اعترافاتٌ.. وسدادُ “ديونٍ” غرامية..بقلم : لميس علي
#سفيربرس
كلّ شيء جادّ، لا يخلو من خطورة..
ولهذا كانت قليلة جداً تلك المرّات التي نظرتْ فيها إلى الحبّ وجهاً لوجه.. قليلة تلك اللحظات التي واجهته بها.. وتأمّلته عن كثب.
لم تكن على دراية أن الأشياء التي لا نأخذها على محمل الجدّ.. تتحوّل مع الوقت إلى أكثر حقائقنا حضوراً وفعاليةً.. وبدلاً من أن نلهو بها، هي من يلهو بنا.
اعتقدتْ أنها تلهو.. وأن اللهو هو السبيل الوحيد لحلّ أعقد المواقف التي نواجهها.. طريقة للعيش.. وربما كان أسلوب نجاة أو لعله هروب..
لكن حتى اللهو.. اللعب.. وعدم أخذ الأشياء على محمل الجدّ، لن يمنع الحياة من أن تطلّ علينا من الجهة المقابلة.
رغبتها في المضيء إلى أقصى الأشياء جعلتها تطبّق حكمة “أوسكار وايلد”: (عدم القيام بأي شيء على الإطلاق هو أصعب شيء في العالم، الأصعب والأعقد)، طبّقتها بأسلوبها الخاص لتغدو معها: عدم الاعتراف بالحبّ هو أسهل من الاعتراف به بمرّات مضاعفات..
أن تطوي كل ما تشعر به في قلبك وحدَه، أن تغلقه كمن يغلق باب سرّ وجب كتمانه.
ما حدث هو العكس.
فإنكار الشعور، أحياناً، يؤدي إلى إقراره بطريقة مفاجئة ومباغتة.. وإلى تفاقمه داخلنا ليغدو موجة شعورية قادرة على تحريكنا وفق هواها..
هكذا تحوّل معها عدم الإقرار بالحبّ وعدم القيام باعترافاته إلى دخولها دوامة (الأصعب والأعقد)..
الآن.. وصلت إلى الأقصى من “اللاجدّية”.. هل يعني ذلك مضيها إلى النقيض..؟
الرغبة، كل السرّ يكمن في الرغبة بدفن كل قناعاتها أو حماقاتها السابقة.. والانطلاق إلى حيث اعتبار تلك الرغبة مصدر تحفيز لا ينضب وطاقة متجددة لا تُستنفد بعيداً عن أي نقص أو عدم اكتمال..
الرغبة بتجريب الأشياء كما لم تعتَدها من قبل.. والانصياع، ولو قليلاً، لكل شيء جدي بكل ما فيه من احتمالات الخطورة.
للحظة، فكرتْ أن استنشاق “الحبّ” وتقديم اعترافاته يرفع نسبة الخطورة، لكنه بالآن عينه، يزيد من فرص السعادة..
ثم ما هي أهمية متعة تلك السعادة التي لا يقابلها ثمنٌ باهظ في سبيل الوصول إليها..؟
عليها تجريب الأشياء كما لم تعتدها من قبل..
عليها.. النطق باعترافاتها كدَين قديم حان أوان سداده.
محاولة سَداد دِيون (الحبّ) دفعةً واحدة.. أو بالتقسيط، لربما جمّد رصيد مديونيتها الغرامية.. أو قلّص ما بات في ذمتها من دفعات عشق متأخرة ومستحقة.. رصيد أكّدته مقولة “وايلد” السابقة: (عدم القيام بأي شيء هو أصعب شيء في العالم) لاسيما في الحبّ.
# سفيربرس _ لميس علي