إعلان
إعلان

“التآخي السوري: تاريخ عريق، ثقافة غنية، وقيم دينية مشتركة” بقلم : محمود أحمد الجدوع

#سفيربرس

إعلان

تعتبر سوريا واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وتتميز بتنوعها الجغرافي و الثقافي و الاثني والديني عبر العصور، وقد تشكلت مكونات الشعب السوري وتنوعت نتيجة الهجرات والفتوحات وقوافل التجارة ولا ننسى الحقبة العثمانية ومافعلته من تغيير ديموغرافي، إلا أن روابط التآخي والوحدة ظلت ثابتة بفضل التاريخ العريق، الثقافة الغنية، والدين المشترك.

التاريخ: جسر يربط الأجيال

على مدى آلاف السنين، شهدت سوريا تحولات تاريخية كبيرة. من حضارة إيبلا القديمة إلى الامبراطورية الرومانية والفترات الإسلامية، تشكلت هوية الشعب السوري عبر تاريخ طويل من التفاعل والتكامل بين مختلف الثقافات والحضارات. هذه الفترات التاريخية أسست لقاعدة قوية من الوحدة والتآخي بين مكونات الشعب السوري، حيث تعلم السوريون منذ القدم العيش معًا والتعاون لبناء مجتمع متماسك ومستدام بالرغم  من كل الصعوبات.

الثقافة: تنوع يغني النسيج الاجتماعي

تتميز سوريا بتنوع ثقافي كبير يشمل الفنون، الأدب، الموسيقى، والتراث المادي واللامادي. هذا التنوع الثقافي يعكس التنوع الاثني والديني للمجتمع السوري. حيث تعايشت مختلف المجموعات الاثنية والدينية في سوريا على مر العصور، مما خلق نسيجًا ثقافيًا فريدًا يعزز من شعور الانتماء والتآخي بين أفراد الشعب ولم يشعرالشعب السوري عبر التاريخ إلا أنه نسيج منكامل بالرغم من رياح الربيع العربي التي هبت وبدأت بمحاولة تفتيت هذه الفسيفساء ولكن بحكمة العقلاء بقي النسيج الاجتماعي مترابط ووشيج.

في المدن الكبيرة مثل دمشق وحلب، نجد أمثلة رائعة على التعايش الثقافي، حيث تتداخل العمارة الإسلامية مع البيوت القديمة التي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية. هذا التداخل الثقافي يبرز الجمال الفريد لسوريا ويساهم في تعزيز التآخي بين مكونات الشعب.

الدين: رابطة روحية توحد القلوب

للدين دور كبير في تعزيز التآخي بين السوريين. الإسلام والمسيحية، الديانتان الرئيسيتان في سوريا، تشتركان في قيم الرحمة والمحبة والسلام. في العديد من المناطق، نجد المساجد والكنائس جنبًا إلى جنب، تعكس روح التسامح والتعايش بين أتباع الديانتين.

تجمع الصلوات الجماعية والأعياد الدينية الناس من مختلف الخلفيات، مما يعزز من الروابط الاجتماعية والروحية بين الأفراد. كما أن القيم الدينية المشتركة، مثل العدالة والكرم، تسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على التآخي والمحبة.

رسالة أمل وتفاؤل

في الختام: يبقى التاريخ العريق، والثقافة الغنية، والقيم الدينية المشتركة عوامل أساسية في تعزيز التآخي والوحدة بين مكونات الشعب السوري. ورغم التحديات التي تواجهها البلاد، فإن هذا التراث المشترك يمثل ركيزة قوية للتضامن والتماسك الاجتماعي. إن قوة الشعب السوري وتكاتفه تعطي أملًا نحو مستقبل أفضل، حيث يعمل الجميع معًا لبناء مجتمع يسوده السلام والوحدة، مستمدين من تاريخهم وثقافتهم ودينهم تلك الروح القوية التي لا تنكسر.

#بقلم _ محمود أحمد الجدوع

#رئيس تحرير سفيربرس 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *