الثقافة ضمير و سلوك ..بقلم : هدى زوين
#سفيربرس
بمجرد أن يتم وعي فكرة ما، تقوى وتتضح، إن الواقع المعيش يستحوذ على الإنسان بكليته، في جانبه المـادي، وفي كينونته كحدس وعاطـفة وخـيال، فإذا كـان العقل هو المعلّم الأول فان كل واحد منا يحمل في ذاته أشياء كثيرة تخصه أساسا وتميزه كفرد، فالواقع الإنساني أكثر خصوبة من الحقل العقلاني، عقلاني من جذر: عقل الشيء، ربطه فمن ذا الذي يشاطر المفكر رأيه حينما قال: إنّ في ميدان العواطف لا يتميز الواقع عن الخيال. ولأني استند على خيال يستند بدروه على نوع من الحقيقة أوعلى واقع هو واقعنا جميعا كمثقفين حيث نصوغ رؤيتنا للمستقبل من نتائج هذين الحقلين الذين يقوم عليهما نشاطنا الإنساني والإبداعي وهما الواقع والخيال، الواقع يتكون من عوالم متنوعة ومختلفة منها: العالم الاقتصادي، العالم الاجتماعي، العالم السياسي، العالم الديني، عالم الجسد والجنس، أما الخيال فعوالمه، الشعر، الرواية، الفن التشكيلي، الهندسة المعمارية، السينما، المسرح، من هنا أرى إن الثقافة هي الرهان الذي يسـتحق المغامرة وتبدو إنها الحـل الوحيد الذي يمكن أن يـحل الأزمات وتقدم الرؤى لبـناء مستقبل الدولـة والنظام .
الثـقافة هي طريقة حياة لكلّ إنسان متعلم، وهي رؤية للعالم، فالثقافة سلوك يومي يعكس طريقة الوجود للأفراد كما يعكس أفكارهم، وخياراتهم وما لديهم من أجوبة عن الأسئلة الجوهرية في الحياة، الثقافة طريقة حياة بكل ما للكلمة من معنى واقعي، الثقافة هي طقوس وقيم وعقائد واختيارات، الثقافة هي مجموع ما يحبه الفرد من أفكار ورموز وتراث.
من هنا تأتي الأسئلة
بماذا يجب أن نعتقد؟
ماذا يجب أن نفعل؟
أين يجب أن نقف؟
إن نشاط الانسان المثقف هو النشاط الذي يساهم في قيام نموذج انساني جديد أو على الأصح هو الذي يسهم في بناء مجتمع أفضل في المستقبل.
# سفيربرس _ بقلم : هدى زوين
كاتبة وإعلامية