قاسيون يهمس لدمشق ..بقلم : سلوى زاهر
#سفيربرس _ هولندا
على جبل قاسيون، حيث تنحني السماء
يكتبُ الله على صدرِ دمشقَ أبهى الدعاء
هناك، تتكئُ المدينةُ كعروسٍ مجهدةٍ
ترفعُ عينيها، فتسقط النجومُ بين كفيها بلا عناء
قاسيونُ، شاهقٌ مثلَ صبرِ أهلها
وحولهُ تدورُ الحكايا كما تدورُ الأفلاك
من هناك ترى دمشق، بحاراتها القديمة
ومآذنها التي تنامُ في أحضانِ العتمةِ، كأمٍ تداري البكاء
أما الليلُ، فهو ثوبٌ من الحزنِ مطرّزٌ بالنور
أضواءٌ باهتةٌ كأنها شموعُ صلاةٍ
تقاومُ الظلامَ بشجاعةٍ هادئةٍ،
لكنّ الليلَ في دمشق الآن يشبهُ عاشقاً متعباً،
يحملُ همّها في قلبهِ ويطيلُ البقاء
والبردُ، باردٌ كما لم تعرفهُ القصائدُ
كأنه نهرٌ جليديٌّ يجري بلا هوادة
يجرفُ معه دفءَ الأرواح، ويتركُ الشوارعَ
تحتضنُ بعضها كأسرى التيهِ في انتظارِ النجاة
لكنّ دمشقَ، يا صديقي، تعرفُ كيف تنهضُ
كما تفعلُ ياسمينةٌ وسط الخراب
تسقي نفسها من دموعِ عشّاقها
وترسمُ أفقاً جديداً على جبلٍ اسمهُ قاسيون.
# سفيربرس _ بقلم : سلوى زاهر – هولندا