إعلان
إعلان

دور الأهل في الصحة النفسية ..بقلم :د.غالية اسعيد

#سفيربرس

إعلان

في عالم مليء بالتحديات والتغيرات السريعة تمثل الصحة النفسية للأطفال أحد أكثر القضايا أهمية , حيث تعتبر الطفولة فترة تشكيل الهوية والنفس، وتتأثر عواطف الطفل وسلوكياته بشكل عميق بالعوامل المحيطة به وخاصةً من قبل الأهل.
إن دور الأهل لا يقتصر فقط على تلبية احتياجات الأطفال الأساسية، بل يتجاوز ذلك ليشمل بناء أساس قوي من الدعم النفسي والحب الذي يمكن أن يدفع الأطفال نحو مستقبل أكثر إشراقًا وثقة, من خلال فهم كيف يمكن للتفاعل الإيجابي بين الأهل وأطفالهم أن يؤثر على الصحة النفسية يمكن للجميع بدءًا من الآباء والمعلمين وصولاً إلى المجتمع ككل، أن يلعبوا دورًا فعّالًا في تنمية جيل صحي نفسيًا وقادر على مواجهة تحديات الحياة.
وفي هذه السطور سنستكشف العديد من الجوانب التي تبرز كيف يساهم الأهل في تشكيل الصحة النفسية لأبنائهم، مما يُمهد الطريق لتربية جيل من الأفراد المتوازنين والقادرين على العطاء.
في البداية لنعتبر أن الطفولة مرحلة حيوية في حياة الإنسان، حيث يتم فيها تشكيل العديد من جوانب الشخصية، بما في ذلك الصحة النفسية, وهنا يلعب الأهل دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث يؤثر تفاعلهم وسلوكهم على نمو الطفل وقدرته على مواجهة التحديات النفسية.
وذلك من خلال أمور مهمة سأذكرها تباعاً :
1. الحب والتقبل:
أولى الخطوات الأساسية لتشكيل صحة نفسية سليمة لدى الأطفال هم توفير بيئة مليئة بالحب والتقبل. يُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يشعرون بالحب والدعم من قبل أسرهم يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط والمشاعر السلبية من الضروري، إذن أن يعبر الأهل عن حبهم بطرق مختلفة، سواء من خلال الكلمات أو الأفعال، مما يعزز من ثقة الطفل بنفسه وإحساسه بالأمان.
2. التواصل الفعّال:
التواصل المفتوح والصريح مع الأطفال يعتبر من العوامل الأساسية في بناء رابط قوي بين الأهل والطفل, ينبغي على الأهل تشجيع أطفالهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، واستعدادهم للاستماع إليهم دون الحكم عليهم , يساعد هذا النوع من التواصل الأطفال على تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم وفهمها بشكل أفضل، مما يُسهم في تعزيز صحتهم النفسية.
3. توفير بيئة آمنة:
خلق بيئة آمنة ومستقرة أمر ضروري لنمو الأطفال ,يشمل ذلك توفير الحماية الجسدية والاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى الراحة النفسية, في حال تعرض الطفل للتوتر أو الضغوط، يكون الأهل هم الداعمون الرئيسيون له , من المهم أيضًا تجنب أي سلوكيات أو مواقف قد تؤدي إلى الشعور بالخوف أو الاضطراب النفسي.

4. التربية الإيجابية:
الأسلوب التربوي اهي:يتبعه الأهل له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال, ينبغي أن يركز هذا الأسلوب على تعزيز السلوكيات الإيجابية بدلاً من العقاب ,استخدام التعزيز الإيجابي والتشجيع يعزز من تقدير الذات لدى الطفل ويعلمه كيفية التصرف بشكل مسؤول.
5. التعامل مع الفشل:
من المهم أن يعلم الأهل أطفالهم كيفية التعامل مع الفشل والإخفاقات، فهذا جزء طبيعي من الحياة , بدلاً من التقليل من قيمة الفشل، يجب على الأهل تشجيعهم على رؤيته كفرصة للتعلم والنمو, يمكن أن تساعد هذه النظرة الإيجابية الأطفال على تطوير المرونة النفسية، وهي قدرة أساسية لمواجهة التحديات المستقبلية.
6. النمو الشخصي للأهل:
عندما يسعى الأهل لتطوير أنفسهم وتعلم مهارات جديدة في مجال التربية والصحة النفسية، يؤثر ذلك بشكل إيجابي على أطفالهم, الأهل الذين يتعلمون كيفية التعاطي مع الضغوط النفسية وصراعات الحياة يصبحون قدوة لأطفالهم، مما يساعدهم على تطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع مشاعرهم .
7. تقبل الطفولة كما هي :
ختاماً:قبل من الأهل لطفولة أطفالهم وتصرفاتها الغير مبررة أحياناً دوراً مهما في عيشهم حياة صحية وآمنة من الجانب النفسي , ومحاولة تقبل تصرفاتهم وأفعالهم وتبريرها من باب عدم القصد وقلة المعرفة .
ختاماً :
إن دور الأهل في تشكيل الصحة النفسية للأطفال يعتبر مسؤولية عظيمة، تتطلب وعيًا واستثمارًا في الوقت والجهد ,من خلال تقديم الحب والدعم والبيئة المناسبة، يمكن للأهل أن يسهموا بشكل كبير في نمو أطفالهم الصحي، مما يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات في المستقبل ويساعد في بناء مجتمع أكثر صحة نفسيًا.

#سفيربرس ـ بقلم الدكتورة : غالية اسعيد

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *