حسن ن..صر الله: لغز مق..اومة لا يُحل، وشرف لا يُنال بسهولة.
# سفيربرس _ بقلم : ميرال حسن
يترقبون لحظة النهاية، وكأنهم يقفون عند بوابة الغموض، يتلهفون لتفكيك هذا اللغز الذي يبدو عصيًا على الفهم. حسن نصر الله، الزعيم الذي لم يختر مصيره، بل فرضه عليه واقعٌ مليء بالتناقضات والخيارات المستحيلة، يقف كالسر الغامض، الذي كلما حاولت قراءته، ازداد تعقيدًا. هؤلاء الذين يترقبون نهايته، ربما يظنون أن السر سيُحل، ولكن هيهات.
خيوط المؤامرة: متاهة المنتظرين
تجلس تلك الأيادي الخفية، تحرك خيوطًا لا يراها إلا العارفون بخفايا السياسة وأسرار المؤامرات. ينتظرون لحظة الاغتيال وكأنها ستحقق لهم انتصارًا تاريخيًا. لكن، هل يعلمون حقًا من هو حسن نصر الله؟ هل يفهمون أنهم يتعاملون مع لغزٍ حي؟ إنهم في حقيقة الأمر يدخلون متاهة لا مخرج منها، كل خطوة فيها لا تزيدهم إلا ضياعًا في دروب المقاومة التي تتحدى المستحيل.
في كل مرة يُطلقون فيها تهديدًا، يظهر نصر الله، بلغة الهدوء القاتل، يرسل رسائله الملغزة، تلك الرسائل التي يظن البعض أنهم قادرون على فك رموزها، ولكن الحقيقة أنهم يغرقون في المزيد من الأسئلة دون أجوبة. إنه لغزٌ يختبر عقولهم، يصيبهم بالحيرة، يضعهم في مواجهة مع قلقهم الداخلي، الذي لا يستطيعون الهروب منه.
انتظار النهاية: حينما يتمنى الخصم الاختفاء
تُرى، ماذا ينتظرون؟ اغتيال حسن نصر الله؟ أحقًا يظنون أن النهاية تكمن في موت الجسد؟ من الواضح أنهم لم يفهموا شيئًا، أو ربما يفهمون، لكن الخوف أعماهم عن الحقيقة الواضحة. في عالم مليء بالألغاز، يبقى الرمز ثابتًا، راسخًا كالجبل، يثير الفخر في نفوس شعبه، ويمثل لهم البوصلة التي لا تضيع، بينما يزداد الحقد في قلوب أعدائه.
إنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذه الحكاية، حكاية الرجل الذي لا يعرف اليأس، والذي لم تُغوِه الأموال أو المناصب، الرجل الذي ظل واقفًا رغم العواصف، رغم محاولات الخداع والمؤامرات. هؤلاء الذين ينتظرون اغتياله يعتقدون أن حلم المقاومة سيتلاشى بمقتله، ولكن الحقيقة أن النهاية التي يترقبونها ليست إلا بداية جديدة، بداية لفكرة لن تموت، بل ستتجذر أكثر، وتصبح لعنة على من أرادوا إسكاتها.
الرمز الذي يتحدى الموت
هل يعتقدون أن حسن نصر الله مجرد زعيم يمكن اغتياله وإنهاء قصته؟ هذه هي الغلطة التي وقعوا فيها. نصر الله ليس زعيمًا فقط، بل هو رمز لمعنى المقاومة، رمز يتحدى الموت بوجوده، بل يتحدى المنطق ذاته. هذا الرجل، الذي يمثل لهم كل ما يكرهون، يقف شامخًا، بينما يتحركون هم كالدمى، يخشون منه أكثر مما يخشون من أي عدو آخر.
إنّ من يتوهم أن اغتياله سيضع حدًا لهذه الحكاية، كمن يحاول الإمساك بالسراب. نصر الله أصبح في أعين مؤيديه أكبر من مجرد شخص، إنه فكرة تعيش في قلوب الملايين، ورمز للمقاومة ضد الظلم والاحتلال. وكلما حاولوا قتله، يجدون أنفسهم أمام لغز أكثر تعقيدًا، أكثر فخرًا، وأكثر تحديًا.
رسالة أخيرة: لغز لن يُحل
إلى أولئك الذين ينتظرون نهاية حسن نصر الله، هل أدركتم حقًا مع من تتعاملون؟ هذه ليست معركة بسيطة ضد شخص يمكن اغتياله وإنهاء أمره. بل هي مواجهة ضد فكرة، ضد رمز، ضد كرامة لم تُبع ولم تُشترى. تلك الكرامة التي يفتقدها من يخططون لاغتياله، تلك المبادئ التي لم ولن يتمكنوا من الوصول إليها.
ما ينتظرونه ليس النهاية، بل هو الفصل الجديد من حكاية لغز سيظل عالقًا في أعماق التاريخ. كلما حاولوا حله، ازدادت خيوطه تعقيدًا، وأصبحت الحقيقة أكثر إيلامًا لهم. حسن نصر الله رمز لبنان، شاء من شاء وأبى من أبى، وسيبقى كذلك، لأنه حكاية لا تنتهي، لغز لا يُحل، وشرف لا يُنال بسهولة
# سفيربرس _ بقلم : ميرال حسن
مفكرة حرة | أعيش خارج الصندوق | أثير الجدل ولا أتبع الحشود | أطرح الأسئلة التي يخشاها الجميع | متمردة على القوالب التقليدية.