الذوق الجمعي مصاب بالإلتهاب .!!_بقلم : المثنى علوش
#سفير_برس
كم كان مؤلماً ذلك المشهد الدرامي الذي حاولت فيه البحث عن مشهد ( درامي)، بين آلاف المشاهد التي أنتجت لهذا العام، و التي ترافقت مع حركة دعائية غير مسبوقة، و جولات و صولات و مديح و استقبالات في الباب العالي، لأجد أن ذلك كله ما هو إلا أسلوب جديد لجمع الأموال و بيع النصوص و الأعمال المنتهية الصلاحية و الفاسدة .
لأتفاجأ مجدداً أن المشهد الذي أبحث عنه ليس إلا صورة مصدقة عن أي ضبط شرطة، تمت معالجته بيد شاب طائش لا يحمل في داخله ولو جزء يسير من الهواية حتى، كي نقول عنه كاتب ..
الشيء الأكثر غرابة هو الأساليب الجديدة و التي تتلخص بقيام المنتج بنفسه بوضع خطة الطريق و اختيار شخص من معارفه لكتابة أي نص و الموافقه عليه مهما كان ذلك مستحيلاً، و ترك العبء على المخرج لتجميل ذلك الطبق المليء بالقاذورات و الفضلات كي يصبح سهل الإبتلاع على المشاهد .
نبقى في ذات السياق و لكن من جهة المشاهد الذي كنت أعول على ذائقته و مدى تقبل هذا النوع من الأعمال الرمضانية … لكنني والله شعرت بالخجل عندما تابعت معظم التعليقات على المشاهد ( السفيهة)، والتي عبر فيها المشاهد عن إعجابه بشخصية فلان و فلانة من الممثلين.. لا بل كان الأمر أكثر غرابة حينما يتجادلون عن الرسائل التي يوجهها العمل و كيف تحول العمل إلى مصدر لاختراع السباب و الشتائم و الكلام المنحط ..
ترى ما الذي أوقع المشاهد في هذا الفخ ؟!! هل هي الشهوة لكل شيء .. للطعام و المال و الجنس ..
هل باتت هذه الثلاثية هي محور العمل الخرندعي الذي تقدمه شركات الانتاج على طبق من ذهب ؟
من كان يتصور أن يكون طفل أو مغنية أبطالاً لعمل فيه الكثير من الممثلين المحترفين.. طيب لماذا ؟
إذاً هناك شيء ما يشبه السرطان و قد تحول و كبر و تفاقم إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه….
إن السبب الأكثر تأثيراً و الأهم هو التفاقم الواضح لمعدلات الفقر و سوء التغذية، و بالتالي ما يرافق ذلك من أمراض نفسية كالاكتئاب و الفصام و غيرها، مما أدى حتماً لتوجيه كل ثقافة المجتمع إلى الأمور السافلة كالجنس و المال و الشهوات بمختلف درجاتها، و تحول هذه الغرائز إلى مغزى العمل و هدفه، مما يسهل عملية الانتاج و تقليل التكاليف و رفع معدلات الربح و المال .
إن ضخامة المبالغ المصروفة على عمل ما ليست مقياساً للسخاء على العمل إذا ما قورنت بالربح الذي ستتحصل عليه الشركة المنتجة قبل البدء بالعرض، لأن كلمة مثل مليون و مليونين التي ترهبنا نحن الفقراء قد تكون تنكيشة أسنان بالنسبة للشركات و سوق الدراما هذه الأيام ..
# سفيربرس _ بقلم :المثنى علوش ..