شيء من الخوف ..بقلم : المثنى علوش

لعل ذلك النمط من الأفلام السينمائية، لم يعد متوفراً إلا فيما ندر . لأنه يحتوي على جرعة عالية من الرمزية التي حولته لتحفة فنية قلّ نظيرها.
و في قصة الفيلم المأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب ثروت أباظة، و تم إنتاجه عام ١٩٦٩ . كان عتريس الجبار قد سيطر على معظم مفاصل الحياة في القرية و فرض الإتاوات على المزارعين عبر ترهيبهم و قطع المياه عنهم إذا ما امتنعوا عن مسايرته .
تطور الأمر و أقبل للزواج من فؤادة بطلة الفيلم، رغم رفضها الزواج منه، لتصبح زيجته باطله رغم كل ما فعله من تجاوزات كي يصل إلى غايته ..
ينتهي الفيلم بثورة شعبية نتيجة قتل أحد أبناء القرية على يد عتريس، و ردد فيها اهل القرية جملةً بقيت حتى الآن تصدح في أذهان المصريين( جواز عتريس من فؤادة باطل باطل) ..
نعود للرمزية الفكرية التي أراد الكاتب من خلالها إيصال رسالته الهامة، عن الجوع و الفقر و البطش و السلطة الفاسدة . فعتريس يرمز للراحل جمال عبد الناصر، و فؤادة هي مصر، بحسب تحليل النقاد و المتابعين حينها، مما أثار حفيظة السلطة الحاكمة وقتها و تم منع الفيلم العرض لسنوات .
الخلاصة :
أي عمل فني لا يقترن بحاجات البشر و تطلعاتهم، يعتبر رقماً بلا فائدة . فكلما ارتبط الفن بالمجتمع، كان أكثر قدرة على تغيير شيء ما. و العمل الفني الذي لا يؤدي إلى تغيير ليس فناً و هو من التفاهة بما لا يقبل النقاش .
# سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش