كتب الدكتور عدي سلطان : سوريون ضحية النصب في الامارات إحذروا

قدمت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد فرصة ذهبية لأهل الجشع والنفوس الدنيئة، كي يستغلوا الكثير من الشباب السوري الذي وجد في حلم السفر إلى الإمارات تلك القشة التي تنقذه من غرق الفقر!
وتحت مسمى “إعلان وظائف شاغرة، برواتب مغرية، ومن دون مؤهلات، ووعود خيالية، تلك كانت البداية لإيقاع المئات وربما آلاف الشباب السوريين في شباك نصابين من مكاتب السياحة والسفر الوهمية أو تلك التي تدعي أن لديها شركات عاملة في دولة الامارات، استهدف حاملي التأشيرة السياحية من أصحاب المؤهلات المتوسطة وحتى الجامعية، عبر وعود كاذبة بالتعيين مقابل أموال، تحت ذريعة استخراج تأشيرات الإقامة، ثم لاذوا بعدها بالفرار“، والمثير في الأمر ان البعض ممن يحصل على هذه الإقامة، يتفاجأ بأنه لا يحق له العمل، والسبب بأن هذه الشركات التي منحت الاقامة على أساسها، هي شركات “مبلكة” من قبل السلطات الاماراتية بسبب عدم قيامها بدفع التزاماتها أو مخالفتها للأنظمة والقوانين.
وقد قرأت خبرا في صحيفة اماراتية نقلت عن مدير مركز شرطة “المرقبات” في الإمارات قوله إنه تلقى بلاغات من عدة شبان سوريين، بعد أن قاموا بدفع مبالغ مالية تتراوح بين 1800 إلى 3 آلاف درهم لكل منهم إلى إحدى الشركات في منطقة ديرة تعمل في مجال الحراسات الأمنية، بعد نشرها إعلان وظائف شاغرة في أحد المواقع الإلكترونية عبارة عن حراس ومشرفي أمن خاص.
وأكد المسؤول الإماراتي في المديرية أن الشبان توجهوا إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن تعرضهم لعملية نصب وعدم تمكنهم من مراجعة الشركة بعد أن فوجئوا أنها مغلقة، وتبين مؤخراً أنه تم إنشاء الشركة لاستهداف أصحاب التأشيرات السياحية من الباحثين عن فرصة عمل، الجدير بالذكر أن العديد من الشبان السوريين اختاروا مؤخراً السفر إلى الإمارات، وذلك بعدما سمحت الأخيرة بدخول السوريين من كل الأعمار بتأشيرة سياحية، بينما كانت التأشيرة محصورة سابقاً بالإناث، والذكور فوق الـ40 عاماً.
ومع تراكم أعداد المخالفين من الشباب السوريين الذين وقعوا ضحية النصب، والبعض منهم استنزف كل ما يملكه والداه وعائلته أملا بتحقيق حلم زائف، لوحظ مؤخرا بأن السلطات الاماراتية ترفض أي تأشيرة أو إقامة في حال كان مقدم الطلب سوري الجنسية، تصوروا ماذا تسببت به مكاتب النصب القذرة!.
بكل حال، فإن ذلك بمثابة رسالة لكل من يريد السفر، احذروا من هذه المكاتب، ولا تعطوا المال إلا بعد التأكد من مصداقية هذه المكاتب وفروعها وشركاتها في الامارات، كي لا تقعوا ضحية النصب والسرقة، وهنا لابد من الإشارة الى ضرورة تفعيل دور وزارة السياحة في مكافحة هذه الظواهر الخبيثة التي أساءت الى السوريين، وسمعتهم في الخارج.

#سفيربرس – بقلم : عدي سلطان