ألمانيا تبحث عن مواطنين جدد: أي إسرائيل في المخيخ الألماني!
#سفيربرس _ هبة عبدالقادر الكل
لأبناء إسرائيل، لأرض إسرائيل، ليهوه “الذي لا يلعب بالنّرد”، للخلاهة الانتقائية نحو مركزية الكون “لخراب هيكليته”، يأتينا هكذا وبشروط مسعورة قانونَ الجنسية الألمانية الجديد كصق غفران عصيّ عن النسيان، و”بالحكم المألوف: معاداة السامية”، ليكتب بمداد دماء الشهداء ودموع الثكالى الفلسطينين: مستقبلَ ألمانيا مستقبل “إسرائيل”.
لا داعي أن تكون دولة الاحتلال الإسرائيلي في حلف الناتو كي يستميت الألماني أو الأوروربي دفاعاً عنها وأمْنها المتهالك، فتلك أوكرانيا قد حُشرت تحت قائمة الانتظار!
وإنّي أحاول جاهدة أن أفهم سرّ تدعيم هذه الشبكة العنكبوتية الهاوية بعيدا عن اللوبي الصهيوني وقريبا للمنطقية الواقعية، وأتسائل:
هل فعلا يريد الأوروبي والأمريكي أن يحوّل جلّ اليهود إلى مجرمين؟؟
*روداج أسرلة الألماني*
حول حق إسرائيل في الوجود، اليهودية “دون غيرها من الديانات”، الهولوكوست وأهميته في التاريخ الألماني، وكيف يعاقب إنكاره؟ عن اسم بيت الصلاة اليهودي؟ ومتى تأسست دولة الاحتلال الإسرائيلي وعلى أي أساس قانوني تأسست (بغفلة المجرم عن المستعمر المجرم في استعماره) وما هي مسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه “إسرائيل”؟ ما السلوك المحظور في ألمانيا فيما يتعلق بدولة الاحتلال الإسرائيلي؟ ، ومن يسمح له بأن يصبح عضواً فيما يقرب من 40 ناديا رياضيا يهوديا في مكابي..
كتالوج من الأسئلة المعلبة بمحفظة من قيء الدم، أقرها البوندستاغ مؤخرا وبتوقيت سبق أبناء الرايخ وصاحب استراتيجية الهجرة العكسية ” حزب البديل من أجل ألمانيا” قد تطرح إلزاميا بين الإكراه أو اللا إكراه تبعا للمزاج الفيدرالي بين المؤيد والمعارض، وكأنه ضرب فيش (تفييش) لأي شخص يريد التجنيس “أو التنجيس”، بعد أن دخل قانون الجنسية الجديد حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي 2/ حزيران/ 2024م، كما أوضحت وكالة الأنباء الألمانية وصحيفة شبيغل.
*السوريون أعلى هرم الألمانيين الجدد*
في العام الماضي 2023م، احتل السوريون المرتبة الأولى تجنيساً (75,500) شخص بنسبة أكثر من الثلث (38٪)، وزيادة قدرها (27,100) أي(+56٪) عن عام 2022م، حيث تم تجنيس ما يقارب من (200.100) أجنبي في ألمانيا، في حين شكلت مجموع الجنسيات الخمس (سوريا، تركيا، العراق، رومانيا وأفغانستان) أكثر من النصف (56٪) علماً أن متوسط أعمار المجنسين شبابي (29.3) عاماً وأغلبهم من الذكور، وفقا لمكتب الإحصاء الفيدرالي (Destatis).
*ألمانيا المدجنة إسرائيليا*
جاء القرار الجديد، قرار الانتساب إلى الأمة الألمانية “أمة إسرائيل” كرد فعل على زيادة معاداة السامية في البلاد، أملاً باستبعاد المعادين للسامية من الجنسية الألمانية لا سيما وبعد طوفان الأقصى 7 أكتوبر.
ألمانيا “المروضة” صهيونياً، تريد تجنيس من يعترف بحق إسرائيل بالوجود، على أن معاداة السامية ليست من قيمها التسامحية، قيم التكفير عن “خطيئة الهولوكوست”، وأن غض الطرف عن ما يقارب اﻟ 40 ألف شهيد في غزة يدخل ضمن أهداف التجنيس أهداف “مسؤولية حماية اليهود” (نانسي فايسر “وزيرة الداخلية الألمانية”).
أردات الحكومة الألمانية أن ترسل إشارات واضحة فاضحة أن بطاقة تعريف ألمانيا لا تكتمل إلا ببطاقة تعريف “إسرائيل”: ” فايسر: إن جريمة المحرقة الألمانية ضد الإنسانية تؤدي إلى مسؤوليتنا الخاصة عن حماية اليهود وحماية دولة إسرائيل…هذه المسؤولية هي جزء من هويتنا اليوم”!
وعن العدل الألماني وما أدراكم ما العدل: “أي شخص يحرض ضد اليهود لن يتمكن من الحصول على جواز سفر ألماني وسيطرد”. (وزير العدل الألماني: ماركو بوشمان”.
هكذا الألمان مثقلون بالذاكرة، ولكن: “قبل أن يفوت أوان قوله غداً: يمكن أن نصبح مزوديِن ( الألمان) بجريمة، يمكن توقعها، ولهذا قد لا يمكن التكفير، عن اشتراكنا في الذنب ساعتها، بكل الأعذار المعتادة “. (الأديب الألماني: غونتر غراس).
ثمّ من قال أنّ الذاكرة التاريخية لها دور في بناء حاضر ومستقبل الشعوب وحسب، إن تلاعباً ايديولوجياً بالشعوب أو برمجة الشعوب وجعل تاريخها تحت تاريخ “أبناء الرب” ليذعنوا حقاً: “الحكومات الغربية أكثر إسرائيلية من الإسرائيليين”!
وإن كانت ألمانيا لا تزال وبعد أكثر من 70 عقداً تدفع ثمن إبادتها بحق اليهود، ثمن قوانين نورمبرغ النازية المستمدة عن قوانين جيم كرو الأمريكية “نموذج هتلر الأمريكي” ﻟ “جيمس ويتمان”. فكم دولة ستدفع ثمن إبادة ما قارب اﻟ 40 مليون شهيد اليوم وكم من العقود تحتاج صفحاً وغفراناً؟
#ألمانيا #قانون_الجنسية_الجديد #البرلمان #البوندستاغ
#سفير_برس_ هبة عبدالقادر الكل