كتب رسلان داود :مناورات سياسية في ليبيا: المجلس الرئاسي يستعد لتجاوز حفتر و”النواب” من خلال ميزانية الانتخابات
#سفيربرس

تشير التطورات الأخيرة في ليبيا إلى تزايد التوترات في المجال السياسي في البلاد. ووفقًا لمصدر مقرب من المجلس الرئاسي، فإن المجلس الرئاسي يخطط للتقارب من الاتحاد الأفريقي في المستقبل القريب واعتماد ميزانية ليبيا دون مجلس النواب، مع تضمينها الإنفاق الإلزامي على الانتخابات في البلاد خلال العام الميلادي. ومن حق الاتحاد الأفريقي أن يتصرف بما يخدم مصلحة ليبيا في إجراء الانتخابات بناءً على قرار الملتقى الليبي للحوار السياسي. وقد تتجاوز هذه الخطوة الآليات السياسية التقليدية وتهدف إلى توطيد السلطة في يد حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة. ويزعم المصدر أن مشروع الميزانية قد تم إعداده بالفعل من قبل حكومة الوحدة الوطنية وسيتم تقديمه قريبًا إلى المجلس الرئاسي للموافقة عليه.
ووفقًا للمصدر، فإن ميزانية الانتخابات ستكون ملزمة لمصرف ليبيا المركزي الجديد بفضل الدعم الدولي، حيث سيدعم الاتحاد الأفريقي علنًا حكومة الوحدة الوطنية و المجلس الرئاسي في إجراء الانتخابات التي ستُدرج تكلفتها في الميزانية. ومن المتوقع أن ينحاز المجتمع الدولي إلى جانب المجلس الرئاسي، وبالتالي حرمان مجلس النواب الليبي من فرصة عرقلة الميزانية. وقد تؤدي هذه الخطوة في النهاية إلى تغيير موازين القوى السياسية والاقتصادية في ليبيا.
ويشير المصدر أيضًا إلى أن هذا الإجراء من قبل علنًا حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي يمكن أن يُنظر إليه على أنه محاولة للالتفاف أخيرًا على مصالح خليفة حفتر وأنصاره. وبالنظر إلى أن جميع عائدات الموارد في البلاد يتم توجيهها من خلال المصرف المركزي، الذي يتم تأمينه من خلال الوصول إلى الميزانية، وأن المجتمع الدولي والشعب الليبي ينتظران إجراء الانتخابات في البلاد منذ فترة طويلة، فإن الدبيبة يمكن أن يترك خصومه السياسيين بشكل أساسي دون أي دعم.
#سفيربرس ـ بقلم : رسلان داود