَةٍ وَمُواساة. وَالتَّنَهُّداتُ صَرخاتٌ تَتَرجّى الشِّفقةَ وَاللُّطفَ.

فَلا تَيأسوا أبدًا أيُّها المُتألِّمون.. فَالصَّبرُ دَواءٌ نّاجِعٌ، وَالْعَفْوُ خُلُقٌ سامٍ، وَالْأَمَلُ نُورٌ يُضيءُ دُروبَ مُستَقبَلٍ أجمَل.

ثقوا تماما بما أقول .. فَالدَّمْعَاتُ سَتَجِفُّ يَوْمًا، وَالْجِراحُ سَتُلتَئِمُ. فَابْتَسِمُوا وَانْثُرُوا الأَمَلَ حَوْلَكُم مَرَّةً أُخْرى.

#سفير_برس _ الكويت _ بقلم :د. إلهام محمد التهامي